هيئة التراث تعلن عن اكتشافات جديدة بموقع أثري بمنطقة حائل
أعلنت هيئة التراث عن اكتشافات جديدة في موقع يعد من أهم مواقع فترة ما قبل التاريخ بجوار جبل عراف بمنطقة حائل، وذلك بالتعاون مع معهد ماكس بلانك الألماني في مشروع الجزيرة العربية الخضراء.
ونشر الاكتشاف في مقال بمجلة "PLOS ONE"، في حين ضم الفريق العملي بالمشروع باحثين من المملكة وايطاليا واستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، يعملون في تخصصات مختلفة لفترة عصور ما قبل التاريخ.
وعكف الباحثون على دراسة مواد أثرية مختلفة من عدد من المواقع الأثرية التي تعود لفترة ما قبل التاريخ.
وتوصلت الأعمال التي تمت في الموقع إلى عشرات المساحن والمدقات الحجرية التي كانت تستخدم في الأنشطة اليومية، حيث وجدت مجموعة منها داخل العديد من مواقد النار، مغطاة بأحجار صغيرة وشطايا المساحن المكسورة، والتي استخدمت في طحن العظام وتحضير النباتات.
نتائج دراسة الاكتشاف الجديد
وكشفت النتائج بعد الدراسة عن العادات الغذائية والاقتصاد المتبع للإنسان في تلك الفترة، وطرق استخدام المساحن في تحضير الطعام الحيواني والنباتي، الأمر الذي منح الباحثين مؤشرات على بدايات التحول الاقتصادي وانتقال الإنسان من مرحلة الصيد والالتقاط إلى مرحلة إنتاج الغذاء.
اقرأ أيضًا: هيئة التراث تعلن عن اكتشافات أثرية بموقع العبلاء
واستخدم سكان المنطقة في تلك الفترة المساحن البسيطة في تحصير النبات كغذاء، وإعداد العظام الحيوانية وتكسيرها للحصول على النخاع الذي يعد مصدرًا غذائيًّا هامًّا في بيئة العصر الحجري الحديث، وكانت هناك مجموعة مختلفة من الحيوانات البرية التي تعيش في الجزيرة العربية، منها النعام والماعز والأغنام والغزلان والمها والأبقار.
كما استخدمت أدوات السحن في إنتاج الأصباغ المستخدمة في الأعمال الفنية، كونها سمة مميزة للفن الصخري الملون الذي يعد شائعًا في شمال المنطقة في العصر الحجري الحديث، بجانب إمكانية استخدام تلك المواد والأصباغ الملونة كمستحضرات تجميل.
صور للمساحن الحجرية المكتشفة بجوار جبل عراف في حائل، التي يرجع تاريخها إلى فترة ما قبل التاريخ.#هيئة_التراث pic.twitter.com/VTC3Lu2dup
— هيئة التراث (@MOCHeritage) October 4, 2023
وأظهرت الدراسات الإثنوأركيولوجية وجود المساحن في كثير من القرى بالمناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيس للغذاء، وكانت جزءًا هامًّا من حياة المجتمعات البشرية بالجزيرة العربية.
الاكتشاف يعد جزءًا من جهود هيئة التراث في أعمال المسح والتنقيب الأثري التي تجريها دوريًّا، في إطار سعيها لمواصلة الاكتشافات والدراسات العلمية لمواقع الآثار الوطنية بكل مناطق المملكة، ومن مختلف العصور والفترات التاريخية، للتعريف بها كمورد ثقافي واقتصادي ضمن رؤية المملكة 2030.