ما دور الفيتامينات في تطوير الرؤية والحماية من مشاكل العين؟
تتراجع حدة البصر مع تقدُّم العمر، كما يُعانِي كثيرٌ من الناس حساسية العيون في بعض الأوقات، وقد ربطت كثيرٌ من الأبحاث بين الفيتامينات وصحة العيون، فمثلاً يُسهِم فيتامين A في وقاية العين من العمى الليلي والجفاف، كما يُساعِد فيتامين C في التغلُّب على الحساسية بخفض مستويات الهيستامين حسب بعض الدراسات، ناهيك عن دور الفيتامينات عمومًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض العين الخطيرة، مثل المياه البيضاء والتنكُّس البقعي.
ما هي أهم الفيتامينات الأساسية المسؤولة عن صحة البصر؟
مضادات الأكسدة، مثل فيتامين C وفيتامين E تحمي خلايا العين من التلف بفعل الشوارد الحرة، وتقيها من الأمراض المُصاحبة للشيخوخة، كما أنَّ فيتامين A يحمي العين من العمى الليلي ويمنع جفافها.
دور فيتامين C في تقليل أعراض حساسية العيون: فوائد ومصادر
قد يُؤدِّي نقص فيتامين سي إلى جفاف وتهيّج العيون الشديد، والذي لا تُفلِح معه الدموع الصناعية، كما أنَّ فيتامين سي أحد مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا العين من التلف، ولا يمكن تجاهله عند الحديث عن الفيتامينات وصحة العيون.
تُعدّ حساسية العيون أحد المشكلات الشائعة التي يُعانِيها كثيرٌ من الناس، خاصةً في بعض فصول السنة، وقد تُسبِّب أدوية الحساسية آثارًا جانبية كأي دواءٍ يتناوله الإنسان، لكنّ فيتامين سي مادة طبيعية مضادة للحساسية، ولا يُسبِّب آثارًا جانبية كالأدوية.
فبدلاً من أن يحجب فيتامين سي عمل المُستقبِلات المُسبِّبة للحساسية، فإنَّه يُقلِّل كمية الهيستامين التي يُنتِجها الجسم، حسب موقع "Medicinenet" (الهيستامين هي المادة الكيميائية المسؤولة عن أعراض الحساسية)، بل إنَّ 2 غم من فيتامين سي بمقدورهم خفض الهيستامين في الجسم بنسبة 38%.
وفي دراسةٍ أُجريت على 89 إنسانًا تلقّوا 7.5 غم من فيتامين سي عبر الحقن داخل الوريد، تراجع الهيستامين في أجسامهم بنسبة 50%، ما يُلقِي الضوء على طبيعة فيتامين سي في مكافحة الحساسية، ومنها حساسية العيون بالطبع، ومع ذلك فما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث في هذا الشأن.
يُضاف إلى ما سبق أنَّ فيتامين سي مضاد للأكسدة، يُحارِب الشوارد الحرة التي لها دورٌ في حساسية العيون، ومِنْ ثَمَّ فقد يُساعِد في تخفيف حساسية العيون من هذا الباب أيضًا.
يُمكِن تحصيل فيتامين سي عبر مصادره الغذائية، مثل:
- السبانخ والخضراوات الورقية.
- الكرنب.
- الطماطم.
- الكيوي.
- المانجو.
- الفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون.
- الفلفل الأحمر والأخضر.
- التوت.
- الأناناس.
دور فيتامين E والسيلينيوم في تخفيف حساسية العيون
لا يُمكِن إهمال تناول الفيتامينات وصحة العيون في تراجُع، ويُعدّ فيتامين E والسيلينيوم أحد أقوى مضادات الأكسدة القادرة على حماية خلايا العين من الالتهابات والتلف.
