دراسة: الحرمان من النوم يؤثر بشدة على المزاج والصحة العقلية
كشفت دراسة استمرت لمدة 50 سنة أن الحرمان من النوم، أو جودة النوم الضعيفة تؤثر بشدة على المزاج والصحة العقلية، وتتراوح التأثيرات بين العواطف الإيجابية إلى زيادة القلق، وتسلط الدراسة التي نُشرت في "Psychological Bulletin" الضوء على الارتباط بين النوم والعاطفة، وتدعو إلى إعطاء الأولوية للنوم.
تفاصيل الدراسة
أجرت الدراسة تحليلاً للبيانات من 154 دراسة شملت أكثر من 5 آلاف مشارك على مدى 50 سنة، واستكشف الباحثون أشكال الحرمان من النوم، سواء الحرمان الكلي، أو الجزئي، أو التشتت، وتشير النتائج إلى أن الحرمان من النوم يقلل من المزاج الإيجابي ويزيد من مشاعر القلق.
وشددت الدراسة على أهمية حصول البالغين على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم الليلي، لتجنب المخاطر الصحية المحتملة مثل السمنة، وأمراض القلب، والخرف، واضطرابات المزاج، وكان تأثير النوم واضحًا في حالة الحرمان الكلي، كما يسلط التحليل الشامل الضوء على مشكلة الحرمان من النوم عالميًا، إذ يُحرم أكثر من 30% من البالغين من ساعة، أو أكثر في اليوم من النوم، وتقريبًا 1 من كل 10 يفقدون ساعتين أو أكثر كل ليلة، حسبما كشفت دراسة في 2022.
وعلق أخصائي النوم والأمراض الرئوية في جامعة جنوب كاليفورنيا دكتور راج داسغوبتا على الدراسة، وأشار إلى أن نقص كمية وجودة النوم مرتبطة بزيادة التوتر، والغضب، والحزن، والإرهاق العقلي، وأكد أن تحسن المزاج مرتبط بالعودة إلى أنماط النوم الطبيعية، كما تتناول الدراسة الجوانب العصبية للحرمان من النوم، إذ يؤثر على الدوائر العصبية المرتبطة بالتجارب الإيجابية، ويزيد من ردود الفعل في المناطق المرتبطة بالعاطفة، ويتعرض الاتصال بين مراكز العاطفة والفص الجبهي إلى الضرر أثناء الحرمان من النوم.
اقرأ أيضًا: لماذا لا نتذكر أحلامنا عند الاستيقاظ من النوم؟
كما تسلط الدراسة الضوء على التأثير المختلف لمرحلة النوم السريع للعين REM، ومرحلة النوم البطيء الموجي Slow-Wave على الاستجابات العاطفية، ففي حالة الحرمان من مرحلة REM فإن ذلك أدى إلى تفاقم الردود السلبية أكثر من فقدان مرحلة النوم العميق.
وكشفت الدراسة أن الحرمان من النوم من أعراض القلق والاكتئاب، وحذر العلماء من أن الأرق المزمن قد يزيد من خطر تطوير اضطرابات المزاج، ما يجعل نقص النوم عاملاً مهمًا في الإصابة بالقلق والاكتئاب، وتعد هذه الدراسة دليلاً واضحًا على العلاقة بين النوم والصحة العقلية، وفي ظل ارتفاع المشاكل العقلية فإنه يجب إعطاء الأولوية للنوم، ودعا العلماء إلى إعادة النظر في السياسات المتعلقة بأوقات بدء الدراسة، وساعات العمل، والوصول إلى الرعاية الصحية.