دراسة تحدد أنواعًا من الموسيقى قد تخفف الألم
نُشرت دراسة جديدة في مجلة "Frontiers in Pain Research" تؤكد أن الموسيقى في وسعها تخفيف الألم الجسدي مؤقتًا.
وبحسب ما ذكرته الدراسة، فإنّ الاستماع إلى الأغاني المفضّلة قد يقلّل من إدراك الناس للألم. كما أظهرت الدراسة أن أكثر مسكنات الألم فعالية هي الأغاني العاطفية التي تتناول تفاصيل تجارب عاطفية وحلوة.
دراسة تربط بين الموسيقى وتخفيف الألم
وطبقًا للمنشور في الصحف الأجنبية، بشأن تلك الدراسة، قال داريوس فاليفيسيوس، مؤلف الدراسة الرئيس، وهو طالب دكتوراه بعلم الأعصاب في جامعة مونتريال: "إنها نتيجة رائعة للغاية. أعتقد أنه شيء أتعرف إليه وربما العديد من الأشخاص بشكل حدسي حول سبب استماعنا إلى الموسيقى الحلوة أو الحزينة أو حتى الروحية".
وبينما أفاد الأشخاص الذين استمعوا إلى الأغاني الحلوة والمرة أيضًا عن شعورهم بمزيد من القشعريرة والتشويق، وارتبط هذا الإحساس بانخفاض معدلات الانزعاج الناجم عن الألم الحارق الذي شعروا به في التجربة، فقد علق "فاليفيسيوس" بقوله إنه "يعتقد أن تلك القشعريرة الموسيقية يمكن أن تسبب هذه التأثيرات المسكنة للألم".
اقرأ أيضًا: تعرف على عجائب الموسيقى
ورغم أنه لم يبحث في القشعريرة في هذه الدراسة، فقد افترض "فاليفيسيوس" أن "هذه الأحاسيس قد تكون علامات على النبض الحسي".
وشرح الباحث هذا التأثير وقال: "لمنع تحميل الدماغ الزائد بكل محفز حول الشخص؛ يقوم الدماغ بتصفية أي شيء يعتبره زائدًا عن الحاجة أو غير ذي صلة. في هذه الحالة، قد يقوم الدماغ بضبط الموسيقى وتصفية بعض رسائل الألم الواردة. بينما لا تزال أجسادنا تشعر بالألم، فإن الرسائل التي تجعل عقلنا الواعي يدرك الألم قد لا يتم نقلها".
اختبر دراسة الموسيقى والألم بنفسك
دعت الدراسة، 63 شابًا إلى إحضار اثنتين من أغنياتهم المفضلة، وكان الشرط الوحيد هو أن تكون مدتها 3 دقائق و20 ثانية في الحد الأدنى.
كان أحد الاختيارين يمثل موسيقاهم المفضلة دومًا، والآخر يمثّل الأغنية التي سترافقهم على جزيرة نائية، حسب "سي إن إن".
وطلب الباحثون من الشباب اختيار واحدة من سبع أغانٍ اعتبرها الفريق مريحة وغير مألوفة للمشاركين في الدراسة.
وكان في إمكان اختيار المعزوفات السبع من: "Cotton Blues"، و"Jamaicare"، و"Légende Celtique"، و"Musique de Film"، و"Nuit Cubaine"، و"Reggae Calédonien"، و"Sega Mizik Kèr").
وبالفعل خضع كل شخص إلى فترة استماع مدتها 7 دقائق، بعدها طُلب منهم التحديق في شاشة العرض أثناء الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديهم، أو إحدى الأغاني السبع المريحة "استمرت كل منها لمدة 6 دقائق و40 ثانية"، أو نسخة مشوشة من كليهما، أي الأغاني والأغنية الهادئة المختارة.
اقرأ أيضًا: "نهاية الإبر والحقن".. لاصقة طبية لتوصيل الأدوية للجسم دون ألم
وكانت الموسيقى المشوشة عبارة عن خليط صاخب من الأغاني الثلاث، مقطعة إلى أجزاء وتم خلطها عشوائيًا بحيث تفتقر إلى بنيتها الأصلية، أي كتلة واحدة مدتها 7 دقائق كان فيها الناس يجلسون بصمت طوال الوقت.
وقام الباحثون بإلصاق جسم ساخن، شبيه بإحساس الألم الناتج عن فنجان شاي ساخن يغلي على جلدك بالساعد الداخلي الأيسر للمشاركين.
وخرجت النتائج بشكل حاسم لتؤكد أنه عند تقييم تجاربهم، كان الأشخاص أكثر عُرضة للإبلاغ عن شعورهم بألم أقل عند الاستماع إلى أغانيهم المفضلة مقارنة بسماع أغنية مريحة غير مألوفة أو الصمت.
ولم تقلل الأغاني المجمّعة من الألم أيضًا، وهو ما اقترح المؤلفون أنه دليل على أن الموسيقى أكثر من مجرد إلهاء عن تجربة غير سارة.
وبعد إجراء مقابلات مع المشاركين حول الأغنية التي أحضروها وتقييمهم للألم، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين استمعوا إلى الأغاني المؤثرة والحلوة شعروا بألم أقل مما كانوا عليه عندما استمعوا إلى الأغاني ذات الموضوعات الهادئة أو المبهجة.
شاهد أيضًا: