دراسة حديثة: الوظائف التي تتطلب جهدًا بدنيًّا تسبب الخرف
أطلقت دراسة جديدة، تحذيرًا للعاملين في الوظائف التي تتطلب جهدًا بدنيًّا كبيرًا، حيث بينت أنهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف والضعف الإدراكي.
ووفقًا لمجلة "The Lancet"، التي نشرت الدراسة، فإن الذين يكدحون في وظائف مرهقة بدنيًّا لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف.
وكشف الباحثون عن أمثلة لممتهني تلك الوظائف وهم: المزارعون ومنتجو الماشية، ومساعدو التمريض ومساعدو الرعاية، بالإضافة لمندوبي المبيعات، والتجزئة وغيرهم.
وقالت الدراسة: "العمل باستمرار في مهنة ذات نشاط بدني مهني متوسط أو مرتفع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي، ما يشير إلى أهمية تطوير استراتيجيات للأفراد في المهن التي تتطلب جهدا بدنيا لمنع الضعف الإدراكي".
وصنفت الدراسة الوظائف التي تتطلب جهدا بدنيا على إنها تلك التي تتطلب استخدامًا كبيرًا للساقين والذراعين، وتحريك الجسم بالكامل، ويضطر العاملون بها إلى ممارسة التوازن والمشي والانحناء والتعامل مع المواد والتسلق والرفع.
اقرأ أيضا: جوارب عالية التقنية تمنع سقوط المرضى المصابين بالخرف
واستخدم مؤلفو الدراسة واحدة من أكبر الدراسات السكانية في العالم حول الخرف "دراسة HUNT4 70+" لفحص كيف يرتبط النشاط البدني المهني بين سن 33 - 65 عاما بخطر الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي.
نتائج الدراسة
ووجد الفريق أن الذين يمارسون أعمالاً تتطلب جهدًا بدنيا لديهم خطر أعلى بنسبة 15.5% للإصابة بالخرف، وينخفض الخطر إلى 9% لمن يعملون بوظائف تتطلب وظائف بدنية منخفضة، وذلك بعدما حلل الفريق بيانات 7005 مشاركين، وتم تشخيص إصابة 902 منهم بالخرف مع تقدمهم بالعمر، في حين تم تشخيص 2407 آخرين بضعف إدراكي خفيف.
وأشار فريق الدراسة، إلى أن النتائج تكشف أن المتطلبات البدنية المهنية العالية لها "تأثير ضار" على صحة الدماغ والوظيفة الإدراكية في الأعمار الأكبر، الأمر الذي يزيد من خطر الضعف في وقت لاحق من العمر.
من جهته، قال أستاذ السكان وصحة الأسرة في جامعة كولومبيا للصحة العامة، والمؤلف الرئيس للدراسة، فيغارد سيكربيك: "يسلط عملنا الضوء على ما يسمى بمفارقة النشاط البدني، وكيف يمكن أن يؤدي النشاط البدني المرتبط بالعمل إلى نتائج معرفية أسوأ".
وتابع: "نتائجنا تؤكد بشكل خاص على الحاجة إلى متابعة الأفراد الذين يمارسون نشاطًا مهنيًّا وجسديًّا مرتفعًا طوال حياتهم، حيث يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف".