رائد الفضاء علي القرني لـ «الرجل»: واجهت تحديات لم يمر بها البشر
وصف رائد الفضاء السعودي علي القرني التجربة الفريدة التي عاشها منذ ترشحه للرحلة الفضائية بأنها مرحلة تحول كبير في حياية مضيفا "كان كل شيء يمر بسرعة، ولا أدري ماذا سيحدث في حياتي"ويضيف "توجب علي أن أتحلى بالصبر في كل شيء، وأن أتوكل على الله".
كلام القرني جاء في حوار حصري مع مجلة الرجل، تصدر عدد أكتوبر الجاري وتناول خلاله مشاعره وتفاصيل تجربته، منذ لحظة تلقيه الخبر الذي طالما حلم به"أن أكون ثاني رائد فضاء سعودي، يصعد للفضاء بعد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، إنه لشيء يدعو للفخر".
في الساعة التي تسبق الانطلاق، وبعد إغلاق باب الصاروخ بدأ القرني يسترجع شريط ذكريات حياتي وكل اللحظات التي مررت بها، يقول "كان لدي مشاعر جياشة، قشعريرة يصعب وصفها حتى أنني أشعر بها الآن بينما أتذكر هذه اللحظات" ويتابع "انتابتني مشاعر جياشة ومررت بأشياء لم يمر بها الجسم البشري من قبل".
استغرق الوصول إلى محطة الفضاء الدولية 15 ساعة، يقول "التكيف على عدم وجود جاذبية، كان الأمر صعبا للغاية، ولكن مع الوقت يتكيف الشخص مع الظروف الجديدة، وهذا ما تعلمته من تجربتي الأولى في الفضاء".
تحولت التفاصيل البسيطة إلى معجزة بسبب انعدام الجاذبية، يوضح "شرب الماء ليس بالسهل" ولكن القرني أظهر قدرته على التكيف مع هذه الظروف الفريدة. تحدث عن كيفية استخدام "مادة لاصقة" لتثبيت الطعام والأدوات على الطاولة، واضطراره للنوم على الجدار في الكيس، ويضيف "أيقنت أن الجسم البشري والبشر عمومًا يمكنهم التكيف مع الوقت مع أي شيء".
يعرب القرني عن استمتاعه بكل التجارب التي خاضها في وكالة الفضاء الدولية، ويضيف "كنت طوال حياتي أقود الطائرات، ولكن مجال الفضاء مختلف تمامًا"، واصفا رحلته بالاستثنائية مضيفا "بفضل الله وقدرته، ثم جهود الباحثين ومراكز الأبحاث السعودية، وتنسيق كامل من محطة الفضاء السعودية. انطلقنا في رحلتنا ولدينا 14 في مجالات الطب الحيوي والبشري والفيزياء وكان عدد منها حدث لأول مرة في الفضاء" ويضيف "تجربة مثل الاستمطار الاصطناعي، كان لدينا يقين أنه حال نجاح التجربة سوف تتغير الحياة، ونستطيع حينها إنتاج المياه في الفضاء".
وعن لقائه بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقول " كان اللقاء خير داعم وحافز لنا. وعندما وصلنا من الولايات المتحدة الأمريكية، استقبلنا الأمير محمد وحرص على أن يشرح لنا مدى اهتمام المملكة بالفضاء، ونقل لنا مدى اهتمامه الشخصي بالرحلة".
لقد غيرت التجربة الكثير من الأشياء لدى القرني "عندما تجوب الكرة الأرضية كلها في ساعة ونصف في فترة النهار وفترة الليل، بسرعة هائلة تتحول من مكان إلى آخر، وأن تنسى كل حدود العالم، وتشعر أن العالم بأكمله دولة واحدة"، ويضيف "وضمن أكثر الأشياء التي لامستها بنفسي التسامح والتصالح مع النفس، الأمور كانت أبسط، بالرغم من وجود أشياء مختلفة هنا في الواقع وبعضنا يرى الأمور هنا بتسرع، في الوقت الذي لابد أن يستمتع بالحياة والعائلة".
وردا على سؤال يتعلق بتأثير علاقته العائلية على انجازاته يقول "عندما كنت في وكالة الفضاء الدولية، كنت أعيد تدوير المشاعر إلى طاقة وذلك عبر رؤية صورة ابنتي "نايا"، فعندما كنت أرى صورتها أثناء رحلتنا تأتيني طاقة كبيرة للإنجاز، أما زوجتي فهي الداعم لي في مسيرتي، ولم تكن تغضب بسبب عدم وجودي لفترة طويلة خارج المنزل، فكانت تعلم حجم المسؤولية والحلم الذي يخص الوطن.
بطاقة تعريف رائد الفضاء القرني تذكر بأنه مواليد آذار 1992 مدينة سبت العلايا، يحمل شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية في الرياض، وهو طيار حربي ورائد فضاء تمتد خبرته لنحو 12 سنة برصيد 2300 ساعة طيران.
في 21 مايو 2023 شارك في الرحلة العلمية المتجهة للفضاء AX-2 هو ورائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي على متن مركبة دراكون كرو من محطة الفضاء الدولية (ISS) بمدينة كيب كانيفرال في ولاية فلوريدا الأمريكية.