جديرٌ بالذكر أنَّ ترك خلايا العين عُرضةً للشوارد الحرة، يُعرِّضها للالتهاب والحساسية، وربَّما المعاناة من مشكلات أعقد في البصر، مثل مرض التنكُّس البقعي، وبنشاط هذه الفيتامينات المضادة للأكسدة، يُمكِن كبح بعض مشكلات العين وإن لم تتطرَّق الأبحاث إلى دور فيتامين E في حساسية العيون بعد.
اقرأ أيضًا:هل تُسبِّب المراوح جفاف العين؟
دور فيتامين D في تنظيم استجابة الجهاز المناعي وتقليل حساسية العيون
يظنّ بعض الباحثين وجود رابطٍ ما بين الحساسية ونقص فيتامين D، كما بيَّنت الأبحاث أنَّ فيتامين D يُنشِّط بعض الخلايا المناعية التنظيمية؛ لمنع إفراز المواد الكيميائية التي تزيد الحساسية سوءًا، ومِنْ ثَمَّ فعند نقص فيتامين D، قد لا تنشط هذه الخلايا وتتفاقم الحساسية، وهذه أمورٌ مبدئية تحتاج إلى مزيد من الأبحاث؛ لأنَّ الحساسية لها عوامل أخرى أيضًا غير فيتامين D.
ولا يزال الطريق طويلاً لدراسة الارتباط بين الفيتامينات وصحة العيون، وفيتامين D أحد أهم الفيتامينات لصحة العيون بكل تأكيد، فقد ساهمت مكملات فيتامين D في تحسين رطوبة العين، حسب المجلة الهندية لطب العيون "Indian Journal of Ophthalmology".
وتتشابه أعراض جفاف العين مع حساسية العين كثيرًا، وقد تبيَّن أنَّ نقص فيتامين D يزيد خطر الإصابة بجفاف العين.
كما ساعد فيتامين D في التئام القرنية بعد إجراء عملية القرنية المخروطية؛ لخصائصه المضادة للالتهاب، ويُعدّ فيتامين D مُنظِّم للاستجابة المناعية بما يجعله مضادًا للالتهابات؛ إذ يُقلِّل إفراز السيتوكينات المُؤيِّدة للالتهاب.
فيتامين A وصحة العيون: الوقاية من العمى الليلي وتحسن الرؤية
يُؤكِّد فيتامين A العلاقة بين الفيتامينات وصحة العيون، بل هو من أهم الفيتامينات للحفاظ على صحة العيون على الإطلاق، فالعين بحاجةٍ إليه لإنتاج أصباغٍ مُعيَّنة تسمح لشبكية العين بالعمل بشكلٍ صحيح، وقد يُؤدِّي نقص فيتامين A إلى توقُّف إنتاج هذه الأصباغ، بما يُسبِّب العمى الليلي، حسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.
أيضًا من دون فيتامين A لا تتمكَّن العيون من ترطيب نفسها كما ينبغي، ما قد يُعرِّضها للجفاف، ويُعدّ نقص فيتامين A السبب الأول للعمى لدى الأطفال حول العالم، بل إنَّ نصف هؤلاء الأطفال يموتون في غضون عامٍ من خسارتهم للبصر.
ويُمكِن إجمال علاقة فيتامين A بصفته أحد الفيتامينات وصحة العيون في الفوائد الآتية:
- علاج جفاف العين باستخدام قطرات فيتامين A، بل بيَّنت دراسةٌ أنَّها قد تكون أكثر فعالية في علاج جفاف العين مقارنةً بقطرات العين الموصوفة لهذا الغرض، والتي قد تكون باهظة الثمن.
- تخفيف التهابات العين، مثل التهاب القرنية والملتحمة الحوفي العلوي.
- المساعدة في تقليل خطر الإصابة بمرض التنكُّس البقعي جنبًا إلى جنب مع الفيتامينات الأخرى، مثل فيتامين سي، وفيتامين E، ما يُوضِّح الترابط بين الفيتامينات وصحة العيون، خاصةً مع تقدُّم العمر.
- تقوية البصر وإطالة أمده بمساعدة الليوتين لدى المُصابين بالتهاب الشبكية الصباغي.
ويُمكِن الوقاية من العمى الليلي ومشكلات العين الناجمة عن نقص فيتامين A بتحصيل الحد الأدنى اليومي من احتياجات الجسم من هذا الفيتامين، وهو ما يُساوِي 5,000 وحدة دولية يوميًا.
يتواجد الفيتامين في الطعام في صورة بيتا كاروتين، الذي يتحوَّل داخل الجسم إلى فيتامين A، ويُوجِد بيتا كاروتين في الأطعمة الآتية:
- الجزر.
- البطاطا الحلوة.
- السبانخ.
- الفلفل الأحمر.
كما يتواجد أيضًا في صورة الريتنويد في بعض الأطعمة، مثل:
- البيض.
- الكبد.
- الحليب كامل الدسم.
دور فيتامين C وفيتامين E في حماية العيون من الأمراض
بذكر الفيتامينات وصحة العيون، فإنَّ فيتامين C وفيتامين E كلاهما يُقدِّمان خدمة جليلة للعيون في حمايتها من الأمراض، خاصةً مع تقدُّم العمر.
فيتامين C وأمراض العيون
أشار موقع "Healthline" إلى أنَّ فيتامين سي مطلوبٌ لإنتاج الكولاجين، وهو البروتين الذي يُمثِّل الوحدة البنائية لأنسجة العين، مثل القرنية والصُّلبة، كما أنَّه مضاد للأكسدة بما يعني أنَّه يحمي العين من:
- التلف الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.
- المياه البيضاء.
- التنكُّس البقعي المصاحب لتقدّم السن.
فيتامين C وإنتاج الكولاجين
يُسهِم فيتامين سي في إنتاج الكولاجين، ما يجعل هناك رابطًا بين الفيتامينات وصحة العيون، خاصةً أنَّ نقص الكولاجين قد يُسهِم لاحقًا في الإصابة بزرق العين "الجلوكوما"، حسب موقع "myvision"، ومعلومٌ أنَّ هذا الاضطراب يتسبَّب في ارتفاع الضغط داخل العين بما قد يُتلِف العصب البصري لاحقًا.
لذا كانت أهمية فيتامين C في المساهمة في الوقاية من هذا الداء بتعزيزه إنتاج الكولاجين داخل العين وغيرها من أنسجة الجسم.
فيتامين C والمياه البيضاء
تزداد فرص الإصابة بالمياه البيضاء مع التقدُّم في العمر، والتعرُّض المستمر للإجهاد التأكسدي، ولأنَّ فيتامين سي مضاد قوي للأكسدة، فإنَّه يُساعِد في تقليل خطر الإصابة بالمياه البيضاء.
ففي دراسةٍ طويلة على مدار 10 سنوات لدراسة علاقة الفيتامينات وصحة العيون، تضمّنت 1,000 زوج من التوائم الإناث، وفي نهاية الدراسة، فإنَّ المشاركين الذين حصلوا على كميةٍ أكبر من فيتامين C، انخفضت فرص تطور المياه البيضاء لديهم بنسبة 33%، كما أنَّ عدسات العين كانت أخف عتمة.
وفي دراسةٍ أخرى ذكرها موقع "healthline"، تراجعت فرص الإصابة بالمياه البيضاء بنسبة 75% مع الحصول على 490 مغم من فيتامين سي يوميًا، مقارنةً بمن كانوا يحصلون في نفس الدراسة على 125 مغم أو أقل من فيتامين سي.
وكشفت دراسةٌ أخرى عن أنَّ تناول مكملات فيتامين سي بانتظام يخفض خطر الإصابة بالمياه البيضاء بنسبة 45%؛ لذا فالحصول على الحد الأدنى من حاجة الجسم من الفيتامينات وصحة العيون لم تضعف بعد مهمٌ للوقاية من الأمراض لاحقًا.
