"المجد للساعين".. حكايات ملهمة لشخصيات مشهورة تحدت الظروف وحققت أهدافها
من رحم المعاناة يولد الأمل، والفشل لا يعني نهاية الطريق، بل على العكس، يمكن أن تكون المشكلات والعقبات التي تعترض أولى خطواتك، هي ما تعطيك القوة اللازمة للاستمرار والتقدم والوصول إلى كل ما تريد.
بداية من "شاعر المهجر" إيليا أبو ماضي، وصولاً لسليمان الراجحي أحد أغنى رجال العالم، و"فخر العرب" محمد صلاح، هناك قصص نجاح غريبة عديدة بين الماضي والحاضر، تؤكد أن النجاح يأتي لهؤلاء الساعين نحوه.
قصص نجاح ملهمة
شهد العالم على مر التاريخ الكثير من قصص النجاح، والتي تُصنف تبعًا للمسيرة الشخصية، والظروف التي نشأ فيها كل فرد، فنجد أن هناك قصص نجاح غريبة، قصص نجاح شخصيات مشهورة، قصص نجاح بعد فشل، ولكن أغلبها "قصص نجاح ملهمة" يجب التأمل في تفاصيلها، ومن أبرز هذه القصص.
محمد صلاح
يُعد المصري "محمد صلاح" نموذجًا لقصص النجاح في الحياة، وأحد النماذج الملهمة التي تعطينا بارقة أمل، وتخبرنا أنه لا حدود للنجاح يجب التوقف عندها، وأنه ما زال هناك دائمًا فرصة للحلم وتحقيقه.
لم تكن نشأة صلاح تنبئ بهذا النجاح الكبير، فقد عانى كثيرًا بسبب سوء أوضاع عائلته المادية، والتى أثرت بشكل كبير على دراسته، وكادت أن تمنع موهبته من البزوغ، لكنه تحدى الظروف، ولعب كرة القدم منذ طفولته في أندية صغيرة مغمورة، ثم انتقل إلى فريق المقاولون العرب، ومنه انتقل إلى نادي بازل السويسري الذي بدأ معه رحلته نحو صناعة المجد في القارة العجوز منذ عام 2012.
اقرأ أيضًا: سؤال وجواب عن النجاح والطموح
ساهم تألقه محليًا وقاريًا في جعل مسؤولي نادي تشيلسي الإنجليزي العريق يتعاقدون معه في عام 2014، ولكن لم يكن يشارك بكثرة فذهب في إعارة إلى نادي فيورنتينا الإيطالي، وظهر معهم بمستوى رائع، ثم تمت إعارته بعدها إلى نادي روما الإيطالي، وهناك أظهر "صلاح" مهارة وأداء رائع، فقرر النادي شراءه، وأصبح أحد هدافي الفريق، ما جعل نادي ليفربول الإنجليزي في عام 2017 حريصًا على التعاقد معه في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 42 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ النادي الإنجليزي.
تضاعف سعر اللاعب المصري بعد نجاحه الكبير، وحصوله على جميع الألقاب الفردية الممكنة في الدوري الإنجليزي، والقارة السمراء لمواسم متتالية، والمنافسة على الدوري الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا، وهما البطولتان الأعرق اللتان استطاع ليفربول تحقيقهما بعد غياب لسنوات بفضل الأسطورة العربية "محمد صلاح"، كما أنه ساهم مع الفريق بالتسجيل والصناعة، ما جعله يتربع على عرش الكرة الأوروبية كأحد أفضل 5 لاعبين في العالم، بل وتحطيم أرقام قياسية عالمية صمدت لسنوات، حتى جاء وقت تحطيمها من قبل فخر العرب "محمد صلاح"، الذي يعطي درسًا مهمًّا لكل من يلوم على الظروف، وتعد قصته أحد قصص نجاح غريبة وقصص نجاح من الصفر التي تُلهم الكثير من الشباب.
اقرأ أيضًا: 10 أفلام أجنبية ملهمة تُكسبك مقومات النجاح (فيديو)
سليمان بن عبد العزيز الراجحي
هناك قصص نجاح ملهمة سعودية كثيرة، وتُعد قصة "الراجحي" واحدة من أبرز قصص النجاح من الصفر لأحد رجال الأعمال السعوديين البارزين.
