"كوفيد يواصل التحور".. هل سنعود للأزمة مع اقتراب الشتاء؟
رغم أن العالم لا يزال يحاول أن يعيد ترتيب حساباته من جديد، بسبب الخسائر التي مُني بها جراء فيروس كورونا، فإنَّ ظهور متحور جديد من الفيروس أُطلق عليه "EG.5"، تسبب في زيادة المخاوف من أن يكون العالم على موعد جديد في الشتاء المقبل مع مزيد من الإجراءات الاحترازية التي تم تخفيفها خلال الشهور الماضية.
وانتابت العالم مُؤخرًا، حالة من القلق عقب تطور متحورات فيروس "كورونا"، وظهور بعض السلالات الجديدة شديدة التحور وذلك مع اقتراب حلول فصل الشتاء، ما أثار عديدًا من التساؤلات بين متتبعي الفيروسات حول ما يمكن أن تحمله الأشهر المقبلة.
الجائحة تنتهي والإصابات تتزايد
ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية، منذ عدة أشهر انتهاء الجائحة بشكل عملي كحالة طوارئ صحية عالمية، إلا أن الإصابات عاودت الارتفاع من جديد خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكننا في مرحلة أكثر هُدوءًا عن السنوات السابقة، والتي شهدت موجات شديدة لتفشي الفيروس، في الصيف والشتاء الماضيين، ما جعل الجميع يتساءل هل ستعود القيود والأزمة مُجَددًا.
انتشر الفيروس في عام 2019 وعُرِف باسم «كورونا»، أو كوفيد 19 وبعدها تفرع عنه مجموعة من المتحورات، وانهالت علينا الأسماء المختلفة واحدًا تلو الآخر مع اختلاف قوتها وانتشارها، بدأت بمتحور ألفا ثم بيتا، وجاما، ودلتا وأوميكرون، وُصولا إلى "أوميكرون الخفي"، أو "الشبح" كما أُطْلق عليه، ومنه تفرعت سُلالات جديدة، لكل منها الكثير من الخصائص المشتركة.
قد تكون بعض هذه المتحورات أكثر اعتدالاً أو أكثر عدوى مثل "بي.إيه.2.86" شديدة التحور، والذي يعد نسخة من أُوميكرون، ما أثار المخاوف من تفشي العدوى كالسابق مقارنة بغيرها من المتحورات السابقة.
وكانت العديد من التقارير بدأت في الخروج مُؤخرًا للحديث عن مدى خطورة بعض المتحورات، مثل المتحور EG.5 الذي يعرف باسم متحور "إيريس"، ومتحور BA.2.86 الذي يطلق عليه متحور "بيرولا" وذلك بسبب التغييرات الجينية في الفيروس، والتي ستحجب قدرة الجهاز المناعي في التعرف على المتحور ومهاجمته، حتى لو تم تطعيم الشخص، أو كان مُصابًا من قبل.
اقرأ أيضًا:هل يحميك فيتامين سي من نزلات البرد حقًّا؟
طفرات مثيرة للاهتمام
في هذا السياق، صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد EG.5 بأنه سريع الانتشار ومُثير للاهتمام، لكنه ليس أكثر شراسة من المتحورات السابقة المنحدرة من المتحور المثير للقلق "أوميكرون"، ولم يثبت قدرته على إدخال المصابين لغرف العناية المركزة، أو إحداث مضاعفات تؤدي إلى الوفاة.
بينما أثار المتحور "بيرولا" أو BA.2.86 ضجة واسعة، ويتميز بحدوث طفرة في عدد من البروتينات، التي قد تكسبها قدرة أكبر على الانتشار، ولا تزال المعلومات المتاحة حوله قليلة لتحديد الأعراض شديدة الخطورة التي قد يُسببها، وبرغم قدرته على الهروب من الأجهزة المناعية، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي تغييرات جذرية في شدة المرض.
وتراقب منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التطورات الجينية للمتحورات الجديدة، فيما يقول الخبراء في شركة "موديرنا"، وهي إحدى شركات تطوير اللقاح الجديد، إن بيانات التجارب السريرية أظهرت أن لقاحها المعدل ضد الفيروس سيكون فعّالاً بحسب شبكة "سي بي إس نيوز".
بينما لم تحدد إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، الجرعة المقررة، لكن من المتوقع إتاحتها في وقت لاحق من الشهر الجاري، أو في أوائل شهر أكتوبر.
من جهة أخرى قالت شركة "فايزر" إن لقاحها المعدل بالتعاون مع شركة "بيونتيك" للوقاية من الفيروس والمتوقع استخدامه هذا الخريف، قد أظهر استجابة قوية عبر تكوين أجسام مضادة للسلالة الفرعية مثل "بي.إيه.2.86" شديدة التحور وذلك في دراسة على الفئران قبل مرحلة الدراسات السريرية.
اقرأ أيضًا:فوائد فيتامين A ومصادره والجرعات الموصى بها
فيروسات الجهاز التنفسي
ومع قرب انتهاء فصل الصيف واقتراب موسم الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، بدأ الأطباء في الشعور بالقلق نظرًا لتقارب ثلاثة فيروسات تنفسية، بما في ذلك كوفيد، والإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي "RSV" وذلك بالتزامن مع عودة الأشخاص إلى الدراسة، لذا سنواجه تحديات كبيرة في الشهور المقبلة.
ويعد متحور فيروس كورونا الجديد "BA2.86"، والذي تم اكتشافه حديثًا في الولايات المتحدة أكثر عدوى من السلالات السابقة، ولكنه ليس بنفس الخطورة، وقد لا تختلف الأعراض عن سلالات فيروس كورونا السابقة، بما في ذلك سيلان الأنف، والعطس، والتهاب الحلق، والسعال، بالإضافة إلى التعب، والصداع وآلام العضلات، بجانب التغيرات المحتملة في حاسة الشم.
وفي السياق ذاته شددت "ماريا فان-كيرخوف"، المديرة الفنية لشؤون كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، على أهمية إجراء الاختبارات، وكذلك تلقي التطعيمات بعد ارتفاع حالات الإصابة بسبب كورونا.
الفئات الأكثر عرضة للعدوى
كما أكدت منظمة الصحة العالمية أهمية الاستمرار في الإجراءات الاحترازية، خاصة للفئات الأكثر عرضة للعدوى، مثل كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، لتجنب الاصابة، كما أكدت على أهمية الاستمرار في الإجراءات الاحترازية، والحصول على اللقاح، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة والمزدحمة.
وبرغم توقع الكثير من الخبراء اختفاء فيروس كورونا مع مرور الوقت، فإن هذا لم يحدث بعد سنوات من ظهور الوباء.