العلماء يسعون لمنح الحواسيب قدرة "الشم" عن طريق الذكاء الاصطناعي
تسعى شركة "أوسمو"، الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى توظيف تقنيات هذا المجال لتمكين الحواس، وتحديدًا حاسة الشم، بغية استفادة كبيرة.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يطمح "أليكس ويلتشكو" الرئيس التنفيذي لشركة "أوسمو"، إلى الدخول في مجال جديد تمامًا يمكن وصفه بـ"عصر جديد من علم الشم"، من خلال تطوير تفاهم أعمق لكيفية تفاعلنا مع الروائح واستشعارها.
وفي هذا السياق، قال "ويلتشكو": "الأنف البشري يعمل على نحو مشابه لجهاز كاشف كيميائي، عندما نشم رائحة مثل رائحة فنجان من القهوة، فإننا في الواقع نستنشق المركبات العضوية المتطايرة التي تم إطلاقها في الهواء".
بدورها، شرحت "سيسيليا روكي" الأستاذة المساعدة في الكيمياء في كلية نوفا للعلوم والتكنولوجيا في البرتغال، أن هذه المركبات العضوية المتطايرة تتفاعل مع مستقبلات شمية محددة في الأنف، ما يؤدي إلى إطلاق إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ.
اقرأ أيضا: تعمل بالذكاء الاصطناعي.. تقنية خارقة على الهاتف عليك استخدامها من الآن
وبناء على هذا الأساس، يرى العلماء أن هناك أسبابًا وجيهة لدراسة ومحاكاة هذه العملية الشمية باستخدام التكنولوجيا، حيث يمكن أن تشمل هذه الأسباب كشف المواد الضارة مثل الملوثات في الطعام، أو المركبات المسرطنة، وكشف تسربات الغاز، أو المتفجرات المخبأة، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من التطبيقات الأخرى.
ومنذ بداية الثمانينيات، طور الباحثون أجهزة الاستشعار الإلكترونية للكشف عن مركبات معينة، ولكن استخداماتها كانت محدودة في الغالب، وغالبًا ما تكون مكلفة أو غير فعّالة.
من جهته، أشار "جاكوب روزنشتاين" أستاذ الهندسة المساعد في جامعة براون، إلى أن الأدوات التحليلية السابقة كانت إما ضخمة بشكل لا يمكن التحكم فيه، أو مخصصة بشكل ضيق لأغراض محددة.
خرائط للروائح
وفي محاولة للتغلب على هذه التحديات، بدأ العلماء في رسم خرائط للروائح باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأسسوا ما يسمى بالشبكة العصبية البيانية "GNN"، التي تم تدريبها باستخدام مجموعات كبيرة من البيانات التي ترتبط بالبنية الجزيئية والروائح.
اقرأ أيضا: داخل كواليس Apple .. توظيف الذكاء الاصطناعي لإنتاج شيء مختلف!
ونتج عن هذا الجهد "خريطة الرائحة الرئيسة"، والتي يمكن وصفها على أنها المعادل الشمي للوحة الألوان التي تستخدم في الكمبيوتر.
وبفضل هذه التقنيات، يمكن للباحثين أن يرسموا خرائط للعلاقة بين الروائح وبنيتها الكيميائية ويكونوا قادرين أيضًا على التنبؤ بتلك الروائح.