فيتامين C والتنكُّس البقعي المصاحب لتقدّم السن
بيَّنت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أنَّ الحصول على بعض المكملات الغذائية في دراسات أمراض العين المرتبطة بالعمر "AREDS" قد يُساعِد في تقليل خطر الإصابة بالتنكُّس البقعي الذي قد يُسبِّب العمى، وهذه المكملات كانت:
- 50 مغم من فيتامين سي.
- 400 وحدة دولية من فيتامين E.
- 10 مغم من الليوتين.
- 2 مغم من زيكسانثين.
- 80 مغم من الزنك.
- 2 مغم من النحاس.
وهذه المكملات قد تكون مفيدة بالأخص لمن يُعانُون مرض التنكس البقعي المبكر أو المتوسط وعُرضةً لمراحله المُتقدِّمة، وبذكر الفيتامينات وصحة العيون، فإنَّها ليست علاجًا شافيًا من هذا المرض، بل قد تمنع تفاقمه فقط.
فيتامين E وأمراض العيون
فيتامين E أحد مضادات الأكسدة، فهو قادر على حماية خلايا العين من التلف بفعل الشوارد الحرة، والذي قد يُؤدِّي لاحقًا إلى المعاناة من المياه البيضاء، وقد أفادت بعض الدراسات فائدة فيتامين E إلى جانب الليوتين والزيكسانثين في الوقاية من المياه البيضاء.
أيضًا يُعدّ فيتامين E أحد الفيتامينات التي استُخدمت في دراسةٍ مُوسّعة لتناول تأثير بعض الفيتامينات معًا في دراسات العين المرتبطة بالعمر "AREDS" في الوقاية من مرض التنكُّس البقعي، وقد ساهمت هذه الفيتامينات معًا ومنها فيتامين E في الحد من مرض التنكُّس البقعي بنسبة 25% حسب "Webmd".
كيف يمكن للفيتامينات العناية بصحة العيون في أثناء استخدام العدسات؟
قد يُؤدِّي استخدام العدسات إلى جفاف العيون، خاصةً مع طيلة فترة ارتدائها أو ارتدائها خلال النوم، ومن المُؤكّد أن الحصول على الفيتامينات وصحة العيون مُهدّدة من قِبل العدسات، يُحافِظ عليها ويمنع جفافها، ومن أهم هذه الفيتامينات:
1- فيتامين A
فيتامين A واحد من أهم فيتامينات الحفاظ على صحة العين على الإطلاق، وقد يُؤدِّي نقصه إلى جفاف العين، فكيف إذا انضمّ إلى ذلك ارتداء العدسات اللاصقة؟ ستزداد الخطورة بلا شك.
أشار موقع "Healthline" إلى دراسةٍ صغيرة عام 2019، حصل فيها المشاركون على مكملات فيتامين A فمويًا لمدة 3 أيام بجرعة 5,000 وحدة دولية، وبعد مرور الثلاثة أيام، تحسَّنت دموع العين، وهي الطبقة السائلة حول العين، والتي تمنع جفافها.
وأظهرت مثل هذه النتائج أنَّ الحصول على 5,000 وحدة من فيتامين A يوميًا قد تُسهِم في تخفيف جفاف العين، سواء كان مصاحبًا للعدسات اللاصقة أم لا، ويُفضَّل استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الفيتامينات وصحة العيون بحاجةٍ إليها؛ وذلك لتحديد الجرعة المناسبة لك دون أن تضر صحتك.
2- فيتامين D
قد يتسبَّب نقص فيتامين D في جفاف العين، وبالتأكيد يزداد خطر ذلك مع ارتداء العدسات اللاصقة، وقد بيَّنت الدراسات دور فيتامين D في تخفيف التهابات العين بعد تناول المكملات، وكذلك تعزيزه فعالية قطرات العين المُعالِجة للجفاف.
