هل يشتري المال السعادة؟.. دراسات تُجيب
المال لا يشتري السعادة، لكنه قد يجلبها، المال ليس كل ما في الحياة، لكنه قادر على جعل الحياة مريحة وهنية، جميعها أسئلة طالما راودت الكثيرين، واختلفت الإجابات دومًا، فما رأي الدراسات والأبحاث في هذا الشأن؟
طبقًا لدراسات أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، غالبًا ما ارتبطت الأمور المادية ونمط الحياة ارتباطًا وثيقًا بالدخل، إذ استندت دراسة أُجريت عام 2011، إلى بيانات استطلاع غالوب على 1000 شخص، وأظهرت أن الرفاهية العاطفية تتجاوز حد الـ 75,000 دولار سنويًا بصعوبة.
دراسة أخرى صدرت في عام 2021، في الولايات المتحدة أيضًا، شارك فيها أكثر من مليون مشارك، خرجت لتؤكد نتائج الدراسة السابقة، وأشارت إلى أن العلاقة بين الدخل والسعادة مستمرة، وذلك حتى وصول الدخل السنوي إلى 500,000 دولار.
ولفتت الدراسة إلى أنه "عندما تجمع مبلغًا معينًا للطوارئ أو للأفراح، وتدعه جانبًا دون اللجوء إلى إنفاقه، ستشعر بالرضا والهدوء النفسي لأن وجود هذا المبلغ الذي تحتفظ به يمنحك الاطمئنان، فتعلم أنك مستعد لمواجهة أي تحدي في الحياة"، هذه هي الاستراتيجية التي بُنيت عليها الدراسة، إذ ترى أن الأموال تمنح الإنسان الثقة وعدم القلق، وتزيد من مستويات السعادة والرضا اللا إرادي.
اقرأ أيضًا: كيف تُسعد نفسك في اليوم العالمي للسعادة 2023؟
كذلك هناك دراسة سويدية أُجريت على الفائزين باليانصيب، ربطت بين زيادة الثروة بزيادة الرضا عن الحياة وتحسين الصحة العقلية. بل إنه حتى بعد سنوات من الفوز باليانصيب، أظهر الأفراد مرونة أعلى في مواجهة تحديات الحياة مقارنة بأولئك الذين لم يحققوا مكاسب غير متوقعة.
وبناءً على هذه الدراسات، قيل إن أصحاب الدخل العالي يعيشون حياة أكثر سعادة حتى وصولهم إلى حد دخل معين.
في مقابل هذه الدراسات، تشير دراسات أخرى أُجريت في سياقات ثقافية أخرى، واستطلاع أجرته مؤسسة غالوب العالمية في مختلف البلدان، إلى أن العلاقة بين الثروة والسعادة تختلف على مستوى العالم. وبناءً عليه فإن للعوامل غير المادية مثل التعلم والاستقلالية والاحترام والدعم الاجتماعي دورًا أكثر أهمية في تحقيق الرفاهية وجني الأموال.
كذلك فهناك دراسة أُجريت على أصحاب الملايين فاحشي الثراء، أظهرت أن أولئك الذين كسبوا ثرواتهم من خلال الجهد والعمل شهدوا سعادة أكبر من أولئك الذين ورثوها، ما يؤيد ربط عملية تحقيق النجاح المالي بالمساهمة بشكل كبير في الرفاهية العامة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: يمكن شراء السعادة بنصف مليون دولار سنويًّا
ورغم اختلاف نتائج الدراسات، فإن هناك قاعدة إنسانية لتحقيق السعادة، هي ضرورة فهم أن المال رغم ارتباطه بجوانب معينة من الرفاهية، إلا أنه وسيلة لتحقيق غاية وليس غاية في حد ذاته.
لذا تستند دراسات عدة في علم النفس إلى أن القدرة على توفير الوقت وراحة البال والأمن والخبرات تساهم في تحقيق السعادة التي ربما لا تتحقق بكثرة الأموال.