لماذا نُصاب بالإنفلونزا خلال الشتاء؟.. دراسة تكشف السبب
تمكن العلماء مؤخرًا من الكشف عن السبب البيولوجي وراء زيادة حالات الأمراض في الجهاز التنفسي، والإصابة بالإنفلونزا الموسمية أثناء فصل الشتاء.
وتحدثت دارسة حديثة عن أن درجات الحرارة المنخفضة تؤثر بشكل ملحوظ على الجهاز المناعي المتواجد في الأنف، حيث اكتشف الباحثون أن خفض درجة حرارة الأنف بنسبة تصل إلى 9 درجات فهرنهايت "ما يعادل 5 درجات مئوية" يمكن أن يؤدي إلى وفاة نحو 50% من مليارات الخلايا المناعية التي تقاوم البكتيريا والفيروسات في فتحتي الأنف.
وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة "The Journal of Science" بعنوان "الحساسية والمناعة السريرية"، أكد الدكتور بنجامين بلير، مدير أبحاث طب الأنف والأذن والحنجرة في جامعة ماساتشوستس في بوسطن الأمريكية، أن الهواء البارد يرتبط بزيادة العدوى الفيروسية، وذلك لأنه يؤدي إلى فقدان نصف القدرة المناعية بسبب هذا الانخفاض الطفيف في درجة الحرارة.
وأشارت الدراسة إلى أن تأثيرات الحرارة الباردة على الجهاز المناعي تمتد إلى تقليل الاستجابة المناعية للفيروسات، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية. وهذا يفسر بشكل جزئي زيادة حالات الإصابة بأمراض مثل الزكام والإنفلونزا خلال فصل الشتاء، والذي يعد أكثر استجابة للفيروسات.
اقرأ أيضا: طرق بسيطة تساعدك في الوقاية من الإنفلونزا الموسمية
وأضافت الدراسة: "تظهر الأعراض بعد فترة وجيزة من الإصابة بالعدوى وتتراوح بين 1 و4 أيام، وعادة ما تستمر لمدة أسبوع تقريبًا، ورغم أن هذه الدراسة أُجريت في المختبر باستخدام أنسجة بشرية، إلا أنها تمثل خطوة مهمة نحو فهم عميق تأثير الحرارة الباردة على الجهاز المناعي للإنسان".
مليار حالة من الإنفلونزا الموسمية
وبناء على أحدث البيانات من منظمة الصحة العالمية، يتم تسجيل حوالي مليار حالة من الإنفلونزا الموسمية سنويًا، ما يتسبب في ظهور من 3 إلى 5 ملايين حالة مرض خطير.
وتشير الإحصائيات إلى أن الإنفلونزا الموسمية تُسبب بين 290 و650 ألف حالة وفاة ترتبط بالجهاز التنفسي سنويًا، في حين يجب أن تُعزز هذه النتائج وعامل درجات الحرارة الباردة وعلاقتها بالأمراض التنفسية من التوعية حول أهمية الحفاظ على الدفء خلال فصل الشتاء.