جنوب إفريقيا.. جوهرة القارة السمراء
الرحلة إلى جنوب إفريقيا تجربة لا تنسى، فقد غدت من الوجهات السياحية المتنامية، يقصدها السياح من كل بقاع العالم نظرًا لوجود كثير من عوامل الجذب السياحي الطبيعية على وجه الخصوص، من جبال وسهول وشواطئ ذهبية ومحميات وتراث موغل في التاريخ.
هذه البلاد ليست غنية بطبيعتها وتراثها فحسب، بل ستغير من الصورة النمطية للقارة الإفريقية، حينما تختبر بنفسك رقي الخدمات السياحية والتجهيزات العالية وفرص الاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات.
كيب تاون..جوهرة الجنوب
يمكنك معرفة كثيرٍ عن العاصمة كيب تاون وما تشتمل عليه من بنى تحتية سياحية وإنشائية رائعة، لكن منظر غروب الشمس في كيب تاون أروع صورة ممكنة لمتعة العين.
الطبيعة الساحلية أيضًا للمدينة تجعل من كل ذلك رونقًا مختلفًا، والتكوين البديع الكثيف في غابات "كامبس باي جلين" تجعل التجربة مختلفة بحق.
على ضفاف نهر "ويتي" الساحر وقبل التوجه إلى محمية "دي هوب" الطبيعية، يمكنك التزلج عبر الرمال التي تبدو كأنها منحدرات سحيقة، أما صيد السمك عادة فلا يُمكنك مقاومة إغراء أن تجرب حظك في تلك الأجواء.
الاستمتاع بالطبيعة في سهول "كلين كارو" أيضًا المليئة بالأعشاب، ثم قضاء الوقت في منتزه "وست كوست" الوطني، تجربة فريدة بحق.
وبعيدًا عن طبيعة الغابات ومصبات الأنهار، والممرات الجبلية، والوديان الخصبة التي تميز كيب تاون إلى حد كبير، يصبح الطريق ساحرًا بشكل متزايد في أثناء الوصول إلى سهول "كامبيدو" المليئة بالمنحدرات والوهاد والتي تعد منطقة برية ومناسبة للحياة البرية أكثر من الزراعة، وإعادة تأهيلها قصة رائعة بعد تسارع السياحة في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضًا:السياحة في الأندلس.. 10 أماكن تجب زيارتها في إسبانيا الإسلامية
الساحل البكر..
ستجد الكثير ممن يتجهون بسيارتهم إلى الشرق حيث الساحل البكر، ويمرون بالتلال الخضراء المتموجة التي تنتشر فيها الأكواخ التقليدية وصولاً إلى الساحل البري البعيد، حيث لا تزال الحياة تمضي كما كانت منذ قرون، ولا يمكن الوصول إلى معظم شواطئها إلا سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيل. إلى أن يظهر أمامك خط ساحلي أكثر تطورًا يعلمك عن وصولك إلى كوازولو ناتال.
يمكنك أن تأخذ جولة شمالًا إلى جبال دراكنزبرج - حيث الأنهار المتدفقة وزقزقة العصافير والكهوف والشلالات - ثم العودة عبر ميدلاندز ، مخزن المقاطعة.
قم بتخطي الساحل الممتد حول ديربان للاندفاع إلى الأعلى في منطقة التشابك الخصبة لمحميات زولولاند (Phinda هي تجربة سفاري مميزة من الدرجة الأولى)، واستكشف متنزه iSimangaliso Wetland Park، حيث تتجول السلاحف الضخمة ذات الظهر الجلدي والسلاحف ضخمة الرأس على الشاطئ لتعيش فيها، وصيد الأسماك في بحيرات محاطة بالغابات في نظام صممه الأجداد منذ ثمانية قرون.
متنزه كروجر الضخم
بالحديث عن الطبيعة البرية، لا يمكن نسيان زيارة متنزه "كروجر" الوطني، وهو أكبر المتنزهات الوطنية في جنوب إفريقيا. يغطي المتنزه مساحة قدرها 18.989 كم مربع، ويمتد لمسافة 350 كم من الشمال إلى الجنوب، و60 كم من الشرق إلى الغرب.
يحيط بالمتنزه محافظتا ليمبوبو من الغرب ومبومالانجا من الجنوب، أما زيمبابوي فتحيطه من الشمال، وموزمبيق تحيطه من الشرق.
بمساحته مترامية الأطراف واستيعابه لبقاع جغرافية عديدة ومتشعبة، يبدو لك المتنزه في البداية بدائيًا عبر أكواخ بدائية في معسكرات مسيجة لكن الحيوانات البرية الموجودة فيه والطبيعة بشكل عام، إضافة إلى المناظر الليلية الخلابة للسماء تجعل زيارته تجربة لا تنسى.
اقرأ أيضًا:السياحة في إيطاليا.. استمتع بمزيج مذهل من الثقافات المختلفة
جوهانسبرغ.. والبعد التراثي
أيضًا لا يمكن ذكر السياحة في جنوب إفريقيا دون أن نعرج على واحدة من أهم مدنها إن لم تكن الأهم وهي جوهانسبرغ، المكان الأكثر غنى وارتفاعًا في مستوى المعيشة في البلاد.
تشتمل جوهانسبرغ على باقة من أهم المعالم السياحية التي تضيف أيضًا البعد التراثي والتاريخي والقيمي للسياحة، ولذلك يمكننا أن نعد متحف التمييز العنصري الذي يسلط الضوء على قضايا التمييز التي طالت البلاد حتى بدايات التسعينيات من أهم مقاصد السياحة في البلاد.
ليس هذا فحسب، تعد "تلة الدستور" والمتحف الوطني من أهم معالم السياحة في جوهانسبرغ، التي تتناول الجوانب التاريخية الخاصة بالبلاد.
أيضًا ينجذب السياح القادمون إلى جوهانسبرغ إلى مقاصد مثل مدينة ملاهي "جولد ريف سيتي" وحديقة حيوان جوهانسبرغ، إلى غير ذلك من الأماكن الأكثر زيارة داخل العاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا.