هل هناك ثقب أسود داخل الشمس؟.. دراسة جديدة تُجيب
أجرت جامعة كورنيل الأمريكية دراسة جديدة لبحث إمكانية وجود ثقوب سوداء بدائية تكونت بعد الانفجار العظيم مباشرة، فقد تكون هذه الثقوب قد أثرت على تطور ومصير النجوم، وعلى الرغم من أن الشمس قد تبدو في أمان من مثل هذه الكوارث، إلا أن الدراسة تفتح الباب على عالم غامض وتأثيرات دقيقة قد تتركها الثقوب السوداء على الأجرام السماوية.
وتوضح الدراسة الجديدة التي أجراها كل من ماثواي كابلان، وإيرل بلينجر، وأندرو سانتاريللي الباحثون في علم الفيزياء الفلكية أن الثقوب السوداء البدائية هي ثقوب تختلف عن الثقوب الضخمة، وتلعب الثقوب الصغيرة دورًا في شرح ألغاز الكون التي تتراوح من المادة المظلمة إلى كوكب X الغامض، إذ تشدد الدراسة الضوء على التأثير المحتمل لثقب أسود بدائي قبض على نجم يشبه الشمس، ففي البداية يكون كتلة الثقب مثل حبيبات الغبار مقارنة بالشمس، ومع مرور الوقت يستهلك الثقب المادة في نواة النجم، ما يؤدي إلى نموه وتطور حجمه.
وبالنسبة للثقوب البدائية الضخمة التي تُقدر كتلتها بمليار من كتلة الشمس، فتشير الدراسة إلى أن هذه الكيانات قد تستهلك طاقة نجم بأكمله في أقل من نصف مليار سنة، وإذا حدث ذلك فقد يوجد ثقوب سوداء بكتل شمسية في الكون، وهذا التصور يتحدى التصورات التقليدية لتكوين الثقوب السوداء من خلال الانفجارات العظيمة.
من ناحية أخرى قد لا تستهلك الثقوب السوداء البدائية الأصغر حجمًا أقل من تريليون جزء من كتلة الشمس، ولكن هذا قد يثير الاضطراب في نواة النجم، ويؤدي إلى تكوين نجم "التشتت الأحمر" الذي يظهر بميزات أبرد وأكثر احمرارًا من النجوم العملاقة الحمراء النموذجية، ويقترح الباحثون وجود ثقب أسود بدائي يمكن رؤيته من خلال علم الزلازل النجمية.
اقرأ أيضًا: رصد إشارات غامضة من ثقب أسود تثير حيرة العلماء
وتؤكد النتائج أنه قد يوجد ثقب أسود في شمسنا، وإذ وُجد فلا بد أن يكون صغيرًا للغاية، لذلك لا توجد حاجة لتحضير حقيبة للنجاة من نهاية الشمس.
تسلط الدراسة الضوء على دقة تأثير الثقوب السوداء على النجوم، ومع استمرار اكتشاف أسرار الكون، فإن التفاعل بين الثقوب السوداء البدائية والنجوم يضيف طبقة أخرى من التعقيد لفهمنا للكون.