رائد الأعمال الناجح: من هو؟ وما هي صفاته ومهاراته؟
تحدثنا مرارًا عن ريادة الأعمال باعتبارها قاطرة العالم ووسيلة انطلاقه نحو مستقبل أفضل، من خلال استعدادها لإنشاء وتطوير وتنظيم وإدارة المشروعات الريادية، القادرة على إنتاج السلع والخدمات، مع تحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع يحقق الأرباح في عملية تتسم بالإبداع وابتكار الحلول، وتحمل المخاطر وتحويلها إلى فرص، ومن ثم فإنها عملية ضرورية لأي مجتمع يسعى لتحقيق النمو والاستقرار.
ولما كانت هذه العملية هي النتاج المثمر لفكر مبتكرها، فإنها تحتاج بالتأكيد إلى استكمال خطوات هذا الفكر من خلال نفس هذا المبتكر، رائد الأعمال الناجح، الذي يمتلك بدوره مجموعة من المقومات والخصائص التي تمكنه من تحقيق دوره الاقتصادي الحيوي، باستخدام المهارات والمبادرات اللازمة لتوقع الاحتياجات وطرح الأفكار الجديدة التي تحتاج إليها الأسواق وينتظرها الجمهور، من هو رائد الأعمال الناجح؟ وما هي صفات رائد الأعمال ومهاراته؟ أسئلة تجيبها السطور التالية.
من هو رائد الأعمال؟
يعود مصطلح ريادة الأعمال ورائد الأعمال إلى الاقتصادي الشهير "جوزيف شومبيتر"، الذي أسهم بنظرياته حول دورات الأعمال وتطور الاقتصادات الرأسمالية في إنعاش الفكر الاقتصادي، مثل إبراز دور رجال الأعمال كمصدر للابتكار الذي يقود الاقتصاد الرأسمالي.
وفي كتابه الصادر عام 1942 بعنوان "الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية"، أبرز نظرية النمو الاقتصادي الديناميكي المعروفة باسم التدمير الخلاق أو البناء الإبداعي، ليصف كيف يتم استبدال الجديد بالقديم، مقدمًا نظرة فريدة حول كيفية نمو الاقتصادات، بينما انحرف بشكل حاد عن المبادئ الاقتصادية التقليدية في عصره.
ويُعتقد أن شومبيتر هو أول باحث يقدم مفهومًا لريادة الأعمال، إذ اعتبر أن رواد الأعمال يتحكمون في الاقتصاد، لأنهم مسؤولون عن تقديم الابتكار والتغيير التكنولوجي، وغالبًا ما يكون هؤلاء هم القوة الدافعة وراء التدمير الخلاق، لأنهم يطورون المنتجات الجديدة والتكنولوجيا وطرق الإنتاج التي توفر دافعًا للتغيير، مع الابتكار الريادي باستمرار، ومن ثم إدخال توازنات جديدة، مما يجعل من الممكن تحقيق مستويات أعلى للمعيشة، ومن هذا المنطلق تم تعريف رائد الأعمال اختصاراً بأنه الشخص الذي ينشئ مشروعاً تجارياً جديداً، ويتحمل معظم المخاطر ويتمتع بمعظم المكافآت، فيما تتفق معظم التعريفات على أن رائد الأعمال هو الشخص الذي يتمتع بالقدرة والرغبة في تأسيس وإدارة وإنجاح مشروع، مع الاستعداد لتحمل المخاطر حتى تحقيق الأرباح.
وغالباً ما يُعرف رواد الأعمال كمصادر للأفكار الجديدة، وكمبتكرين يقدمون أفكارًا للسوق عن طريق إحلال اختراع جديد مكان القديم، بما يعني أنه يمكن لأي شخص لديه الإرادة والتصميم الانطلاق، إذا امتلك الفكر والاستعداد للتعامل مع جميع المخاطر، ليكافئ إذا أثبت نجاحه بالأرباح والشهرة وفرص النمو المستمر، ومن ثم فإنه يختلف عن مفهوم رجل الأعمال العادي كما نعرفه، الذي قد يتجنب المخاطرة، بينما قد يدير شركات ربما لم ينشئها من الأساس.
والحقيقة أن المفكرين الاقتصاديين يعرفون منذ فترة طويلة أصحاب الأعمال باسم "الرأسماليين"، بينما لم يظهر مصطلح رائد الأعمال إلا في القرن التاسع عشر، إذ يعتقد أن الفيلسوف الاقتصادي "جان بابتيست ساي"، هو صاحب هذا المفهوم الذي جاء من الكلمة الفرنسية Entreprendre، والتي تترجم عادة على أنها متعهد أو مقاول أو مغامر، مستلهمًا من كتاب "آدم سميث" القيم "ثروة الأمم"، حيث درس ساي الكتاب جيدًا، وبينما اتفق مع كاتبه على جميع النقاط، لكنه وجد أن إغفال رجال الأعمال المغامرين كان عيبًا خطيرًا يجب تصحيحه، ومن ثم أدلى بدلوه لإضاءة الطريق في كتابه "رسالة عن الاقتصاد السياسي أو إنتاج وتوزيع واستهلاك الثروة"، وهو الكتاب الذي استحوذ على خيال الكثيرين وأصبح ملهمًا للعديد منهم.
بينما لم يكن لدى الاقتصاديين تعريف ثابت لرائد الأعمال أو لريادة الأعمال رغم تبلورها على مدى القرون القليلة الماضية، حيث لم يحاولوا العمل لدمج ريادة الأعمال في نماذجهم حتى منتصف القرن العشرين، عندما عمل شومبيتر على تأطيرها، لتعبر المحيط بعد أن وجدت موطنًا لها في الولايات المتحدة الأمريكية، التي جمعت بين مبادئ السوق الحرة لآدم سميث ودعوة ساي الريادية، فكانت الثورة الصناعية التي أدت في النهاية إلى ظهور احدى أقوى الاقتصادات في العالم.
ولعل ذلك يفسر لماذا يعد رواد الأعمال مهمين؟ إذ يقومون بإنشاء الشركات لتحقيق أفكارهم، مع جمع رأس المال والعمالة من أجل إنتاج السلع أو الخدمات لتحقيق الربح، في عملية محفوفة بالمخاطر، إلا أنها يمكن أن تكون مجزية للغاية أيضاً، لأنها تعمل على توليد الثروة والنمو والابتكار، وقد شاهدنا أسماء كثيرة من أشهر رواد الأعمال مثل الراحل ستيف جوبز، ومارك زوكربيرج، ولاري إليسون، على سبيل المثال وليس الحصر، والقائمة تطول كلما تقدم العالم خطوات أكثر إلى الأمام نحو المستقبل.
ما هي صفات رائد الأعمال؟
ليس كل رواد الأعمال متماثلين، وليس لدى جميعهم نفس الأهداف، ولكنهم بالرغم من ذلك يجب أن يحظوا بصفات شخصية عديدة، وربما مشتركة أيضًا في كل رواد الأعمال تقريبًا مهما اختلفوا في طريقة إدارة أعمالهم واستراتيجياتهم، وهي الصفات التي تمكنهم من إنشاء مشروعاتهم الرائدة، وانتهاز الفرص المناسبة للابتكار والاستثمار والتطوير، ما يؤدي إلى خلق فرص العمل وتحقيق المزيد والمزيد من التنمية، مع طرح منتجات أو تقنيات جديدة تؤدي بدورها إلى إيجاد أسواق جديدة وثروات جديدة، مع المساهمة في إحداث التغيير الاجتماعي المستقبلي المنشود، من خلال الفكر الجريء، والصفات التي يتحلى بها هؤلاء الرواد، والتي نستعرض بعضًا منها في السطور التالية.
1- الاستمرارية
الاستمرارية هي إحدى الصفات التي يجب أن يتمتع بها رائد الأعمال الناجح لتحقيق أهدافه في ريادة الأعمال، ولعل الاستمرارية تأتي هنا على رأس أولوياته، إذ عليه أن يفكر في حلول تحافظ على الوظائف الحيوية لمشروعه في حالات الطوارئ، لتجاوز أي مصاعب محتملة دون أن يؤثر ذلك على عزيمته في تحقيق غاياته، فوضع استراتيجية لاستمرارية الأعمال يمكن أن يوفر قدرًا هائلاً من الوقت والمال، ولذلك يضع رائد الأعمال الناجح ويختبر العديد من جوانب استمرارية الأعمال بينما يخطط للمستقبل، فيما يتمتع بالمرونة والدوافع الذاتية للاستمرار والتعافي، مع وضع الخطط المرنة.
ويتطلب ذلك بالتأكيد ضرورة تقييم وظائف العمل المختلفة وتحليل تأثيرها على الأعمال، مع وضع الخطط المختلفة لإدارة الأزمات والتعافي السريع، فمع وجود استراتيجية جيدة لاستمرارية الأعمال، وأدوات التعافي من الكوارث المُدارة بشكل فعال، تتمتع الشركات بفرص أفضل للنهوض والعمل بشكل أسرع بعد وقوع الأحداث غير المتوقعة.
2- الإبداعية
لا يوجد ابتكار أو ريادة بدون إبداع، ولذلك عادة ما يتمتع رواد الأعمال بالموهبة في تحديد الكثير من الأفكار الإبداعية المبتكرة، والتصرف بناءً عليها، وهنا ليس بالضرورة أن تكون كل فكرة ناجحة، ولكن الخبرة التي يتم الحصول عليها تتراكم لدى رائد الأعمال وتؤدي في النهاية إلى التأسيس لتجربة ناجحة.
كما يساعد الإبداع في التوصل إلى حلول جديدة للمشكلات المطروحة، ويسمح لرائد الأعمال الناجح بالتفكير في حلول خارج الصندوق، وكذلك يمنحه القدرة على ابتكار منتجات جديدة لأسواق مماثلة لتلك التي يتعامل فيها، فالإبداعية هنا هي النقطة المركزية التي تنطلق منها عملية ريادة الأعمال بكل تفاصيلها، وهي الأساس وراء أي عمل ريادي.
3- روح الفريق
يعد فريق العمل إحدى أهم الركائز في ريادة الأعمال، ولعل من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال هي تكوين هذا الفريق المتناغم، وبث روح الفريق فيه، والعمل من خلال هذه الروح بما يسهم في إنجاح المشروع، فهذا الفريق ستترجم خطواته ومهاراته إما في شكل نجاح أو فشل للمشروع، وكلما زاد التوافق زاد النجاح وتحقيق الأهداف، والعكس صحيح.
ولذلك يجب على رائد الأعمال تحديد احتياجاته من الفريق، مع تحديد شكل وحجم وإمكانات هذا الفريق، مع ضمان إلمام جميع أفراده بالأهداف والخطوات وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة، ومن ثم العمل بانسجام تام وتكامل منظم وفعال، حسب المهام الموكلة لكل فرد يعمل لصالح تحقيق أهداف المجموع، وهي مهمة قائدها رائد الأعمال نفسه، يدعمها خلال بناء وتشكيل فريق العمل.
4- التنافسية
التنافسية هي إحدى أبرز صفات رائد الأعمال الناجح، وحسب الخبراء فإنه يتم تشكيل النواة الأولى لمعظم مشروعات ريادة الأعمال من خلال فكرة، مفادها اقتناع رائد الأعمال بإمكانية قيامه بهذه الخطوة أو تقديم هذا المنتج أو الخدمة أفضل من أي كيان آخر قد ينافسه، على نفس الفكرة أو حتى فكرة مشابهة لها.
والحقيقة أن هذه التنافسية قد تكون هي المحرك الخفي الحقيقي الذي يدفع رائد الأعمال، إلى اقتحام مجال معين، اقتناعاً منه بقدراته التنافسية والإمكانات التي يتمتع بها، والتي قد تمكنه من الفوز بسهولة في هذا السباق الطويل للوصول على القمة، ومن ثم إضافة النجاح إلى سجل شركته.
5- الإرادة
إحدى أهم الصفات التي لا بُدَّ أن يتصف بها رائد الأعمال الناجح هي تمتعه بقوة الإرادة، مع إصراره الدائم والمستمر على بلوغ غاياته وتحقيق أهدافه المحددة بدقة، مهما كانت الصعاب والعقبات التي تواجهه خلال هذا المشوار الشاق نحو النجاح، فرائد الأعمال الناجح يجب أن يبتعد عن أي شعور بالإحباط أو اليأس أو الفشل، مثلما يبتعد عن أي مشاعر للضعف والاستسلام، ويتخطى كل ذلك بعزيمة وثقة في تحقيق النجاح، مستفيدًا من كل التجارب السابقة سواء التي مر بها أو تلك التي درسها وطالعها لمن سبقوه.
فالإرادة هنا تبدو كالخط الفاصل بين شخصية وأخرى، إذ تحدد إمكانية النجاح أو الفشل، والفروق الفردية بين رائد أعمال وآخر، فمن يملك الإرادة الأقوى يمتلك مقومات النجاح والوصول إلى القمة.
ما هي أهم مهارات رائد الأعمال؟
يمكن أن تشمل مهارات رائد الأعمال مجموعة واسعة من المهارات المختلفة، كمهارات القيادة وإدارة الأعمال والتفكير الإبداعي، ونظرًا لأن مهارات ريادة الأعمال يمكن تطبيقها على العديد من الأدوار الوظيفية والصناعات المختلفة، فإن تطويرها يعني تطوير وتحسين أداء رائد الأعمال بشكل عام على كل المستويات، ويتضمن ذلك مجموعة كبيرة من المهارات بما في ذلك المهارات الناعمة حسبما يسميها الخبراء.
ونظرًا للأدوار العديدة التي قد يتولاها رواد الأعمال، فقد يطورون أيضًا مجموعة متنوعة من المهارات لاستيعاب نمو أعمالهم، مثل مهارات إدارة الأعمال، ومهارات العمل الجماعي والقيادة، ومهارات التواصل والاستماع، والمهارات المالية، والمهارات التحليلية، ومهارات التفكير والتخطيط الاستراتيجي، والمهارات التقنية، ومهارات إدارة الوقت، والمهارات التنظيمية، ومهارات التسويق والتواصل، وغيرها الكثير من المهارات التي قد تساعد رائد الأعمال في تحقيق الأهداف التي وضعها لمشروعه، وبالتالي تحقيق النجاح. وفي السطور التالية نستعرض عدداً من أهم هذه المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها رائد الأعمال.
1- الإدارة
تعد مهارة الإدارة من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها رائد الأعمال الناجح، فهي الركيزة التي ستمكنه من ضمان استمرار تشغيل مشروعه بالشكل التنظيمي الأمثل، وتطوير أداء هذا المشروع وتحقيق النجاح المنشود.
وتعني الإدارة هنا وضع أسس الاستمرار والبناء التنظيمي الناجح الذي يمكن رائد الأعمال من القيام بمهام متعددة، من خلال تفويض المسؤوليات إلى المرؤوسين دون تعقيدات، واتخاذ القرارات السديدة المتعلقة بالمشروع من خلال المعطيات المتوفرة، وبشكل عام يعتمد رواد الأعمال الناجحون في أغلب الأحيان على مهاراتهم في تنظيم وإدارة وتشغيل الأعمال، بينما تتطور تلك المهارات بالممارسة والتجربة كلما تطور المشروع وخبرة رائد الأعمال، ومن ثم سيستطيع في وقت ما ومع تقدم تلك الخبرة من اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب وتوزيع الأدوار والمسؤوليات واتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر مرونة، ومن ثم تحقيق النجاح.
2- العصف الذهني للأفكار
يتيح العصف الذهني للأفكار، نقد تلك الأفكار للوصول إلى الأمثل فالأمثل من الحلول مع كشف كل جوانبها، مثلما تتيح تلك العملية الحيوية لريادة الأعمال تكوين الاتصالات الناجحة، ومشاركة الأفكار مع الأقران، وهي مهارة يجب أن يتمتع بها رائد الأعمال الناجح، والحقيقة أنه لا توجد إجابات خاطئة عند العصف الذهني، ولكن يوجد ملاحظات يجب أن تدرج لتؤخذ في الاعتبار، بينما يتم تطويرها والاستفادة منها في وضع الخطوط العريضة، والمسارات التي سيختار رائد الأعمال من بينها الأنسب لتحقيق أهدافه، ومن ثم يجب أن يكون قادرًا على إدارة ذلك العصف مع اختلاف وسائل التواصل أو التقنيات المستخدمة، مثلما يجب أن يكون دقيق الملاحظة، منتبهًا إلى التفاصيل والمناقشات، قادرًا على تحقيق أقصى استفادة من تلك العملية لتطوير أفكاره وإنجاح مشروعه.
