أسرار من خلف المقود.. القصة الحقيقية لمحاولة "Ford" السيطرة على "Ferrari"
خلال عام 1963، اقترح "لي ياكوكا"، نائب رئيس شركة "Ford" آنذاك، على "هنري فورد الثاني" أن يشتري شركة "Ferrari" بهدف استثمار نجاحاتها في عالم السباقات على سبيل الدعاية لسيارات "Ford" الرياضية.
بدأت القصة عندما كانت "Ferrari" تواجه ضائقة مالية ناجمة عن استثمار جميع مداخيلها في فريق السباق، الأمر الذي جعل منها أفضل سيارات سباق، ولكن ضمن شركة تكاد لا تستطيع دفع رواتب العاملين فيها، أو تكاليف المواد اللازمة لإنتاج السيارات التي لم يبخل عليها "إنزو" بأي أمر في سبيل طرق أبواب الكمال.
إثر هذا الأمر تواصل "هنري فورد" مع "إنزو فيراري" مفاتحًا إياه بالموضوع، فجاء الرد بأنه لا مانع من أن تُعقد جلسات مناقشة للتحدث عن كيفية انتقال ملكية "Ferrari" للصانع الأمريكي.
وهنا كلّف "فورد" شركة تدقيق حسابات كبيرة كي تقيّم وضع شركة "Ferrari" المالي، وقيمتها السوقية مقابل مبلغ كبير من المال تكبدته "Ford" وحدها.
اقرأ أيضًا:أسرار من خلف المقود.. كيف استُدرجت "ماكلارين" للتجسس على "فيراري"؟
وبعد تقييم الشركة، جرى الاتفاق على عقد جلسة أخيرة لتوقيع العقد في مارنيللو، أي في عقر دار "Ferrari" في إيطاليا. ولكن فيما كان "إنزو" يتفحص العقد استعدادًا للتوقيع عليه، وجد بندًا يُشير إلى أنّ لـ "Ford" الحق الكامل في إدارة "فيراري"، لا سيما فريقها المشارك في السباقات.
بطبيعة الحال، لم يرض الإيطالي عن هذا، ولكن بدلاً من التفاوض مع فريق الصانع الأمريكي الذي حضر إلى هناك وعلى رأسه "هنري فورد" الثاني نفسه، نهض من على طاولة الاجتماعات قائلاً: "حان وقت تناول طعام الغداء" في إشارة إلى تمسكه بالتقاليد الإيطالية التي تعتبر وقت الغداء وقتًا مقدسًا، وأيضًا في إشارة إلى أنّ المفاوضات انتهت، وأنّ على فريق "Ford" أن يعود إلى بلاده جارًّا أذيال الخيبة.
ولكن هناك سرًّا لم يكن يعرفه أحد آنذاك، هذا السر يتمثل في أنّ "إنزو فيراري" لم يكن يرغب ببيع الشركة لـ "Ford" من الأساس، وأنّ كل ما حصل من إعلان عن عقده لمباحثات مع الصانع الأمريكي لم يكن سوى لإثارة حفيظة "جيوفاني أنيلي"، وريث العائلة التي تملك "Fiat" والذي كان من عشاق سيارات "Ferrari"، ولم يكن يرغب بأن تؤول ملكية علامة تجارية هي فخر لصناعة السيارات الإيطالية لشركة قادمة من وراء البحار، الأمر الذي دفعه لتقديم عرض مغرٍ أكثر من عرض "فورد"، وليحصل في نهاية الأمر على حصة كبيرة في "Ferrari" مع ترك حرية إدارة الفريق الرياضي لـ "إنزو".