"الرجل" في " جنيف للساعات الفاخرة " اصدارات استثنائية تتحدى الازمة الاقتصادية
جنيف-جميلة حلفيشي:
انتهت الدورة الـخامسة والعشرون من معرض "صالون إنترناسيونال دو لا أوت أورلغري"،Salon Intenational De La Haute Horlogerie (SIHH) بجنيف، ولم تنته اصداؤها.
السبب يعود إلى الإصدارات التي تبارت 16 شركة في التفنن فيها، بهدف تلميع صورتها من جهة، ونفض تأثيرات الأزمة الاقتصادية عنها، من جهة أخرى. فالأزمة على ما يبدو تلاعب قطاع المنتجات المترفة، لعبة الغميضة، ما أن تنقشع قليلاً ويتنفس البعض الصعداء، حتى تعود سحابتها لتخيّم على الأجواء من جديد مجهضة فرحتهم.
اليوم، ومع تباطؤ نموّ الاقتصاد الصيني، وتراجع الاقتصاد الروسي وانتكاس اقتصاد الياباني في عام 2014، فإن الكل يتوخّى الحذر وينتظر ما ستؤول إليه الأحوال. وما يزيد الأمر سوءاً، تزايد قوة العملة السويسرية، ما يعني تاريخياً نتائج سلبية بالنسبة لعائدات "ريشمون" المالكة للشركات الست عشرةالمشاركة في المعرض.
في هذا الصدد، تعلق فابينيل لوبو، رئيسة "فونداسيون دو لا أوت أورلغري"، المؤسسة المعنية بتنظيم المعرض السنوي بجنيف، قائلة إنه من حق "الأسماء الكبيرة أن تشعر بالتفاؤل، لكن هذا لا يمنعها من أن تكون حذرةأيضاً، بسبب عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي العالمي"، مضيفة أن قطاع الساعات شهد نمواً في صادراته تراوح بين 2% و3% خلال عام 2014". وتضيف: "رغم أن هذا النموّ أقل من الأعوام السابقة، فإنه يظل إيجابياً في ظل الأوضاع الحالية". ما تقصده فابينيل هو عدم تأثر جانب الساعات الفاخرة تحديدا،فهو لا يزال يشهد نمواً متسارعاً بمعدل 8% تقريباً، حسب التقديرات، فيما تشهد الساعات الأخرى اهتماماً لا يستهان به من الصناع السويسريين، الذين يعقدون آمالهم على تنامي الطبقة الوسطى الصينية، والدور الكبير الذي ستلعبه في إسنادهم على المدى البعيد.
لحسن الحظ، ان الحذر والتذبذبات الاقتصادية والسياسية، لم تنعكس على رغبة الصناع في تقديم إصدارات تعكس قدراتهم التقنية، وتحطم أرقاماً قياسية في التعقيدات الجديدة والتصاميم المبتكرة.
و فيما يلي مجموعة منتقاة تسلط الضوء على وضع صناعة الساعات في عام 2015 وما يمكن للرجل أن يحلم به أو يقتنيه:
- بانيراي لومينور سبمرسيبل 1950 كاربوتيك 3 دايز أوتوماتيك Panerai LUMINOR SUBMERSIBLE 1950 CARBOTECH TM 3 DAYS AUTOMATIC )
تتمثل أحدث مغامرات "بانيراي أوفيشيني" في استعمال "كاربوتيك" ، وهي مادة مركبة تعتمد على ألياف، تظهر من خلال ساعة الغطس الشهيرة "بانيراي لومينور سبمرسيبل 1950 كاربوتيك". تجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى، التي تنتج فيها الشركة نموذجاً ينتمي إلى مجموعة سبق صدورها في خمسينات القرن الماضي من دون إطار معدني، وإنما اعتمدت بدلاً من ذلك على مادة مركبة من ألياف الكربون أطلقت عليها "كاربوتيك"، تُصنع من خلال ضغط رقائق من ألياف الكربون مع أحد الأنواع الرفيعة المستوى من البوليمر يعرف بـ "بولي إيثير إيثير كيتون"، يربط بعضهما ببعض، ويخلق مادة خفيفة الوزن وفائقة القوة مضادة للتآكل. تمنح هذه العملية لمسة نهائية متفاوتة من الأسود غير اللامع على كل ساعة، ما يعني أنك لن تجد ساعتين تتّسمان بالشكل ذاته. وتتميّز ساعة "بانيراي" الأوتوماتيكية بقدرتها على تخزين الطاقة لمدة 72 ساعة.
