موسى التعمري.. "محمد صلاح" جديد في الملاعب الأوروبية
قدم الأردني "موسى التعمري" لوحة فنية رائعة حين قاد مونبلييه للفوز على العملاق ليون على أرضية ميدانه بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
وسجل "التعمري" هدفين رائعين في مباراته مع مونبلييه، جعلت الكل ينظر إليه باحترام بالغ، تقديرًا له، ولمشواره، ولموهبته، ولكونه أتى من بلد لا يصدر عادة الكثير من المحترفين إلى الدوريات الأوروبية.
"التعمري" حين تم إعلان انتقاله إلى مونبلييه قادمًا من ليوفين البلجيكي، كان تحديًا كبيرًا له أن يثبت نفسه في المستوى الأعلى، وأن يحجز مكانًا أساسيًا حتى في تشكيلة المدرب ميشيل دير زاكاريان.
لكنه توهج منذ الدقائق الأولى التي حصل عليها سواء في الوديات أو الرسميات، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لم يصل إلى الدوري الفرنسي لكي يكون احتياطيًّا، أو لأن يكتب في مشواره بعد أن يعتزل أنه مر من الدوري الفرنسي.
اقرأ أيضًا: يورغن كلوب يتراجع ويضع محمد صلاح ضمن قادة ليفربول الجدد
رفض الدوري الإنجليزي!
الرؤية كانت واضحة من البداية، "التعمري" لا يريد البقاء في مونبلييه بالأساس، يعتبر الدوري الفرنسي محطة له كي يتطور ويصل إلى أعلى المراتب.
في لقاء له قبل أن يبدأ تجربته رسميًا مع مونبلييه، سئل عن الخطوة، وما يتوقعه منها فقال "التعمري": "لا أريد البقاء هنا وقتًا كبيرًا، أتيت إلى هنا لأصل إلى أكبر دوريات العالم".
وأضاف: "كانت لدي عروض من أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنني لم أرغب في الذهاب مباشرة إلى هناك، أردت أن ألعب عامًا في فرنسا بداية قبل أخذ الخطوة إلى إنجلترا أو إسبانيا".
هذه عقلية لاعب يجيد التطور، ويعرف جيدًا أهميته في عالم كرة القدم، ولعل هذا بحق ما يجعل "التعمري" يتم تشبيهه أكثر بـ"محمد صلاح" النجم العربي المصري الذي يشترك في محطات مسيرته المختلفة معه.
خليفة محمد صلاح
حين انطلق "التعمري" كالسهم مرتين في دفاعات ليون، وأسكن الكرة في الشباك ببراعة، استدعى الكل التشابهات الموجودة بينه، وبين نجم ليفربول وأحد أهم لاعبي العالم "محمد صلاح" سواء على مستوى السرعة، أو الإتقان، أو المهارة، أو القوة البدنية والاندفاع.
لكن التشابهات أكثر، بخلاف كونه عربيًا مثل "صلاح"، فالتدرجات في مسيرة "التعمري" شبيهة إلى حد كبير بـ"صلاح"، الذي ارتقى مباشرة من الدوري المصري إلى أوروبا، تدرج في سويسرا ثم إنجلترا، الخطوة التي لا يريد "التعمري" التشابه مع صلاح فيها، انتقل إلى إيطاليا، ثم عاد إلى إنجلترا ليري العالم فنون الكرة بعد أن تطور إلى أقصى درجة ممكنة.
يبدو أن "التعمري" يضع مسيرة "صلاح" نصب عينيه، وهو يصنع التألق في ملاعب أوروبا، ويبدو جيدًا أيضًا أنه يعرف كيف يتغلب على بعض السلبيات في مسيرة "صلاح"، ويبدو أنه مستعد للسير على خطى الملك المصري.