3- الانضباطية
تشير الانضباطية في ريادة الأعمال إلى التحكم في تصرفات الفرد وأفكاره وسلوكياته لتحقيق أهداف وغايات محددة، بما يمكن رائد الأعمال من الحفاظ على تركيزه وتحفيزه في مواجهة العقبات والتحديات، فهذه المهارة تساعد على تحديد أولويات المهام مع إدارة الوقت بفعالية، واتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لتنمية الأعمال وتحقيق الأهداف وتجنب الانحرافات، مع جعل العادات الإيجابية روتينًا يسير عليه رائد الأعمال، ولعل هذا ما حدا ببعض الخبراء لوصف الانضباطية بأنها أساس ريادة الأعمال الناجحة ومحركها الرئيس للنجاح على المدى الطويل، حيث توفر التركيز للتغلب على التحديات، وتبني العادات الإيجابية في الحياة، مع تحسين إدارة الوقت والأولويات، واتخاذ القرارات الصحيحة حيث يتم التخلص من عوامل التشتيت، مع تحفيز الدوافع لتحقيق النمو والنجاح.
4- العقلية المالية
تعد العقلية المالية إحدى المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها رائد الأعمال الناجح، لأنه المسؤول الأول هنا عن التحكم في أي تدفق مالي، ليوجهه إلى مصرفه الأمثل كدفع الإيجارات، وصيانة المعدات، والترويج للأعمال، ويجب أن تكون هذه الإدارة النقدية واعية وصارمة ومنظمة، ولعل مهارة رائد الأعمال هنا تتجلى في تلك العقلية المالية التي تستطيع الموازنة بين احتياجات المشروع الأساسية، التي تمكنه من الاستمرار والصمود خلال المراحل الحرجة، مع الفصل بين الأموال الشخصية والخاصة بالمشروع، ومثلما يتطلب ذلك مهارة وعقلية مهيئة لهذا النوع من التعقيدات المالية، يتطلب كذلك الاستعانة بتطوير تلك المهارات المالية بالتعلم والقراءة واستخدام البرامج المساعدة لتنظيم ومتابعة تلك العمليات، فمعرفة كيفية إدارة الأموال وفهم البيانات المالية أمر بالغ الأهمية لأي شخص يدير أعماله الخاصة، إذ من المهم معرفة إيراداتك وكيفية تنميتها، وتكاليفك وكيفية خفضها لتحقيق أهدافك كرائد أعمال.
5- المهارات التسويقية
المهارات التسويقية أمر بالغ الأهمية لرواد الأعمال، إذ يعد التسويق عملية حيوية هنا، لأنه لا يمكن لأي مشروع أن ينشأ وينمو دون وجود سوق يبيع خلاله منتجه أو خدماته للعملاء، بينما تتربع عملية اكتساب العملاء والاحتفاظ بهم في صميم عملية التسويق، ومن ثم يجب على رواد الأعمال إنشاء العرض بما يعني تصميم المنتج وتحديد السعر، ثم نقل العرض إلى السوق من خلال التوزيع، وفي الوقت نفسه الإعلان عن العرض من خلال الاتصالات، بما يعني ضرورة أن يتمتع رائد الأعمال بمهارة تحديد العناصر الأربعة الشهيرة للتسويق: المنتج، السعر، المكان، والترويج، وهي الأمور التي تبني بشكل أو بآخر في مجملها الوعي بالعلامة والمنتج أو الخدمة المقدمة، بما لها من أهمية في مختلف مراحل المشروع.
وهي جميعها أمور لا بد أن يتمتع بها رائد الأعمال الناجح، لتحقيق رسالته الخاصة من خلال نجاح مشروعه الخاص، ورسالته العامة من خلال تحقيق التطور المستقبلي المنشود، بإدخال توازنات جديدة تحقق مستويات رفاهية أعلى للجميع.
تعد ريادة الأعمال ترجمة لكل تلك الأفكار المبتكرة التي يضعها رواد الأعمال، الذين يستخدمون مهاراتهم وصفاتهم الخاصة لتغيير واقعنا، خلال انطلاقنا نحو المستقبل، ولكن كيف يبدو رائد الأعمال الناجح؟ وما هي صفاته ومهاراته؟