نفوق عشرات الأفيال الإفريقية بطريقة غامضة.. فما السبب وراء ذلك؟
في أواخر 2020 شك الطبيب البيطري للحياة البرية كريس فوجن أن أحد الفيلة الإفريقية قد نفق بسبب الإصابة بالجمرة الخبيثة، ولكن في اليوم التالي وجد فوجن 5 فيلة أخرى نافقة في شمس زيمبابوي الحارقة.
وعلم فوجن أنه لن يستطيع أخذ عينات من كل الفيلة، فأخذ عينات من بعضها قبل تحلل جثثها، وبحلول شهر نوفمبر كان قد نفق 35 فيلًا إفريقيًا في شمال غرب زيمبابوي، وهذه المنطقة تقع على الحدود مع بتسوانا حيث نفق فيها أكثر من 350 فيلًا في الأشهر الماضية.
في بتسوانا رجع العلماء سبب نفوقها إلى التسمم بواسطة بكتيريا غير معروفة، إذ ربما قد لوثت هذه البكتيريا أماكن الري، وبعد 3 سنوات من البحث ظهر جاني آخر وهو بكتيريا الباستريلا Pasteurella bacterium وهي تشبه سلالة Bisgard Toxin 45، ورُبطت هذه البكتيريا مُسبقًا بعدوى الحياة البرية، لكنه كان من غير المعروف أنها تستطيع قتل الفيلة الإفريقية.
سبب نفوق الأفيال الإفريقية
بعد فحص العينات في المختبر اكتشف فوجن تمزق وانفجار بعض الأوعية الدموية، ما جعله يشك في أن سبب النفوق هو التسمم الدموي، بالإضافة إلى أنه وجد تحت الميكروسكوب مستعمرات من بكتيريا الباستريلا، وفي عينات المخ والكبد في أحد الفيلة وجد نموا كبيرا لهذه البكتيريا التي تُشبه سلالة Bisgard Toxin 45.
وجد فوجن في 6 فيلة من 15 فيلًا أدلة Bisgard Toxin 45 من خلال التحليل الجيني، في حين أنه لم يكتشف وجود سم أو عدوى فيروسية، وبذلك يُضاف تسمم الدم البكتيري إلى قائمة الأمراض التي تهدد حياة الأفيال الإفريقية مثل الجمرة الخبيثة Anthrax.
اقرأ أيضًا: على عكس البشر.. لماذا لا تصاب الفيلة بالسرطان؟
أما بخصوص مصدر العدوى أو طريقة انتشارها فهو غير معروف حتى الآن، والفيلة من الحيوانات الاجتماعية إذ نفق على الأقل 11 فيلًا خلال 24 ساعةً فقط في مساحة 50 كم مربع في إحدى المناطق،
وأحد التفسيرات لسبب نشاط هذه البكتيريا هو الجفاف والحرارة التي أصابت هذه المناطق قبل نفوق الأفيال، إذ حفزت الحرارة والجفاف هذه البكتيريا التي تعيش بسلام في حيوانات أخرى، ولكنها تتحول إلى بكتيريا معدية ولها القدرة على الانتشار عندما تُصيب الأفيال.
في 2015 تسببت هذه البكتيريا في نفوق 200 ألف ظبي في كازاخستان، أما في حالة بتسوانا فيمكن أن يعود سبب تحفيز هذه البكتيريا إلى الإجهاد بسبب الصيد الجائر.
لكن لا تزال أسئلة كثيرة لا تمتلك إجابات مثل كيف وصلت هذه البكتيريا إلى هذه المنطقة؟ أم كانت هذه البكتيريا موجودة في زيمبابوي دائمًا؟ وهل أصابت هذه البكتيريا الفيلة من قبل ولم يستطع العلماء ملاحظتها؟ كل هذه الأسئلة سوف يعمل العلماء على الإجابة عليها من خلال فحص الفيلة وفحص البيئة المحيطة بها.