وأظهرت دراسةٌ عام 2018 كفاءة فيتامين D في تحسين دموع العين الواقية لها من الجفاف، خاصةً مع تناول مكملاته الفموية، لكن لا تُوجَد جرعة مُحدّدة من الفيتامين للوقاية أو علاج جفاف العين، وإن كان لا يُنصَح بتجاوز 4,000 وحدة دولية يوميًا من هذا الفيتامين؛ تجنّبًا لتسمُّم فيتامين D.
3- فيتامين B12
لا تزال النقاشات دائرة حول الفيتامينات وصحة العيون، خاصةً مع ارتداء العدسات اللاصقة، ويُعدّ نقص فيتامين B12 أحد أسباب جفاف العين الشديد وكذلك آلام العين، حسب موقع "Healthline".
وقد بيَّنت دراسةٌ عام 2020 أنَّ الحصول على مكملات فيتامين B12 إلى جانب الدموع الصناعية خفَّف أعراض جفاف العين، وحسب الباحثين فإنَّ فيتامين B12 يُصلِح طبقة الأعصاب في القرنية، ما يُخفِّف حرقة العين المُصاحبة لجفافها في أثناء ارتداء العدسات اللاصقة.
كذلك لا تُوجَد جرعة مُحدّدة من فيتامين B12 للتعامل مع جفاف العين، والآمن ألَّا يتجاوز المرء 2,000 ميكروغرام من الفيتامين يوميًا، فهو أحد الفيتامينات وصحة العيون بحاجةٍ إليه.
4- فيتامين E
يرتبط جفاف العين كثيرًا بالإجهاد التأكسدي، وفيتامين E مضاد للأكسدة يُجابِه الشوارد الحرة، ويُقلِّل خطر الإصابة بجفاف العين؛ لذا فقد يُساعِد في العناية بالعين مع ارتداء العدسات اللاصقة.
5- فيتامين C
يُعزِّز فيتامين سي صحة العين عبر نشاطه مضادًا للأكسدة وتعزيزه إنتاج الكولاجين فيها، كما يُخفِّف التهابات العين المُصاحبة لجفافها، ويُقلِّل خطر الإصابة بمشكلات العين عمومًا.
كيفية الحفاظ على صحة العيون مع تقدم العمر
تزداد فرص المعاناة من مشكلات العين مع تقدُّم العمر، وعلى رأس هذه المشكلات المياه البيضاء ومرض التنكُّس البقعي، وبذكر الفيتامينات وصحة العيون، فإنَّه يُمكِن الحفاظ على صحة العيون مع تقدُّم العمر من خلال:
1- فيتامين C
هو مطلَب العين لإنتاج الكولاجين البنية الرئيسة لأنسجتها، كما أنَّه مضاد قوي للأكسدة يحمي خلاياها من التلف الذي يزداد يومًا تلو الآخر بفعل الشوارد الحرة، خاصةً مع التعرض للسموم والتدخين، بل قد يكون لفيتامين C دور في تجديد مضادات الأكسدة الأخرى، مثل فيتامين E.
أيضًا يُساعِد فيتامين سي في تقليل خطر الإصابة بالمياه البيضاء، بالحفاظ على عدسة العين وحمايتها من الشوارد الحرة، لكنّه ليس ضمن العلاجات الرئيسة بعد للمياه البيضاء.
2- فيتامين E
كذلك فيتامين E مضاد قوي للأكسدة، ولا يمكن تجاهله في سياق الحديث عن الفيتامينات وصحة العيون مع تقدُّم العمر، فهو يُنظِّم عمل الخلايا المناعية بما يُساعِد في تخفيف الالتهابات، ويحمي العين من الإصابة بالمياه البيضاء ومرض التنكُّس البقعي.
