كيف تعبر عن مشاعرك دون حرج؟ 3 طرق فعّالة
اكتشف ذاتك، ولا تخجل من إظهار مشاعرك الداخلية أمام الناس، ولهذا ينصحك الخبراء بتحسين ذكائك العاطفي لضمان الظهور بشخصية رجولية قوية دون فقدان مشاعرك الخاصة.
معضلة نفسية كبرى يعيشها الرجال في شتى المجتمعات، وهي المرتبطة بضرورة الظهور دومًا في ثوب القوة، وعدم إظهار مشاعرهم الحقيقية بدعوى أنها دليل على ضعفهم.
ولهذا نقدم هنا دليلاً بحثيًّا يدعم الرجل، ويخبره بما يجب عليه فعله للخروج من تلك الدوامة المدمرة لنفسيته عبر استراتيجية لتحسين ذكائه العاطفي.
الحقيقة أنك قد تكون من ضمن هؤلاء الذين لم يسبق لهم أن تعلموا الطريقة التي يمكن أن يتواصلوا بها مع الغير بفعالية ونضج من خلال المشاعر، كون المسألة حساسة وتتطلب تركيبة شخصية ذات طابع خاص.
وربما تزداد الأمور صعوبة بالنسبة للرجال نتيجة للنمط المأخوذ عنهم، وعن ضرورة كبح جماح مشاعرهم، والتعامل مع الأوضاع والظروف المحيطة، مهما كانت قسوتها، بقدر كبير من التحمل والصمت.
لكن ماذا لو عرفت أن نقل مشاعرك بوضوح وفعالية هو أحد أقوى الأدوات التي يمكنك استخدامها في صندوق أدوات النضج العاطفي الخاص بك؟ وكذلك ماذا لو كان بمقدورك التعبير عن نفسك وعن مشاعرك بطريقة منظمة؟ في الواقع هذه الأمور تعكس قوتك، ويمكنك الاستفادة منها، واستغلالها على أفضل ما يكون، كي تطور من ذاتك وتحسن بشكل كبير من ذكائك العاطفي.
ونستعرض معك فيما يلي مجموعة من الطرق التي تساعدك على الاحتفاظ بمشاعرك دون أن يمسها شيء، مع إظهار سمات الرجولة بعمق أكبر مما كنت تتصور حتى تظهر قويًّا أمام الناس.
الاعتراف بأن لديك مشاعر
بديهي وطبيعي أنك كإنسان يكون لديك مشاعر وأحاسيس، فأنت بشر في نهاية المطاف، ولا إشكالية في ذلك بأي حال من الأحوال، لذا فإن اعترافك بمشاعرك كرجل هو أول خطوة نحو الوصول إليها.
ونبه خبراء بهذا الخصوص إلى أن المشكلة تتمثل في أن كثيرًا من الرجال يحجمون مشاعرهم بسبب الصورة النمطية المجتمعية، والفكرة أنهم لا يخفونها عن الغير، بل يقمعونها للدرجة التي تمنعهم حتى من الوصول إليها، أو محاول التعامل معها لضمان التنفيس عن النفس والتخفيف عنها.
وأضاف الخبراء أن واحدة من الخطوات المهمة التي تفيد في التعاطي مع المشاعر الداخلية واحتوائها هي منح نفسك الإذن لإخراجها والتعبير عنها، وهي الآلية التي يُنصح بتعلمها لتعود عليك بالنفع.
ويُنصح هنا أيضًا بالبدء كخطوة أولى بالاعتراف بأنك إنسان تمتلك مشاعر معقدة وحياة داخلية، إذ سيكون لذلك صداه في تعلم الطريقة التي يمكن أن تحدد بها الفروق بين المشاعر والأفكار.
اقرأ أيضًا:جرح الزوج لمشاعر زوجته بالكلام والأفعال .. أخطاء عليك تجنبها
الأخذ من المخزون العاطفي
بمجرد تقبلك حقيقة أنك مخلوق عاطفي، فلن تجد صعوبة في مواجهة نفسك بأي وقت عن حقيقة ما تشعر به، وكأن تسأل أحد أصدقائك، أقربائك أو معارفك عن أحوالهم، وبطبيعة الحال، يمكنك فعل الشيء ذاته مع نفسك، فالاهتمام بمشاعرك الداخلية شيء غاية في الأهمية لسلامتك النفسية.
ويمكنك تجربة ذلك بنفسك وستكتشف ماذا سيحدث، خاصة أن جسمك يشعر بأشياء قد لا يفهمها عقلك، لذا من المهم أن تبادر بفهم دواخلك، وإظهار مشاعرك، حتى تسمح لنفسك بدمج العقل والقلب معًا بطريقة تضمن لك التعامل مع المشاعر بكل وضوح، لا سيما لو كنت منفتحًا عليها.