نشأ سليمان بعد عبد العزيز الراجحي في عائلة فقيرة، وكان يسعى منذ طفولته للعمل، وجني الأموال ومحاولة التجارة، وفي شبابه افتتح دكانًا صغيرًا، وظل يعمل به، وكان يحقق أرباحًا كبيرة فقرر فتح دكانًا ثانيًا، وهو ما ساعده في التوسع في التجارة، ثم دخل مجال العقار، ونجح فيه واشتهر داخل وخارج المملكة، وعاد للعمل مع أشقائه، وأسس شركة "الراجحي للصرافة والتجارة"، مع إضافة نشاطات خاصة بالعقار الذي كان ناجحًا فيه.
اقرأ أيضًا: 6 نصائح لتحقيق النجاح في ريادة الأعمال
اجتمع "سليمان" مع إخوته وطرحوا فكرة البنك الإسلامي، وتمت الموافقة عليه عام 1988، وأُسس شركة "الراجحي المصرفية للاستثمار" والتي شارك بها أكثر من 130 مؤسس بدفع ما يقرب من الـ 300 ألف ريال، وتم التوسع مجددًا وإنشاء فروع في المملكة وصل عددها إلى 500 فرع.
استمر "الراجحي" في الاستثمار والمشاركة في المشروعات الصناعية والزراعية، وساهم في كثير من الأعمال الخيرية، وأنشأ مؤسسة باسمه تدعم المؤسسات غير الربحية في كل المجالات، وأصبح سليمان الراجحي واحد من أشهر رجال الأعمال العرب، وأكبرهم ثروة إذ وصلت ثروته لذروتها حيث بلغت حوالي 5.9 مليار دولار.
لم يتوقع أحد يومًا أن يحقق سليمان الراجحي هذا النجاح، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى تصنيف مسيرته ضمن قصص نجاح غريبة والمحفزة للشباب حول العالم.
غابرييل غارسيا ماركيز
تُعد قصة نجاح الكاتب الكولومبي الشهير "غابرييل غارسيا ماركيز" إحدى قصص النجاح المؤثرة على الإطلاق، والتي تُبرز دور المرأة في مساندة ودعم زوجها.
وعانى "ماركيز" منذ نشأته، إذ كان الأخ الأكبر لـ 12 طفلا، ونشأ في كنف جده، لكنه عاش حياة فقيرة تعرض خلالها للكثير من المعاناة، لكنه لم يكن يعلم أنه على موعد مع النجاح، الذي سيجعل اسمه معروفًا في جميع أنحاء العالم.
بعد زواجه عكف "ماركيز" على كتابة روايته الشهيرة "مائة عام من العزلة"، وفي أحد الأيام وحين انتهى من كتابتها ذهب هو وزوجته "ميرسيدس بارشا" لإرسال الرواية، لكن الأموال التي كان يملكها آنذاك لم تكف سوى لإرسال نصف الرواية، ولم يكن لديه ما يبيعه أو يرهنه.
نشب صراع المحبة بين الزوجين، إذ أرادت زوجته رهن خاتم زواجه، وإرسال النصف الآخر من الرواية، فيما أراد هو رهن الآلة الكاتبة.
استيقظ "غابرييل" في أحد الأيام ليجد زوجته قد رهنت خاتمها، وأرسلت النصف الآخر من الرواية التي بيع منها أكثر من 20 مليون نسخة حول العالم، وتُرجمت إلى 21 لغة، وجعلته أحد الحاصلين على جائزة نوبل للسلام، ما يجعل قصة نجاحه ضمن قصص نجاح غريبة.
جيمي فاردي
لاعب كرة القدم الإنجليزي، ومهاجم نادي ليستر سيتي، ولد في 11 يناير 1987، وشهدت طفولته الكثير من المعاناة، وتحمل الألم ولكنه استطاع أن ينجو من الانكسار، وتحول إلى شخص ناجح ومثال ملهم بمساعدة ملهمته الساحرة المستديرة كرة القدم التي كان يمارسها منذ صغره.
وعلى الرغم من تعرضه للرفض في سن السادسة عشر، ووصفه بأنه غير مناسب لهذه اللعبة، إلا أنه ظل يحاول رغم ممارسته العديد من الوظائف المرهقة، والتي أدت إلى انحناء ظهره، ولكنه كان حريصًا على ممارسة رياضته المفضلة في أوقات الفراغ، إلى أن عاد مرة أخرى للعب في أندية مغمورة منذ عام 2007 وحتى عام 2012 عندما وقع لناديه الحالي ليستر سيتي.
أصبح جيمي فاردي أحد أهم هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز في العصر الحديث، وحقق مع ليستر سيتي ما يشبه المعجزة عندما قاد الفريق في عام 2014 لتحقيق لقب الدوري الممتاز، وفوزه بجائزة هداف المسابقة، ليصبح أكبر اللاعبين سنًا في التاريخ يفوز بالجائزة، واستمر عطائه معهم ورفض الاحتراف، ليسطر اسمه كأحد أساطير النادي، ما جعل قصة نجاحه ضمن قصص نجاح غريبة.
قصة نجاح بعد فشل دراسي
يتفق الجميع أن النجاح في الدراسة يؤثر بشكل كبير على النجاح في الحياة، والوصول إلى نجاحات كبيرة، ولكن هناك أمثلة منذ زمن بعيد وحتى عصرنا الحديث تثبت عدم صحة هذا الاعتقاد دائمًا، فقد حقق العديد من الأشخاص نجاحات كبيرة، على الرغم من فشلهم الدراسي، بل وأصبحوا شخصيات مشهورة ومؤثرة في حياتنا وهو ما يعتبره البعض قصص نجاح غريبة.
اقرأ أيضًا : كتب تساعدك على النجاح في حياتك المهنية
توماس أديسون
تُجسد السيرة الذاتية لـ "توماس أديسون" إحدى قصص نجاح العظماء وقصص نجاح غريبة، وذلك نتيجة لتأثيره الفعال، ومساهمته في حياتنا بعد اختراعه للمصباح الكهربائي الذي يستخدمه الجميع حتى يومنا هذا.
حينما ننظر إلى نشأته نجد أنه على الرغم من ذكائه وموهبته الفطرية وهو طفل، إلا أنه لم يستطع أن يتمم دراسته، وتم فصله، ونعته بأنه الأغبى بين زملائه، وأبلغوا والدته بفشله، ولكنه كان محظوظًا بأنها كانت مؤمنة بقدراته، واعترضت على تحطيم ولدها، وشجعته على أن يصبح شخصًا ناجحًا.
اقرأ أيضًا: 10 عوامل مهمة تساعدك على النجاح الوظيفي
بعد مرور سنوات وبعد محاولات ومحاولات من توماس أديسون تحقق ما كانت تؤمن به والدته، إذ استطاع التوصل لاختراعه الذي أنار العالم، وأعطانا درسًا مهمًا بأن الفشل الدراسي ليس مقياسًا للفشل في الحياة، وأن علينا المحاولة مرارًا وتكرارًا لأنه لا يوجد نجاح دون محاولة.
إيليا أبو ماضي
الشاعر اللبناني الذي يتم تدريس سيرته وقصائده في مناهج الوطن العربي حتى الآن إيليا أبو ماضي، يُعد أحد أهم شعراء المهجر في القرن العشرين، الذي عانى كثيرًا في صغره خاصة بعد تعرضه للفشل الدراسي وتركه المدرسة بعد دراسة الابتدائية فقط، بالإضافة لمعاناة أسرته من الفقر الشديد، واضطرارهم إلى الهجرة، والتنقل بين العديد من البلدان أهمها مصر وأمريكا.
اقرأ أيضًا: 5 خطوات تساعدك على بدء رحلة النجاح المالي
عمل "أبو ماضي" في سن صغير مع عمه في دكان في مدينة الإسكندرية يبيع التبغ والسجائر، والتقى في هذا التوقيت بشخص يعمل في مجال الكتابة، ساعده على العودة، وإكمال تعليمه بنفسه، وشجعه على القراءة، وتعلم النحو والصرف باعتماده على نفسه أو الذهاب إلى الكتاتيب، وبدأ بعدها مسيرته الحافلة في الأدب والصحافة، وأصدر العديد من الدواوين والقصائد التي أثرت في ثقافتنا، ولاقت نجاحًا عظيمًا وخلّدت اسمه بحروف من ذهب، وعُرفت قصته في العالم أجمع كأغرب قصص النجاح المؤثرة، ذلك بالإضافة إلى كونها ضمن أكثر قصص نجاح غريبة مؤثرة في العالم.