"الاستدامة" عنوان معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2023
انطلاقًا من الرغبة في الحفاظ على إرث تربية الصقور التاريخي في المملكة، بدأت فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي في مقر نادي الصقور السعودي بمَلهم شمال مدينة الرياض.
هذا الحدث الكبير، الذي ينظمه النادي كل عام، يحظى باهتمام متزايد من قبل محبي تربية الصقور والمهتمين بأسلحة الصيد والمشغولين بهذا الإرث السعودي الأصيل، الذي تتناقله الأجيال.
ويرى المشاركون بهذا المعرض، التي تستمر فعالياته من 5 لـ 14 أكتوبر الجاري، أن نسخة هذا العام شهدت حالة من التطور، لاسيما بعد النجاح المميز الذي حققته النسخة الماضية، والذي تجلى في إتمام عمليات تجارية من خلال منصة النادي الإلكترونية للأسلحة تجاوزت ال 75 ألف عملية.
نادي الصقور السعودي
ويواصل نادي الصقور السعودي الجهود عاما تلو الآخر من أجل تقديم كل ما هو جديد ومتطور في هذا المجال دعما للرؤية التي يعمل من خلالها ولأجلها، وهي الرؤية المتمثلة في التحول ليصير الجهة صاحبة الريادة في تدعيم وتطوير هواية تربية الصقور والصيد بها وتربيتها.
اقرأ أيضًا: لوحة فنية للأمير محمد بن سلمان مطرزة بالذهب تجذب أنظار زوار معرض الصقور
كما يتطلع القائمون على النادي إلى تعزيز الأفكار المتعلقة بمسألة الوعي البيئي، وأن يجري استغلال ذلك على الصعيدين الثقافي والاقتصادي، وأن يجري العمل بكل جد من أجل الحفاظ على هذا التراث.
من جانبه، أشار وليد الطويل، المتحدث باسم نادي الصقور السعودي، إلى أنهم يبذلون كل في ما وسعهم خلال فعاليات المعرض هذا العام، كما كان الحال في الأعوام السابقة، في سبيل الحفاظ على هواية الصقارة وكل ما هو مرتبط بها من نشاطات مثل التخييم والصيد والرحلات المتعددة.
جهود المملكة للحفاظ على ارث هواية الصقارة - المصدر: نادي الصقور السعودي
وتابع الطويل حديثه بالقول إن فكرة المعرض تتجاوز حتى فكرة الحفاظ على الإرث، وتمتد لما هو أبعد من ذلك، إذ يركز على العلاقة القوية التي تربط الانسان بالصقور، واستكشاف ذلك العالم الذي تعيش بداخله الصقور حالة ترابط مع الإنسان سواء في ترحاله، وبحثه عن قوت يومه وغير ذلك من أمور، وهو ما يتماشى مع أهداف التطوير التي تضعها المملكة ضمن رؤية 2030.
وواصل الطويل بتأكيده على مدى العلاقة التاريخية الوطيدة التي تمتد لآلاف السنين بين الإنسان والصقر وتحول تلك العلاقة إلى رمز ثقافي جرى تناقله على مدار الأجيال المتعاقبة في المملكة.
فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي
جاءت نسخة هذا العام من المعرض مختلفة إلى حد ما، حيث ضمت مجموعة من الفعاليات والأجنحة التي تهتم بتعزيز هواية الصقور، ومن أبرز الأجنحة التي أقيمت هذا العام: جناح للمهتمين بعرض وبيع أسلحة الصيد النارية والهوائية، وجناح مخصص لبيع أدوات الرحلات البحرية والبرية وكذلك التخييم، وجناح آخر لعرض تشكيلة من الدراجات النارية والهوائية والسيارات المعدلة إلى جانب جناح جرى تخصيصه بالكامل للأطفال ومتحف رقمي تعليمي عن عالم الصقور.
اقرأ أيضًا: هذا ما قاله الصقارون عن كأس الصقور في موسم الرياض (فيديو)
وهناك أيضا أجنحة جرى تخصيصها من جانب القائمين على المعرض لكل ما هو مرتبط بأغذية الصقور والمنتجات البيطرية والصيدلانية، وهي: جناح لعرض منتجات أعمال التراث والحرف اليدوية المتعارف عليها وتقديمها للجمهور، وجناح لعرض أعمال الفنانين التشكيليين المرتبطة بهواية الصقارة.
وشمل المعرض أنشطة أخرى من ضمنها:
- إلقاء الشعر العربي.
- اطلاق رحلات صيد افتراضية في الصحراء من خلال الاستعانة بتقنيات الواقع الافتراضي.
- التقاط بعض الصور مع الصقور المشاركة بالمعرض.
- استعراض جدارات فنية تدور أفكارها حول هواية تربية الصقور ونشاط الصيد.
- إقامة مجموعة من العروض الفلكلورية للترحيب بالضيوف.
- إقامة مجموعة من عروض الليزر والألعاب النارية المبهجة.
- إطلاق فعالية "طريق النجوم" لنقل الضيوف في الصحراء من خلال الاعتماد على أماكن النجوم في السماء، تماما مثلما كان يفعل أهل البادية القدامى وقت تنقلهم من مكان إلى آخر في الصحراء.
مؤتمر دولي للصقور
هذا وسبق للقائمين على نادي الصقور السعودي أن أعلنوا قبل أيام عن إطلاقهم مؤتمرًا دوليًّا للصقور على هامش المعرض، وهو المؤتمر الذي يجري تنظيمه يومي 8 و9 أكتوبر الحالي، وذلك تحت شعار «معًا.. لاستدامة الصقور»، بمشاركة كوكبة من المختصين، سواء كانوا باحثين، أو مستثمرين أو اقتصاديين، ضمن ما يُبذل من جهود لدعم وحماية هواية الصقارة والعمل على استدامتها، كونها مصنفة من الأنشطة التراثية الأصيلة التي تعد من السمات المميزة لثقافة المملكة.