وقال خبراء بهذا الخصوص: "مواجهة نفسك بحقيقة ما تشعر به هي واحدة من المهارات المفيدة لأنها تسمح لك بالتناغم والتعاطي بشكل أفضل مع مشاعرك، وهو ما قد يساعدك على العناية بذاتك بشكل أفضل والتواصل بصورة أكثر فعالية في العلاقات". ورغم أن المسألة تبدو بسيطة، لكنها صعبة على كثيرين نظرًا لتعودنا على الانغلاق على مشاعرنا وعدم الإفصاح عنها.
وواصل الخبراء بقولهم إنهم وبحكم عملهم يشاهدون الكثير من الحالات التي لا يمكنها التعبير عن مشاعرها، أو نقلها للآخرين لأنهم لا يمتلكون اللغة التي تؤهلهم لفهم مشاعرهم الداخلية بأنفسهم.
ومع هذا، لا داعي للقلق، لو كانت حالتك مشابهة، أو لم يكن قد سبق لك أن حاولت استكشاف مشاعرك وإظهارها، وعليك أن تتقبل فكرة شعورك بالحزن لأنه شعور طبيعي بسبب إهمالك ذاتك دون وعي.
واعلم أن الأمر كله مرتبط بتكرار الأمر، بمعنى أنك مطالب بمحاولة مواجهة نفسك باستمرار لاستكشاف مشاعرك، وفهم دواخلك، ومحاولة التعبير عن كل ما تجيش به نفسك دون خوف أو تردد.
ولضمان نجاحك في ذلك، يمكنك تخصيص وقت للتأمل الذاتي، وتدوين كل ما يدور في بالك من أفكار، واستخدام عجلة المشاعر، إذ يمكن لتلك الخطوات أن تساعدك على التعامل بوضوح مع مشاعرك.
اقرأ أيضًا:أبرز الكلمات التي تهز قلب الرجل وتحرك مشاعره
التعبير عن النفس
لعل أول ما تقوم به عند تعرضك لموقف محبط أو مثير للضيق، أنك تفقد قدرتك على التحكم بمشاعرك، وربما تعود كما غيرك إلى الوضع السابق، وهو التعامل بلا وعي مع الموقف، وردة فعل الناس دون أدنى سيطرة منك على تصرفاتك، أو مشاعرك التي يجدر بك مراعاتها والتعامل على أساسها.
وعلق خبراء على ذلك بقولهم: "حين لا يكون بمقدورك التعبير عن مشاعرك وإظهارها كما يجب أن يكون، فإنك ستتصرف بناء على ذلك في الغالب. ولهذا من الضروري أن تعرف أن تعبيرك عن مشاعرك لن يزيد من عاطفتك. بل إن كبحك لمشاعرك هو ما يتسبب في زيادة عاطفتك".
والفكرة هنا في تلك اللحظات الصعبة، التي تتولد لديك فيها الرغبة للتعبير عن غضبك، إحباطك أو ضيقك أو حزنك، هي أن تسمح أولاً لتلك المشاعر بالظهور والخروج إلى النور، ثم أن تعترف بها، وأن تنظر لها دون أن تتأثر بها بأي حال من الأحوال. وعليك أن تراقب الطريقة التي تتعاطى بها مع تلك المشاعر، وأثناء قيامك بذلك، عليك أن تسأل نفسك بموقفك الفعلي تجاهها.
وبدخولك في مواجهة مع نفسك بشأن مشاعرك الداخلية، ستكون لديك القدرة على التعاطي مع تلك المشاعر بفعالية، وليس هناك رجولة أكثر من أن يبادر الشخص بتحمل مسؤولية نفسه.
وتابع الخبراء بقولهم إن التعبير عن نفسك كرجل بفعالية ووضوح هو أمر يتطلب الكثير من القوة والشجاعة، كما أن القدرة على الاعتراف بالمشاعر ومن ثم التعاطي معها هو أمر يتطلب نفسية سوية، استراتيجيات جيدة للاعتناء بالذات، ومهارات تواصل قوية، وكلها أجزاء مرتبطة بمرونتك وصحتك العقلية.
وحين يكون بمقدورك تحمل مسؤولية نفسك، واحتواء مشاعرك، عليك أن تسأل نفسك بما تشعر وأن تتواصل مع تلك المشاعر بطريقة محترمة وصادقة كي تظهر على طبيعتك أمام الغير بلا خوف.