اقرأ أيضًا:ما هي نسبة فيتامين د الطبيعية عند الرجال؟ ومدى تأثيرها على الصحة
3- الزنك
يُحافِظ الزنك على صحة الشبكية مع تقدُّم العمر، وكذلك البروتينات البنائية للعين، كما يسمح الزنك بوصول فيتامين A من الكبد إلى الشبكية لإنتاج الميلانين، وهو الصبغة التي تحمي العين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
قد لا يكون الزنك من الفيتامينات وصحة العيون بحاجةٍ إلى كل مُغذٍّ زهيد المقدار سواء كان فيتامين أم معدن، خاصةً أنَّ مكملات الزنك تُسهِم أيضًا في الوقاية من مرض التنكُّس البقعي المُصاحب لتقدُّم العمر.
وحسب جمعية البصريات الأمريكية، فإنَّ الحصول على 40 - 80 مغم من الزنك إلى جانب مضاد أكسدة آخر، يمنع تقدُّم مرض التنكس البقعي بنسبة 25%، كما قد يمنع تراجُع دقة البصر بنسبة 19%.
يُمكِن الحصول على الزنك من خلال بعض الأطعمة، مثل:
- المأكولات البحرية، مثل المحار.
- الديك الرومي.
- المكسرات.
- الحبوب الكاملة.
- اللبن.
4- الليوتين والزكسانثين
من أنواع الكاروتينويدات المُتوفِّرة في الخضروات الورقية، وهي أيضًا مضادات للأكسدة تُوجَد بكثرة في عدسة العين والشبكية.
يُساعد كلٌ من الليوتين والزكسانثين في تخفيف الإجهاد التأكسدي على الشبكية، وقد بيَّنت بعض الأبحاث أنَّ تناول 6 مغم يوميًا من الليوتين والزكسانثين يخفض خطر الإصابة بمرض التنكُّس البقعي، كما أنَّ الجرعات الأقل من ذلك قد تساعد أيضًا في الوقاية من زرق العين "الجلوكوما".
يتوفَّر كلٌ من الليوتين والزكسانثين في الأطعمة الآتية:
- صفار البيض.
- البروكلي.
- الكرنب.
- السبانخ.
- الخس.
5- بيتا كاروتين
يتحوَّل بيتا كاروتين داخل الجسم إلى فيتامين A أحد أهم الفيتامينات وصحة العيون مُهدّدة؛ إذ يُساعِد هذا الفيتامين في الوقاية من جفاف العين والعمى الليلي.
أيضًا يساعد الحصول على بيتا كاروتين إلى جانب فيتامين سي وفيتامين E والزنك والنحاس في تقليل خطر الإصابة بمرض التنكُّس البقعي المُصاحب لتقدُّم العمر.
6- فيتامين B
ربطت بعض الدراسات في كوريا الجنوبية بين نقص فيتامين B3 وزيادة خطر الإصابة بزرق العين، الذي قد يُؤدِّي إلى خسارة البصر؛ لذا يُنصَح بالحصول على حاجة الجسم عمومًا من مجموعة فيتامين B لضرورة تحصيل الفيتامينات وصحة العيون مُعرَّضة للخطر باستمرار
ما هي أهم الحلول لمشكلات حساسية العيون؟
فيما ذُكر عن الفيتامينات وصحة العيون الكفاية، أمَّا حساسية العيون فيُمكِن المساعدة في التغلب عليها من خلال نظامٍ غذائيٍ يُوفِّر معظم الفيتامينات التي تحتاج إليها العين لتخفيف أعراض الحساسية، ومن أهم الأطعمة التي تُساعِد في تحقيق هذا الغرض:
1- السمك
يُعدّ السمك مصدرًا غنيًا بأوميغا-3، وقد أظهرت الدراسات فائدة أوميغا-3 في تخفيف أعراض جفاف العين؛ إذ يُحافِظ على رطوبتها رغم جفافها ومعاناتها من الحساسية.
2- البذور
البذور، مثل بذور الشيا والكتان، غنية كذلك بأوميغا-3 وأيضًا فيتامين E الذي يحمي العين من المشكلات الشائعة مع تقدُّم العمر.
