"أوبنهايمر".. كل ما تريد معرفته عن أيقونة "كريستوفر نولان" الفنية الجديدة
فاجأ عملاق السينما المخرج الكبير كريستوفر نولان الجميع بأحدث إبداعاته السينمائية التي تم طرحها في دور العرض في جميع أنحاء العالم يوم 21 من يوليو الجاري، وهو فيلم أوبنهايمر "Oppenheimer" والذي لقي رواجًا كبيرًا.
ويشتهر "نولان" بأفلامه المثيرة للجدل نظرًا لاتجاهه الدائم في كتابة وإخراج أفلامه إلى مخاطبة العقل وإدخال المشاهد في كثير من التساؤلات، ووضع أحداث غامضة تحتاج للكثير من التركيز والربط لفهمها، وأحيانًا يعجز فئة من المشاهدين عن فهم أفلام "نولان" الفهم الكامل وينتقدونه رغم إعجابهم بالكثير من أفلامه بسبب هذا الأمر.
ولكن يأخذنا هذا العبقري في تجربة جديدة مختلفة هذه المرة، يطرح فيها السيرة الذاتية لعالم الفيزياء النظرية "روبرت أوبنهايمر"، ويقتبس في كتابته للفيلم من كتاب السيرة الذاتية "American Prometheus: The Triumph and Tragedy of J.Robert" والحائز على جائزة "بوليتزر"، والذي قام خلال صفحاته الممتعة الكاتبان "كاي بيرد" و"مارتن شيروين"، برصد حياة هذا العالم الأمريكي الذي كان يدير مشروع مانهاتن في الحرب العالمية الثانية وعرّض العالم للخطر من أجل إنقاذه.
من هو أوبنهايمر أبو القنبلة الذرية؟
لمن لا يعرف "أوبنهايمر"، هو أحد أشهر علماء الفيزياء النظرية في القرن الماضي، ولد في 22 من إبريل 1904، وعاش حياة مليئة بالإنجازات والمساهمات في العلوم، إذ درس الكيمياء في جامعة هارفارد، ثم الفيزياء في كامبريدج وحصل على درجة الدكتوراه وشغل مناصب مهمة مكّنته من المساهمة في مجال الفيزياء النظرية والنووية وميكانيكا الكم.
اقرأ أيضًا: صداقة لا يُجيدها البعض.. 7 أفلام جسدت العلاقة بين الإنسان والحيوان
تم تجنيد "أوبنهايمر" لرئاسة مشروع مانهاتن، فقاد الفريق الذي طور القنبلة الذرية للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، ثم شغل لاحقًا منصب رئيس لجنة الطاقة الذرية الأمريكية، إذ عمل على إبطاء تطوير سباق التسلح النووي مع الاتحاد السوفيتي.
في عام 1954، وُصف "أوبنهايمر" بأنه شيوعي، ومن ثم تم إعفاؤه من الخدمة من الحكومة الفيدرالية، وواصل مساهماته في العلوم كمدرس وعالم فيزياء نظرية رائد.
حصل "أبو القنبلة الذرية" كما كان يلقب على ثلاثة ترشيحات لجائزة نوبل في الفيزياء من عام 1946 إلى عام 1967، إلا أنه لم يفز بأحدهم إلى أن وافته المنية في 22 فبراير لعام 1967.
قصة فيلم أوبنهايمر
الفيلم يدخلنا في حالة نفسية فريدة، ولأول مرة يستخدم "نولان" صيغة المتكلم في كتابة نص الفيلم، ما يعكس رغبته في السرد من منظور بطل الفيلم، مستخدمًا التبديل بين المشاهد الملونة والمشاهد الأبيض والأسود، ليبرز حالته النفسية النابضة بالحياة وتربصها في عقله الواعي، ورؤيته للدمار والخطر الذي ينتظر الجنس البشري، ما يجعل القلب يخفق بشدة وتحتبس له الأنفاس على الرغم من أنه ينقل الفيلم من منظور شخصي ويروي رحلة "أوبنهايمر" في الحياة والصعوبات التي تواجهه فيها، وكذلك مخاوفه التي أهمها خوفه الكبير من المحرقة النووية.
اقرأ أيضًا: أفلام رومانسية حزينة غير مخصصة لأصحاب القلوب الضعيفة
ويدخلنا "نولان" في جدول زمني وأحداث متشعبة منذ المشاهد الافتتاحية، مع إدخاله مشاهد من الذاكرة "فلاش باك" من حياة هذا الذي سوف يصبح "أبو القنبلة الذرية" في المستقبل، ويستعرض دراسته في الجامعة في العشرينات من عمره واضطرابه وتشتت عقله بالكثير من الأفكار، وتتكرر هذه المواقف طوال الفيلم ومراحل عمره المختلفة، ووصوله للحظات تجعله مضطرًا لمواجهة ما اقترفت يداه، في مشاعر قوة وغرور ممزوجة بالندم، مع إخراج وتصوير مذهل يضع الفيلم في سياق مرعب، لما ممكن أن يحدث من دمار هائل بسبب شئ يبدو بسيطًا وصغيرًا، قد يتسبب في نهاية العالم والكوابيس المُرعبة التي بمرور الوقت تزداد حميميتها، في رؤية ساحرة مقلقة عن قدرة البشرية على جلب الكارثة على نفسها من خلال قدرتها على الابتكار وفي نفس الوقت تبرير أي فظاعة.
أبطال فيلم أوبنهايمر
ساهم في بطولة هذا الفيلم العملاق الذي سوف يُشكل أحد أبرز أفلام السيرة الذاتية في السينما العالمية، المتألق "كيليان مورفي" في دور "روبرت أوبنهايمر"، "إيميلي بلانت" التي تجسد شخصية "كاثرين أوبنهايمر"، "مات ديمون" في دور "ليزلي غروفز"، "روبرت داوني جونيور" في شخصية لويس شتراوس، كما شارك مجموعة كبيرة من النجوم أهمهم "فلورنس بيو"، "جوش هارتنت"، "كيسي أفليك"، "رامي مالك"، "كينيث براناه"، "بيني سافدي"، "ديلان أرنولد"، "جوزتاف سكارسجارد"، "ديفيد كروم هولتز"، و"ماثيو مودين".