مستعملة لكنها فاخرة.. الجيل "Z" يقود ثورة في عالم الأزياء والموضة
لكل جيل موضة خاصة به، تشبه ثقافته وتحدياته. ففي السبيعينيات جاء الجيل الذي قرر التحرر من ارتداء البدل في العموم والاكتفاء بها في المناسبات الرسمية، إنه Gen Z، الذين ولدوا بين عامي 1995 و2010، بموضتهم المختلفة التي تنتمي لتمرد ثقافة مجتمعهم المستوحاة من الإنترنت.
ويشير حرف الـ Z في تسمية الجيل إلى كلمة "Zoomer"، لأن هذا هو الجيل الأول المعروف بـ "تكبير" الإنترنت.
مفهوم الاستدامة
ومن أكثر ما يميز جيل Z، هو هوسهم بالحفاظ على البيئة، وربما كان هذا أبرز أسباب بحثهم عن الملابس المستخدمة، أو الدعوة لاستخدام مواد تحافظ على البيئة والحيوانات المعرضة للانقراض، سواء في الأزياء والموضة، أو مستلزمات الحياة اليومية مثل الأكواب الورقية بدلاً من البلاستيكية، خاصة بعد معرفة أن إنتاج سروال جينز واحد يكلف البيئة كمية من المياه تعادل مجموع شُرب الفرد لعام كامل من الماء!
اقرأ أيضًا: مجموعة "Hermès" لشتاء 2024.. طابع الفروسية يمنح الجرأة والقوة لكل قطعة
بينما يحافظ جيل الألفية وما سبقه على الارتداء من دور أزياء الملابس الفاخرة ومتابعة كل صيحات الموضة، يأتي جيل Z، لا يعبأ بهذه الصيحات أو دور الأزياء الفاخرة رغم محاولتها لمغازلة أفكاره باستمرار، ولكن يمكنكم بسهولة تمييز هذا الجيل ليس فقط بسبب ملامحه الشابة وشغفه، بل بنظرة بسيطة على ملابسه التي تميل أكثر للملابس المريحة الواسعة، وتنسيقات الألوان الجريئة معًا.
تحاول عديد من العلامات التجارية للأزياء وتجار التجزئة جعل عمليات توريد الملابس الخاصة بهم أكثر استدامة، وذلك باستخدام مزيد من المواد النسيجية المعاد تدويرها في منتجاتهم، خاصة أن جيل Z، هو السوق المستهدف الأكثر أهمية، فهم محترفو المستقبل في صناعة الأزياء ولا يخشون إجراء تغييرات، بدءًا من التحول بعيدًا عن ثقافة "الموضة السريعة"، إلى الدعوة إلى لوائح أكثر استدامة تتعلق بالمصادر وتبني فكرة التصميم الخالي من النفايات.
كانت عادة الأجيال في السابق هي التخلص من الملابس المستعملة، والمثابرة على التباهي بامتلاك آخر الصيحات والشراء الشره، حتى تبنت دور أزياء كثيرة فلسفة "الموضة السريعة"، ومع الوقت لاحظ المستهلكون مدى تشابه ما يلبسه كثيرون، وتحول ذوقهم الخاص إلى صورة مبهمة، وفي الوقت نفسه تزايد الوعي بتأثير تلك الموضة السريعة على المناخ لذا ظهر الاتجاه لشراء الملابس المستعملة للحد من تأثيرها وحماية كوكبنا.
المواد والممارسات المستدامة المفضلة
إعادة التدوير للأفضل هو أيضًا شيء يهتم به الجيل Z بشدة، وهذا يمكنك اكتشافه بسهولة على صفحات تطبيق Tik Tok، إذ إن هناك كثيرًا من الحسابات المليئة بالمراهقين الماهرين في تحويل سروال مهترئ إلى قطعة أنيقة، وأحيانًا قطعتين يمكن ارتداؤهما بطرق متعددة.
ومع ظهور الجيل الجديد، ظهرت مصطلحات جديدة مثل "القطن العضوي" و"العمالة العادلة"، والقطن العضوي يحظى بشعبية كبيرة بين جيل Z، وهو القطن الذي التقطته العلامات التجارية للأزياء بسرعة وسلطت الضوء عليه في ممارساتها، وهناك من يهتم بالألياف العضوية والقنب والكتان والخيزران، والألياف المعاد تدويرها، مثل القطن المعاد تدويره، وهذه الألياف مغرية لأنها أقل ضررًا على البيئة مقارنة بالبدائل الأخرى.
وفي حين يمكن القول إن الجيل Z سيكون أحد أهم مجموعات المستهلكين على المدى المتوسط مع اكتساب هؤلاء المستهلكين القوة الشرائية، إلا أنهم سيشكلون أيضًا العمود الفقري للنمو الاقتصادي والاستهلاك في السلع الفاخرة والأزياء في السنوات العشر المقبلة، وبالتعاون مع جيل الألفية، سيعمل جيل Z على دفع النمو الاقتصادي العالمي على مدى العقد المقبل وتشجيع تحول الأعمال.
في حين أن كل مجموعة مستهلكين ستلعب دورًا في التحولات عبر المشهد الاستهلاكي، فقد أثبت جيل Z أنهم من أوائل المتكيفين مع هذه السلوكيات الجديدة. ومن بين أمور أخرى، سيجبر هذا الجيل علامات الأزياء الفخمة على تحقيق أهدافها ووعودها المستدامة وتصبح أكثر صلة بهؤلاء المستهلكين من خلال استخدام التقنيات الجديدة، والتواصل الأفضل والتجارب عبر البيع بالتجزئة.
اقرأ أيضًا: "Gucci Ancora" تستحضر الجمال الكلاسيكي لموسم خريف وشتاء 2024
ومن بين دور الأزياء التي قررت الاعتماد على المواد النظيفة في تصنيع أزيائها، كان: Stella McCartney وGucci وGabriella Hearst وVivienne WestWood وBurberry.
بوابة الملابس المستعملة وحلم ريادة الأعمال
توجه هذا الجيل الرقمي لحمل لواء الملابس المستعملة بدواعي كثيرة مثل الأزمات الاقتصادية العالمية التي تعرض لها العالم بعد جائحة كوفيد، ليجدوا أنفسهم يستغلون مهاراتهم الواسعة في التنقل في عالم الإنترنت، ويخلقون سوقًا واسعًا للملابس المستعملة بداية من خزاناتهم، ثم التوسع والتعاقد مع جهات ومختصين يميلون للاهتمامات نفسها.