الأعنف والأكثر شراسة.. تاريخ الزلازل بتركيا وأسباب حدوثها
الزلازل إحدى أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا، حيث أدت لانهيار دول عظمى وأودت بحياة الملايين، على مدار قرون، فضلاً عما يعقبها من انهيارات أرضية وموجات تسونامي.
وتُعد تركيا واحدة ضمن أكثر 10 دول عُرضة للزلازل عالميًّا، بسبب موقعها الجغرافي، حيث تسجل تاريخًا مؤلمًا من الهزات الأرضية التي قضت على مدن بأكملها.
تاريخ الزلازل في تركيا
تركيا من أكثر الدول تعرضًا للزلازل عبر التاريخ، التي أودت بحياة الآلاف، وسببت خسائر مادية بمليارات الدولارات، ومن أبرزها:
زلزال قهرمان مرعش 2023
استيقظ العالم أجمع يوم الاثنين 6 فبراير 2023، على زلزال قوي، بدأت أولى ضرباته في جنوب تركيا الساعة 4:17 صباحًا بالتوقيت المحلي بقوة 7.8 ريختر.
فيما جاءت الضربة الثانية من الزلزال بقوة 7.5 درجة، بمنطقة إيكين أوزو قربِ مدينة كهرمان مرعش، ووصلت الهزتان إلى سوريا، التي توفي فيها الكثير من المواطنين.
اقرأ أيضًا: «سيئ السمعة».. ماذا قال «CHATGPT» عن العالم الهولندي متوقع الزلازل؟
وصل عدد ضحايا ذلك الزلزال بتركيا وسوريا لنحو 50 ألفًا، فيما أصيب 120 ألف شخص، إضافة إلى الكثير من الخسائر والكوارث التي تبعته.
زلزال أزمير 2020
في يوم الجمعة 30 أكتوبر 2020، وقعت هزات أرضية عنيفة بقوة 6.6 ريختر، في ولاية إزمير على ساحل بحر إيجة، أدت لانهيار العديد من المباني السكنية، أسفر عنها وفاة 117 شخصًا، وأصيب 1034 آخرون.
زلزال فان 2011
في الثالث والعشرين من أكتوبر 2011، شهدت منطقة "تبانلي" بمدينة "فان" أحد الزلازل المدمرة، التي حصدت روح 604 أشخاص خلال 25 ثانية، بقوة 7.2 ريختر، فيما تم إنقاذ 222 شخصًا من بين الحطام.
ويُعد زلزال "فان" أحد أقوى وأعنف الزلازل في تاريخ الجمهورية التركية.
اقرأ أيضًا: شركة روسية تبتكر سريرًا يقاوم الزلازل
زلزال غوجلوك 1999
زلزال غولجوك أو زلزال إزميد أو زلزال مرمرة، وقع صباح يوم 17 أغسطس 1999، الساعة 03:02 بالتوقيت المحلي بقوة 7.5 درجة، تسبب في خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
شعرت بالزلزال منطقة مرمرة بأكملها، من أنقرة إلى إزمير، وبحسب التقارير الرسمية، قُتل نحو 18 ألف شخص، وأصيب نحو 44 ألفًا، وتضرر 120 ألف منزل، وتشريد نحو ربع مليون شخص، بخسائر مادية قُدّرت بـ6.5 مليار دولار.
زلزال أرضروم 1983
في 30 أكتوبر 1983 اهتزت أرضروم، ما أسفر عن مقتل 155 ألف شخص وإصابة 537 شخصًا بجروح، وفُقد أكثر من 30 حيوانًا في هذا الزلزال الذي بلغت قوته 6.9 درجة وفقًا لمقياس ريختر، إضافة لانهيار مئات المنازل.
زلزال أرزنجان 1939
أحد أقوى الكوارث في تاريخ الزلازل التركية، بلغت قوته 7.8 ريختر، فيما بلغ عدد القتلى 33 ألف شخص، إضافة إلى الكوارث التي تبعته.
إذ أثر على أرزنجان و11 مدينة أخرى، فدمر جسر سكة حديد المدينة، وتحطمت خطوط التلغراف، وانقطعت العلاقة بأكملها مع محيط أرزنجان تمامًا.
اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة تحذر من تسونامي عملاق سيضرب المدن الساحلية في هذا الموعد (فيديو)
ومن أبرز الكوارث التي سببها زلزال أرزنجان، موجات التسونامي بالبحر الأحمر، بارتفاع وصل إلى ثلاثة أمتار، عطلت جهود الإغاثة.
زلزال أنطاكية 526
على مدار قرون، كانت مدينة أنطاكية التركية التي أسسها الإسكندر الأكبر عام 300 قبل الميلاد عُرضة للزلازل المُدمرة.
فشهدت المدينة، أحد أقوى الزلازل أودى بحياة حوالي 250 ألف شخص، وأعقبه حريق دمر معظم المباني التي خلفها الزلزال.
قُدرت قوة زلزال أنطاكيا في 29 مارس لعام 526 ميلاديًا بـ7.0 ريختر، لتستمر الهزات الارتدادية بعده طيلة 18 شهرًا.
أضر الزلزال بالمباني بشكل بالغ، وقيل إن البيوت المبنية قرب الجبل فقط هي التي نجت.
ومع ذلك، فإن معظم الأضرار كانت نتيجة الحرائق التي استمرت لعدة أيام في أعقاب الزلزال مباشرة، والتي تفاقمت بسبب الرياح.
اقرأ أيضًا: قتلت الملايين ودمرت الدول.. تعرف على أقوى الزلازل في التاريخ
أسباب تعرض تركيا للزلازل المدمرة؟
يرجع تاريخ الزلازل في تركيا إلى موقعها الجغرافي، إذ تقع في واحدة من أكثر الأماكن النشطة زلزاليًا في العالم، خصوصًا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، ضمن الثلاث صفائح التكتونية، بين الصفيحة العربية، التي تتجه شمالاً منذ ملايين السنين بحوالي بوصة واحدة سنويًا، والصفيحة الأوراسية التي تضم معظم أوراسيا، وتُعرف بطبيعتها الثابتة.
وبينما تتجه الصفيحة العربية نحو الشمال وتُعيق الصفيحة الأوراسية مجال الحركة بسبب ثباتها، يحدث ضغط لتركيا التي تقف على خطوط صدع، وبالتالي تحدث الزلازل باستمرار وفقًا لموقع "ذا كريشن ساينس مونيتور".
ويكون أكثر خطوط الصدع تأثرًا هو الخط الواقع شمال الأناضول، الممتد جنوب مدينة إسطنبول، وعلى طول الطريق إلى شمال تركيا.
الكوارث الطبيعية في تركيا
ليست الزلازل الكارثة الطبيعية الوحيدة التي تشهدها تركيا، لكن هناك مجموعة من الكوارث التي تقع على أرضها ومنها:
الفيضانات التركية
تواجه تركيا عقب ضربات الزلازل القوية، الفيضانات أو موجات التسونامي، التي تؤدي إلى إغراق المدن، وينتج عنها العديد من حالات الوفاة.
أشهرها فيضانات 2023 عقب شهر واحد من زلزال تركيا وسوريا، إضافة إلى الفيضانات المفاجئة مثل سلسلة 2009 حول إسطنبول.
حرائق الغابات التركية
شهدت تركيا العديد من حرائق الغابات التي تحدث نتيجة للطقس الحار والجاف، ومنها واقعة الأشهر الأولى من عام 2020م، حيث دمرت 16 ألفا و441 هكتارا من الغابات، فضلا عن أكثر من 100 حريق في غابات المحافظة الجنوبية من البلاد عام 2021.