مخاوف من تأثير انخفاض الأكسجين في المحيطات
كشف فريق علمي، أن مستويات الأكسجين في المحيط الهادي كانت أعلى خلال فترة العصر الميوسيني الدافئ أي منذ حوالي 16 مليون سنة، وذلك رغم أن حرارة الأرض كانت أعلى مما هي عليه اليوم.
ونشرت دورية نيتشر العلمية، دراسة لفريق علمي أمريكي من جامعة روتغرز في ولاية نيوجرسي الأمريكية، تتحدث عن وجود ما يثبت تعرض المحيطات إلى انخفاض في مستوى الأكسجين، الأمر الذي يشكل مخاوف لدى خبراء البيئة من أن يتوسع هذا الانخفاض في الأجزاء الرئيسة من محيطات العالم، ويضر بالحياة البحرية.
وأكدت الدراسة أن محيطات العالم قد شهدت انخفاضا في مستوى الأكسجين الذي يحافظ على الحياة بالمحيطات خلال العقود الأخيرة، وذلك نتيجة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، حيث يؤثر على كمية الأكسجين التي يمكن امتصاصها من الغلاف الجوي.
من جهتها، قالت المؤلفة الرئيسة للدراسة "أنيا هيس": "تظهر دراستنا أن المحيط الهادي الاستوائي الشرقي، والذي يعد اليوم موطنًا لأكبر منطقة تعاني من نقص الأكسجين في المحيطات، كان مليئا بالأكسجين فترة العصر الميوسيني الدافئ".
وأضافت: "وعلى الرغم من أن درجات الحرارة العالمية في ذلك الوقت كانت أعلى مما هي عليه حاليا، فإن هذا يشير إلى أن واقع الأكسجين في المحيطات قد يتغير في النهاية".
اقرأ أيضا : أصوات غريبة في أعماق المحيطات تُحير العلماء
المخاطر تهدد مصايد الأسماك
وحذرت الدراسة من استمرار فقدان الأكسجين في المناطق التي تعاني بالأساس من نقص الأكسجين، الأمر الذي يهدد مصايد الأسماك من خلال تقلص الموائل.
وقام الباحثون خلال تحليلهم للأمر بعزل البقايا المتحجرة لكائنات دقيقة بحجم حبيبات الرمل، والتي تعيش في عمود الماء المسمى "فورامينيفيرا"، وذلك قيل أن يحللوا التركيب الكيميائي لخلايا "المنخربات" التي تعكس المظهر الكيميائي القديم للمحيط.
وكشف الباحثون عن مستويات الأكسجين في رواسب المحيطات القديمة بعدة طرق، منها استخدام نظائر النيتروجين في عملية التحليل، التي تقارن مستويات اليود والكالسيوم وتعطي قراءات دقيقة يمكن أن تفرق بين الظروف المؤكسدة جيدا والظروف معتدلة الأكسجين.
اقرأ أيضًا:هل شاهدت سفينة تيتانيك في قاع المحيط؟
وأظهرت نتيجة التحليل أن رواسب المنطقة المدروسة كانت مليئة بالأكسجين بشكل جيد خلال ذروة الدفء في العصر الميوسيني، واقتربت من مستويات العصر الحديث التي شوهدت جنوب المحيط الهادي.
من جهته، قال أستاذ علوم البحار والأرض في جامعة روتغرز يائير روزنتال: "كانت هذه النتائج غير متوقعة وهي تشير إلى أن فقدان الأكسجين الناتج عن الذوبان والذي حدث في العقود الأخيرة ليست آخر فصول تأثير التغير المناخي على نسب الأكسجين".