"أمبيرادور كوسّين توربيون سكيلتن" Piaget EmperadorCoussin Tourbillon Skeleton
برز اسم بياجيه مرة أخرى في المعرض داراً مصنعة للحركات المتطورة ذات الهيكلية البالغة الرقّة. ساعتها من طراز أمبيرادور كوسّين1270S، الاوتوماتيكية أكبر دليل على هذا، إذ احتلّت المركز الاول في العالم برقتها. فهي تأتي بعلبة لا تكاد تبلغ سماكتها 8.85 ملليمتر، وتنتمي إلى مجموعة ساعات بلاك تاي التي تجسّد معايير جمالية معاصرة، وتعمل بآلية توربيون لتتناسب مع علبة ذات شكل وساديّ يضج بالذكورة. تحتضن العلبة العديد من التعقيدات الوظيفية الأساسية من أبسط الحركات إلى أكثرها تعقيداً، بما فيها أول توربيون بهيكلية فائق الرقة يعمل بآلية تدوير اوتوماتيكية من إنتاج دار بياجيه، بينما معظم الحركات الهيكلية الموجودة في السوق هي يدوية التدوير. وقد تطلبت هذه المعايرة الاستثنائية ما لا يقلّ عن ثلاث سنوات للتمكّن من دمج 225 جزءاً ضمن مساحة بالكاد يبلغ ارتفاعها 5.05 ملليمتر.
روجيه دوبوي Excalibur Spider:
احتفلت الشركة بـ" الجمال الهيكلي" من خلال تشكيلة جذّابة من موديلات أكسكاليبور، وتحديداً ساعة أكسكاليبور سبايدر Excalibur Spiderالمهيكلة بتوربيون محلقة والأولى في العالم مع إطار مطاطيّ مرصّع بالجواهر.تتميّز التشكيلة بعلبة مستديرة وإطار أخدوديّ وأجزاء ثلاثية ناتئة من علبة الساعة، يرتبط بها السوار ممّا يجعل منها رمزاً لنهجٍ مميّز وغير تقليدي في مجال صناعة الساعات، إضافة إلى استخدام مواد حديثة مثل التيتانيوم الأسود المكسوّ بمادة الكربون دي.أل.سي، ما يضمن ملمساً خفيفاً وممتعاً على المعصم.من بين الميزات الكثيرة التي تتمتع بها هذه الساعة أيضا، حلقات العدّاد المحيطة بالتوربيون المزدوجة وعقارب الثواني ذات التصميم الشبيه بعدّاد السرعة في السيارات، ممّا يعزّز أسلوب هذا الموديل المستوحى من سيارات السباقات. أما لتعزيز القراءة ليلاً ونهاراً، فتأتي أطراف العقارب والبراغي المثبّتة على الواجهة العليا معزّزة بتقنية سوبر لومينوفا.
-ارميجياني فلوريه Tonda 1950
تفخر الشركة هذه السنة بموديل "توندا" Tonda 1950الذي يزدان بأجمل التشطيبات التي تتقنها الشركة، ويلتزم بها عدد ضئيل جداً من دور الساعا ت. كما تفخر باستعمالها الحجر النيزكي في المينا، ويأتي بلونالأزرقالحبشيأوالأسودممايجعلشكلهاجديداً. أضف إلى ذلك أن الحجر النيزكي المستعمل فيها أقسى بكثير من الحجر الطبيعي، ورغم أن تكوينه المعدني يتميّز بعد التناسق، نجح حرفيو الدار في تطويعه في عدد محدود من الساعات، المصنوعة من التيتانيوم، لإكسابها وزناً خفيفاً. هذا التميّز انعكس كذلك على دقة آلية الحركة PF 701الفائقة التسطح وأبعاد الهزاز المركزي المصنوع من البلاتين الذي يبلغ سمكه 2.6 مم، بينما يصل سمك جسم الساعة كلها7.8 مم، ما يجعلها تنتمي إلى الساعات النحيفة والفائقة التسطح.
فاشرون كونستانتين هارموني كرونوغراف vacheronconstantin Harmony tourbillon chrono
تحتفل شركة "فاشرون كونستانتين"، هذا العام بمرور الـ260 على تأسيسها. ونظراً لأهمية المناسبة تحتفل الشركة بإطلاق مجموعة"هارموني" التي كانت قد أطلقتها في العشرينات من القرن الماضي، لكنها ترجمتها لعام 2015 في نسخ جديدة مبتكرة شكلاً ومعقدة جوهراً، وهو ما يؤكد تصريح الشركة أنها بدأت في تصميمها منذ عام 2008.
ومن المقرر أن تطرح في البداية عدداً محدوداً لا يتعدى سبعة موديلات، تضم كرونوغراف بمحرك دفع واحد، ما يجعلها أول ساعة من نوعها تضمكرونوغراف كاليبر "جنيف ميزون"، إضافة إلى مقياس للنبضات حول حافة مينا الساعة، يحمل خاتم "بوانسون دي جنيف" للجودة.