3- الفواكه الحمضية
تحتوي الفواكه الحمضية على فيتامين سي الذي ثبت نشاطه في مكافحة الحساسية أكثر من غيره من الفيتامينات، كما أنَّه مضاد للأكسدة يُساعِد في تخفيف الالتهابات المُصاحبة لحساسية العين، وقد وثَّق فيتامين سي العلاقة بين الفيتامينات وصحة العيون بهذه التأثيرات، ويمكن الحصول عليه من خلال:
- البرتقال.
- الليمون.
- الكيوي.
4- الخضراوات الورقية
تحتوي الخضراوات الورقية كذلك على فيتامين سي، بالإضافة إلى بعض مضادات الأكسدة المتخصصة في حماية العين، مثل الليوتين والزيكسانثين، ومن أهم هذه الخضروات الورقية:
- السبانخ.
- الكرنب.
5- الجزر
أحد المصادر الرئيسة لبيتا كاروتين، الذي يتحوَّل داخل الجسم إلى فيتامين A والذي يُساعِد في حماية العين من الجفاف.
6- اللحوم
تحتوي اللحوم على الزنك الذي يُساعِد في تخفيف أعراض الحساسية، وإن كان أكثر شيوعًا في حساسية الجهاز التنفسي عن حساسية العيون، كما أنَّ الزنك يُسهِم في الوقاية من مرض التنكُّس البقعي المُصاحب لتقدم العمر.
الفيتامينات والعناية بالعيون خلال مواسم الحساسية
كما ذُكر عن تناول الفيتامينات وصحة العيون، فإنَّ هناك بعض النصائح التغذوية الضرورية للعناية بالعيون خلال مواسم الحساسية تحديدًا، مثل:
1- تجنُّب الأطعمة الدسمة والحارة
الكبد والعين قريبان من بعضهما البعض، فعندما يُنظَّم دم الكبد جيدًا، تصير صحة العين بخير، أمَّا لو حدث العكس، فقد تُصبِح العين جافة وتتغيَّم الرؤية، كما تزداد فرص الإصابة بحساسية العين، ومِنْ ثَمَّ يُنصَح بتجنُّب الأطعمة التي قد تضر الكبد، خاصةً خلال مواسم الحساسية، وهذا بحسب الطب الشرقي.
وقد بيَّنت دراسةٌ جديدة أنَّ الطعام الدسم "الدهني" قد يزيد أعراض حساسية العيون سوءًا، ومِنْ ثَمّ لا يُفضّل تناوله، بل إضافة الأطعمة الغنية بالفيتامينات، مثل البرتقال والجزر والبروكلي.
2- تقليل الأطعمة المُسبِّبة للحساسية
تزيد بعض الأطعمة الحساسية الموسمية سوءًا، مثل السمك، المحار، القواقع، الجمبري، وغيرها، كما يكون الجسم أكثر حساسية تجاه المُحفِّزات ذات التأثير الضئيل؛ لذا ينصح أطباء العيون بتجنُّب الأطعمة الغنية بالبروتينات أو مُسبِّبات الحساسية كالمأكولات البحرية؛ لأنَّها قد تُؤدِّي إلى زيادة الهيستامين المسؤول الأول عن أعراض الحساسية.
3- الفيتامينات وصحة العيون
يُفضَّل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات الداعمة للعين ضد الحساسية، فلا ينبغي تجاهل فيتامين سي مثلاً عند الحديث عن الفيتامينات وصحة العيون خلال مواسم الحساسية؛ إذ يسهل الحصول عليه عبر الفواكه الحمضية، مثل البرتقال والليمون والجوافة، لكنّ الطعام وحده والفيتامينات قد تكون غير كافية في التغلب على الحساسية، ومِنْ ثَمَّ يُنصَح دومًا باتّباع تعليمات الطبيب.