"القرار لحظة والندم سنوات".. عليك مشاهدة هذه الأفلام قبل الانفصال
تضمن جزء من حوار فيلم "the fault in our stars" على جملة "من يحبنا في أسوأ حالاتنا هم من يستحقون أن يبقوا في قلوبنا إلى الأبد".
جملة قد تبدو عابرةً أو عادية لدى البعض، مرت في سياقها الدرامي، لكنها ذات دلالة كبيرة في سياقها العام خاصة في الوطن العربي الذي يشهد زيادة كبيرة في معدلات الطلاق عامًا تلو الآخر.
ففي سبتمبر الماضي، كشفت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، عن زيادة غير مسبوقة في معدل حالات الطلاق خلال 2022، وصلت لـ 168 حالة يوميًا، بواقع سبع حالات طلاق في كل ساعة، وبمعدل يفوق الحالة الواحدة كل 10 دقائق. وبحسب بيانات الهيئة؛ فإنه جرى تحرير 57 ألفًا و595 صك طلاق، خلال الشهور الأخيرة من 2020، بارتفاع 12.7% عن 2019.
وفي مصر، ووفقًا لتعداد وبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغت نسبة الطلاق في مصر 51,840 حالة طلاق سنويًا.
لذلك باتت الأفلام السينمائية العربية والأجنبية، التي تلقي الضوء على الكثير من القضايا المجتمعية، وخاصة قضايا الطلاق والحياة الأسرية، تشكل أهمية وخطورة بالغة بالنسبة للمجتمع ككل، بهدف التوعية والإرشاد نحو سبل جديدة لمعالجتها وتوضيح مدى خطورتها على الفرد والمجتمع، ومحاولة التوصل لحلول تحد من هذا التزايد الملحوظ.
ووفقًا لدراسة صادرة في مصر بعنوان "المشكلات الأسرية في الأفلام السينمائية بالقنوات الفضائية وعلاقتها بإدراك الشباب لهذه المشكلات" ناقشت القضايا الأسرية التي تعرضها الأفلام السينمائية، وكيفية المعالجة، وعرض المشكلة المطروحة وطرح حلول لها إن وجدت الحلول، وتوصلت لوجود علاقة بين حجم المشاهدة وإدراك الشباب للواقع الاجتماعي للمشكلات الأسرية بما يشابه ما يعرض في الأفلام السينمائية.
وتوصلت دراسة فرنسية أخرى، حول العلاقة بين التعرض للرسائل الإعلامية من خلال مشاهدة الأفلام التي تناولت قضايا الزواج ومدى تأييدها للمثل العليا وواقعية العلاقات الرومانسية، إلى أن الأفلام الكوميدية والدراما الرومانسية أكثر تأييدًا للحب، خاصة تلك التي عرضت النزاعات الزوجية بشكل واقعي. كما توصلت إلى وجود علاقة إيجابية بين الخيال والنزاعات الزوجية.
لذا؛ فإذا كنت تفكر في قرار الانفصال أو الطلاق، ننصحك بمشاهدة تلك الأفلام التي قد تغير نظرتك للقرار.
فيلم قصة زواج.. كلاهما محق كلاهما مخطئ
تدور أحداث فيلم "قصة زواج" (Marriage Story) حول الزوجين تشارلي/ آدم درايفر، مخرج مسرحي، وزوجته نيكول/سكارليت جوهانسون، ممثلة، يعيشان واقعًا روتينيًا ينتهي بانهيار فوضوي، لكن كليهما يبحث عن أفضل حماية لابنهما هنري، البالغ من العمر 8 سنوات.
يبدأ الفيلم بنهاية الزواج وانهيار حياتهما الزوجية. وخلال أحداث الفيلم نتعرف شيئًا فشيئًا على تفاصيل حياتهما في مشهد يحكي فيه كل من الزوج والزوجة عن شريكه، للوسيط الذي يساعدهما على الانفصال، في تجربة درامية شديدة الواقعية.
وخلال الفيلم يسرد كل من "نيكول" و"تشارلي" القصة من وجهة نظره باعتباره الضحية، ويسرد أحداثًا تسدعي المظلومية والشفقة تجاهه، ويتناسى الطرفان اللحظات الإنسانية التي يقدمها الإنسان لمحبيه بصدق في الحياة المشتركة، وكيف تتلاشى الذكريات الجميلة في الحياة تدريجيًا حتى يختفي الخيط الرفيع الفاصل بين الحب والكراهية.