آي دبليو سي بورتوغيزير أنيوال كالندر IWC_PG Annual Calendar
تعدّ مجموعة "بورتوغيزير" من أكثر ساعات "آي دبليو سي شافهاوزن" شهرة ونجاحاً، كما يعدّ هذا عامها الـخامس والسبعين. بهذه المناسبة تحتفل الشركة بإطلاق ثمانية تصميمات جديدة، بينها أول ساعة تقويم سنوي تنتجها الشركة.
استغرق تطوير هذه الساعة خمس سنوات، وتمتاز بقدرتها على عرض الشهر والتاريخ واليوم في نوافذ منفصلة شبه دائرية توجد عند علامة الساعة 12. وتستلزم هذه الساعة تعديلها مرة واحدة سنوياً عند نهاية فبراير / شباط، وهي عملية تتمّ عبر استخدام زر التاج. تمتعها بكاليبر 52850 يجعلها ذات قدرة مذهلة على حفظ الطاقة تستمر لسبعة أيام، كما هو موضح على المينا.
في إطار الاحتفال ايضاً، قررت الشركة تغيير اسم الساعة إلى "بورتوغيزير" عوض "بورتيغيز" سابقاً.
- روتوند دي كارتييه غراند كومبليكاسيون
Rotonde De Cartier GRANDE COMPLICATION
أنتج قسم صناعة الساعات الرفيعة المستوى التابع لـ"كارتييه" أكثر الساعات تعقيداًلحد الآن بالنسبة للدار، وهي "روتوند دي كارتييه غراند كومبليكاسيون" بعيار 45 ميليمتر وإطار مصنوع من البلاتين. تم إدماج ثلاثة تعقيدات في هذه الساعة، مكرر دقائق وتقويم لسنوات عديدة وتوربيون سريع الحركة. كل هذا داخل إطار بسمك 5.49 ميليمتر. لذا ليس من المثير للدهشة أن نعلم أن تصنيع القطعة الواحدة يستغرق 30 أسبوعاً.
-بوم أند ميرسييه CLASSIMA وغيرها
تعيد الشركة إطلاق مجموعة ساعات "كلاسيما" CLASSIMAللرجال،
والجيل الشاب المتطلع لدخول عالم الساعات الفاخرة.
بتصميمها العصري تعكس الساعة نظرة مستقبلية، في إصدارين، أحدهما من الستانلس ستيل والثاني من لَونين، ويبلغ قطر علبتها 40 مم.
كشفت الدار ايضاً عن تعقيدات صغيرة ومهمة، في مجموعاتها الأخرى مثل "كليفتون" Clifton، لاسيما ساعة Clifton Big date and Power Reserve، بينما أضيف إلى مجموعة هامبتون Hampton موديلان جديدان مجهّزان بمعايرة أوتوماتيكية ميكانيكية سويسرية، مع الإشارة إلى أنّ الجوانب المستدقة بعض الشيء والأقراص التي خضعت للمسات نهائية راقية، تبرز بأناقة طابعها وتميّزها.
- ساعة "زايتوويرك مينت ريبيتر" Zeithwerk Minute Repeater من "أ.لانغة أند صونة"
وهي ساعة تفتح لعهد جديد في عالم الساعات بصوتها الرنان، وتصميمها الذي يجمع بين شاشة رقمية وميكانيكية في الوقت ذاته، ومعيد دقائق عشري للمرة الأولى. ويمكن القول إنها أول طراز من "أ.لانغة أند صونة" مزود بآلية دق تطلق تنبيها للإشارة إلى الساعات والفترات الزمنية كل عشر دقائق. وتعمل الترنيمة الصوتية بدقة عالية عندما تُشغل آلية الدق من خلال الزر الذي يعمل بالضغط، ينطلق بعده صوت بنغمة منخفضة كل ساعة منقضية، وبنغمة مزدوجة لكل فترة عشر دقائق منقضية، وبنغمة عالية لكل دقيقة منقضية. ويتم عرض الوقت بواسطة نافذة لساعات وقرصين للدقائق بدلاً من العقارب. وهناك ثلاثة لوالب متصلة بعناصر العرض الميكانيكية التي تشير بشكل مستقل إلى عدد الساعات والدقائق التي يشار إليها صوتياً.
-مون بلان تايم ووكر أوربان سبيد إي ستراب TimeWalker Urban Speed e-Strap
هذا العام هو عام الساعات الذكية بامتياز، بالنظر إلى الاهتمام الذي أثارته ساعة شركة "أبل" في عام 2014. ثم جاءت شركة "مون بلان" لتؤكد الأمر في عام 2015 من خلال ساعتها "تايم ووكر أوربان سبيد إي ستراب"، وهي ساعة ذكية تبدو مألوفة بإطارها المصنوع من الصلب المقاوم للصدأ وحافة مصنوعة من السيراميك ومزودة بحركة كرونوغراف ميكانيكية أوتوماتيكية، لكنها تسجل لفصل مهم في دار "مون بلان" ، كأول علامة تجارية فاخرة تجمع بين التقنيات القابلة للارتداء والساعات .