سيارة Lotus Emeya.. كهربائية خارقة وذكية
خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وفيما كانت السيارات الرياضية تتطور لتتخذ الشكل الذي نعرفها فيه حاليًّا، كان هناك بضع مدارس تصميمية، وكل مدرسة تدّعي أنها الأفضل، سواء من الناحية التقنية البحتة أو لناحية قربها مما يرغب به السائق.
وفيما كانت المدرسة التي أسسها فرديناند بورشه تعتمد على تركيز الوزن الأعلى في القسم الخلفي من السيارة، كما حصل مع طراز Porsche 911، كون هذا الأمر يسهم في تثبيت العجلات أكثر على الطريق ويوفّر للسائق متعة السيطرة على المقدمة الخفيفة نسبيًّا، كان لكولن شابمان مدرسة تفيد بأنّ الوزن هو العدو الأول للسيارة الرياضية، ومن ثم يجب علينا أن نحاربه لا أن نكتفي بتوزيعه. وهكذا تميزت سيارات السيد شابمان بأنها سيارات لا تعتمد على القوة العالية لتحقيق أدائها الناري بل على وزنها الخفيف.
أما اليوم، فها هي Lotus تستعد مرة أخرى لمواجهة الصانع الألماني مع طراز Emeya السيدان الكهربائي الذي يستهدف Porsche Taycan، ولكن ليس من خلال معاكسة هندسته كما حصل في الماضي بين الشركتين، بل من خلال إضافة عنصر آخر من العناصر التي أسستها Lotus في تاريخها المشرّف على حلبات السباق، ألا وهو الديناميكية الهوائية الذكية التي تُعد أبرز ميزة تتمتع بها Emeya.
تسخير الهواء بذكاء
رغم أنّ فريق Lotus سعى بشكلٍ مكثّف خلال تصميم السيارة لتحقيق القدرة على ضبط حركتها الديناميكية ميكانيكيًّا، وتوفير توازن بين الراحة وبين التماسك من خلال نظام تعليق هوائي متكيّف يتصل بنظام قادر على قراءة الطريق أمام السيارة بما يصل إلى 1000 مرة في الثانية، فإنّ مهمة توفير تحكم مستقر على السرعات العالية والتماسك على المنعطفات، أوكلت لحزمة ديناميكية هوائية معزّزة بعناصر انسيابية نشطة تهدف لتعزيز الكفاءة من خلال العمل بشكلٍ متناسق على تغيير نسب الأداء الانسيابي تبعًا لظروف القيادة، فهي تتخذ وضعية تساعد على تمرير الهواء بشكلٍ سلس عند اجتياز المقاطع المستقيمة، لتعود وتتخذ وضعية مختلفة عند المنعطفات لتعزز القدرة على توليد ضغط هوائي نحو أسفل، ومن ثم توفير مزيد من التماسك.
هذا ويؤدي الجناح الخلفي النشط، الذي يبلغ عرضه 280 ملم، دورًا محوريًّا في ضبط حركة السيارة من خلال توليد أكثر من 215 كيلوغرامًا من القوة الضاغطة نحو الأسفل. أما في الأمام، فتتمتع Emeya بشبكة يتم التحكم بها أوتوماتيكيًّا من خلال نظام مركزي يتلقى إشارات من مستشعرات مثبّتة في مختلف جوانب السيارة، وعندما تشير هذه المستشعرات إلى أنّ السيارة تنطلق بسرعة نحو الأمام، يبقي النظام الشبكة الأمامية مغلقة لتأمين انسيابية أفضل قبل أن يعيد فتحها عند الحاجة لتبريد البطارية والمكابح.
905 أحصنة رهن إشارتك
بنيويًّا، تعتمد السيارة على أساسات طراز Eletre مع بطارية بقدرة 102 كيلووات/ساعة، ولكن مع مزيد من القوة، إذ يتمكن محركاها الكهربائيان من توليد قوة 905 أحصنة و985 نيوتن متر من عزم الدوران. ويأتي المحرك الأول مثبّتًا على المحور الخلفي.
أما المحرك الثاني، فيتخذ من المحور الأمامي موضعًا له، الأمر الذي يمنح السيارة دفعها الرباعي، علمًا أنّ المحرك الأمامي يتصل بعلبة تروس أحادية النسب، مقابل علبة تروس بنسبتين للمحرك الخلفي، على غرار ما يتوفر لـ بورشه تايكان. أما على صعيد المدى، فحتى الساعة لم تكشف Lotus عن عدد الكيلومترات التي يمكن للسيارة أن تجتازها في الشحنة الواحدة.
اقرأ أيضًا: "Lamborghini Huracan Sterrato".. رياضية تلائم جميع التضاريس
أداء يليق بالعلامة التجارية العريقة
بفضل جسمها الانسيابي الذكي الذي ذكرناه، ونظام دفعها الكهربائي الرباعي ونظام التحكم في الانطلاق، تتمكّن Emeya من الانطلاق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.78 ثانية، فيما تبلغ سرعة قصوى تزيد على 250 كيلومترًا في الساعة.
وفي سياق السرعة نفسه ولكن في مجال آخر، تتمتع Emeya بالقدرة على إعادة شحن البطارية من نسبة 10 بالمئة إلى 80 بالمائة خلال 15 دقيقة، علمًا أنها تتمكّن بحسب الشركة من شحن ما يسمح لها باجتياز حوالي 150 كيلومترًا في خمس دقائق فقط عند توصيل بطاريتها بمصدر كهربائي بقدرة تبلغ 350 كيلو واط.
اقرأ أيضًا:لامبورغيني ريفويلتو.. جميلة متوحشة تتقن التنفس الطبيعي والزئير الغاضب
فخامة وروح رياضية
من الداخل، تتمتع Emeya بتصميم يقوم على مبدأ البساطة الأنيقة، إذ إنه يأتي على عكس الخطوط الخارجية الهجومية للسيارة مع مزيج من العملية والروح الرياضية ولوحة قيادة تزيّنها شاشة عرض تشبه الحاسوب اللوحي قياس 55 بوصة. أما المقاعد، فهي تتمتع بتصميم رياضي معزّز بتطعيمات من ألياف الكربون، علمًا أنّ صف المقاعد الخلفي يحتوي على مقعدين منفصلين يتبعان نفس نمط التصميم الرياضي للمقاعد الأمامية.
هذا ويتوفر للسيارة مجموعة قياسية كريمة عزّزتها Lotus بنظام صوت موسيقي من نوع Dolby Atmos 3D، في حين أنّ المقصورة مزيّنة بكثير من المواد عالية الجودة، بما فيها الألومنيوم، ألكنتارا، وجلود النابا والأقمشة الفائقة الجودة.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنّ Emeya التي من المتوقع أن يبدأ إنتاجها في العام المقبل، تأتي في سياق رؤية الصانع البريطاني العريق الهادفة لأن تصبح علامة تجارية كهربائية عالمية تُنتج سيارات فاخرة عالية الأداء، علمًا أنّ اسم Emeya ينسجم مع تقاليد Lotus التي تسعى غالبًا لجعل أسماء سياراتها تبدأ بالحرف E، وهي هنا تشير مع هذه الاسم إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ما يسلط الضوء على تطلعات العلامة التجارية للمبيعات العالمية.