قطرات ماء تكشف تاريخ 150 مليون عام من عمر المحيط
استطاع العلماء البحث في تاريخ آخر 150 مليون سنة من التاريخ البيولوجي، عن طريق تحليل قطرات الماء المحفوظة في بلورات ملح المحيط.
ووفقًا لمجلة "ساينس أليرت" العلمية، تمكن العلماء من خلال تتبع مستوى الليثيوم في "الهاليت"، وهو ملح صخري ذو أصل بحري، من إعادة بناء تاريخ الحركة التكتونية في قاع المحيط.
وقال العالم "مبراهتو ويلديجبرييل" من جامعة بينجهامتو: "هناك ارتباط وثيق بين كيمياء المحيطات وكيمياء الغلاف الجوي، والتغييرات التي تحدث في المحيط، تؤثر وترتبط بما يحدث في الغلاف الجوي".
وأضاف: "لا تحتوي مياه المحيط على الملح فقط، بل إنها خليط كيميائي يحتوي على معادن مختلفة بكميات تعكس العمليات المختلفة التي تحدث في أي وقت".
وحصل الباحثان في الدراسة على عينات "الهاليت" من التكوينات في أنحاء الولايات المتحدة وأفريقيا وأوروبا وآسيا، عن طريق استخدام كيمياء أيونية رئيسة موثقة جيدًا، ثم استخدموا مثقاب ليزر لاستخراج الماء، بمجموع 639 شوائب سائلة من 65 بلورة يعود تاريخها إلى 150 مليون سنة.
اقرأ أيضا : ما السر وراء ثقب الجاذبية العملاق في قاع المحيط الهندي؟ (فيديو)
تحليل العينات
وبعدها تم تحليل العينات لتحديد محتواها من الليثيوم، الذي يعد متتبع للنشاط الحراري.
وذكر الباحثان، أن قطرات الماء الصغيرة تُظهر انخفاضًا بمقدار سبعة أضعاف في تركيز الليثيوم على مدار الـ 150 مليون سنة الماضية، وارتفاعًا مناظرًا في نسب المغنيسيوم إلى الكالسيوم.
وأرجعا ذلك الأمر إلى انخفاض نشاط الصفائح التكتونية وإنتاج القشرة الكوكبية، ما أدى إلى تقليل النشاط الحراري المائي أيضا.
وأضاف الباحثان: "نتيجة لهذا التدهور في النشاط الجيولوجي، لم تؤد النتائج لانخفاض في الليثيوم في الماء فقط. لكن كان من الممكن إطلاق كمية أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".
وتابعا: "في المقابل، يمكن أن يكون هذا قد ساهم في التبريد الذي أنتج العصر الجليدي الأخير، والذي امتد للإطار الزمني ما بين 115000 و11700 سنة مضت. كما توصلوا أيضًا إلى أنه حدث انخفاض في النشاط الحراري المائي خلال نفس الفترة الزمنية".
وأكد الباحثان، أن التحليل توصل لنتائج تفيد بالترابط بين أنظمة الأرض، وأهمية النشاط التكتوني للصفائح في تنظيم الغلاف المائي للأرض والغلاف الجوي.