وعلى الرغم من هذا الصراع العاطفي بين "شارلي" و"نيكول" لإتمام إجراءات الطلاق، يحاول كلاهما أن يبقى الطفل بعيدًا عن ساحات الخلاف حتى لا يفقد حبه وتأييده لأحد والديه على حساب الآخر، وتجنيب الطفل قرار الاختيار بين أحدهما.
ثم تتصاعد الأحداث دراميًا، حتى مشهد يلتقي فيه كل من "تشارلي" و"نيكول" في منزله الجديد، عندما تصاعدت حدة الحوار بينهما إذ يحمل كل منهما الآخر مسؤولية الوصول لتلك اللحظة، ويذكر كل منهما الآخر بأسوأ الأحداث والمشاعر التي مرت به خلال الزواج، حتى ينهار "تشارلي" تمامًا وهو يخبر "نيكول" على عدم قدرته على تخطي الأزمة وحيدًا، وتصل الدراما إلى ذروتها وهو يسقط باكيًا على الأرض، بينما تميل نحوه "نيكول" لمواساته، فيتعلق بساقيها ويبكي، في مشهد يعيد إلى الأذهان كل تفاصيل الحياة المشتركة. ثم ينتهي المشهد دون قرار العودة من جديد.
صحيح أن دراما الفيلم لم تصل في نهايتها لما كان يتمناه المشاهد بنهاية سعيدة واضحة، لكنه طرح تساؤلات شتى حول القضية الاجتماعية التي تتقاطع كثيرًا مع أحداث الحياة العادية في حياة المشاهدين، لعلهم يتخذون هم القرار الصحيح!
اقرأ أيضًا:افضل افلام اجنبية رومانسية من ثقافات مختلفة
فيلم Lost in Translation.. الغربة لا تعني عدم العودة
يتناول فيلم "Lost in Translation" قصة فنان سينمائي بوب هارس/بيل موراي يقابل فتاة جميلة، شارلوت/سكارليت جوهانسون، في طوكيو- اليابان، حيث يتوهان في لغة غريبة عنهما، وسط حياة وتفاصيل وأماكن مزدحمة بمئات اليابانيين، ليظهر اختلافهما الظاهري الشديد.
في العزلة التي تفرضها عليه المدينة المزدحمة وواقع الاغتراب، يعيد "بوب" النظر في حياته الروتينية برفقة زوجته وأولاده.
يتعرف "بوب" على "تشارلوت" التي تعيد له الحياة في هذه الغربة والعزلة، يتبادلان أطراف الحديث يوميًا لساعات، يتمرد كلاهما على عالمه، يغيران من بعضها، فهو يصبح يرتدي ملابس كاجوال بدلاً من البدل الكلاسيكية، ويلعب ألعاب الفيديو ويغني معها في الشارع.
ومع تصاعد أحداث الفيلم، يتوقع المشاهد أن تستمر العلاقة الحيوية والنابضة بين "بوب" و"تشارلوت"، لكن النهاية تأتي بأن لحظات التمرد على الواقع والجموح في عالم غريب لا تستمر كثيرًا، فيودعان بعضهما وسط مدينة طوكيو، ويعود كل منهما للحياة الواقعية المعتدلة حتى لو أصابها بعض الركود نتيجة روتين الاستمرارية.
فيلم النداء الأخير إلى إسطنبول Last call for Istanbul.. الفرصة الثانية
تدور أحداث الفيلم حول سيرين/ بيرين سات، ومحمد/كيفانش تاتليتوغ، اللذين يلتقيان مصادفةً في المطار، في أثناء توجههما إلى إسطنبول من نيويورك، ويعيشان ليلةً لا تُنسى في تلك المدينة. وتبدأ الأحداث، التي تشير إلى الحب والزواج والفرصة الثانية.
يبدأ الفيلم بشاشة عرض الرحلات الموجودة في مطار نيويورك، لتظهر بعدها "سيرين" و"محمد"، وهما ينتظران استلام حقائب سفرهما، دون أن يتكلم أحدهما مع الآخر، ثم ينبهر "محمد" بجمال "سيرين" ويستغل فرصة مساعدتها في حمل الحقائب ليتكلم معها ويتعرف عليها.
هذا اللقاء غير المتوقع يجذب كلاًّ من "محمد" و"سيرين" إلى مغامرة مثيرة، وقضاء يوم كامل معًا ولكن توجد هناك مشكلة واحدة فقط، هي أن كل منهما متزوج، فماذا سيفعلان للبقاء معًا!
تمر أحداث الفيلم، ويكتشف المشاهد أخيرًا أن "سيرين" و"محمد" زوجان في الأساس، وأن لقاءهما لم يكن مصادفة بل كان مرتبًا بناءً على نصيحة مستشارة علاقات زوجية وأسرية، نصحتهما بينما كانا ينويان الطلاق؛ بأن يبدآ من اللحظة الحالية، ويختبران هل كل منهما سيحب الآخر بنسخته الجديدة في تلك اللحظة بعد سنوات طويلة من الزواج، أم أنهما سيتذكران بدايات حبهما قبل أن تتطور شخصياتهما وحياتهما وتقاطع مستقبلهما العملي والمهني لاحقًا خلال سنوات الزواج.
يكتشف المشاهد في نهاية الفيلم السعيدة عدول الثنائي عن قرار الطلاق، وأن كل القصة التي دارت في مطار نيويورك ما كانت إلا استحضار مشاهد ماضية "فلاش باك"، وأن الفرصة الثانية تبدأ من اللحظة الراهنة لا من ركام وحطام الماضي.
اقرأ أيضًا:أفلام رومانسية يجب عليك مشاهدتها مع زوجتك
فيلم حب مجنون غبي Crazy, stupid, love.. الالتزام قبل الانبهار
تدور أحداث الفيلم حول كارل ويفر/ستيف كاريل، الذي يُصدم بقرار زوجته إيميلي ويفر/ جوليان مور، بالطلاق بعد 20 عامًا من الزواج.
تطلب "إيميلي" الطلاق ببرود خلال تناولهما العشاء، فيقع "كارل" في صدمة نفسية كبيرة يدخل على إثرها في حالة من اللامبالاة والوحدة والبكاء.
وفي إطار كوميدي اجتماعي، تتباعد خطوط الدراما بين "كارل" الغارق في بؤسه ووحدته، و"إيميلي" التي تستمر في حياتها الجديدة على الرغم من أنها تعيش حالة من عدم التأكد من قرار الطلاق. القصة وإن تبدو عادية ومتناولة سابقًا في عدد من الأفلام، لكنها تتناول الحب والزواج في إطار غير عادي من الكوميديا التي تسخر من العلاقات العابرة الحديثة ووهم الانبهار بكل ما هو جديد، مقابل التركيز على تفاصيل أزمة العلاقة بين الزوجين التي قد تؤدي إلى الطلاق. كما يتناول الفيلم عددًا من العلاقات العصرية التي تعالج مسائل الحب والالتزام.
فيلم ٩٠ يومًا.. الدين قبل العادات
يتناول فيلم "90 يومًا" قضية الطلاق الحساسة، والحياة الزوجية، وكيفية حل مشكلاتها بطرق سهلة، والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تحتاج إلى إعادة نظر، في إطار اجتماعي وكوميدي هادف.
يبدأ الفيلم مع "سارة"، الطبيبة التي ترفض الزواج التقليدي، وتصر على الارتباط بالرجل الذي يناسب تطلعاتها.
وبالفعل، تقابل "سارة" فارس أحلامها، وتتحدى أهلها والجميع من أجل الزواج به، قبل أن تكتشف أنه يخفي عنها حقيقة مهمة تدفعها لطلب الطلاق وتصر عليه رغم تمسك زوجها بها.
لكن يفرض عليها والدها قضاء فترة العدة في بيت الزوجية كما أمر الشرع، وهكذا يصبح على "سارة" أن تبقى لمدة 90 يومًا مع زوجها في بيت الزوجية رغم حالة العداء بينهما.
وبذلك يناقش الفيلم تمسك المجتمع بالعادات والتقاليد أكثر من اتباعهم التعاليم الدينية، ولكن في إطار اجتماعي كوميدي، ليطرح الفيلم المشكلات التي تعاني منها شرائح مجتمعية مختلفة وتقديم رؤى وحلول غير تقليدية.