هل تستحق حواسيب «كروم بوك» الاقتناء في 2023؟ إليك المزايا والعيوب
«أجهزةٌ ضعيفةٌ»، سُمعةٌ سيئة ارتبطت بحواسيب «كروم بوك»، بعدم قدرتها على أداء أي وظائف حقيقية في عالمنا السريع، وذلك لأن حتى تصفح الإنترنت واستخدام المواقع أصبح يتطلب حاسوبًا ذا مواصفات قويّة.
لكن هذه السمعة وليدة الأمس والأفكار القديمة الشائعة عن حواسيب كروم بوك في السابق، ستتغير اليوم، حيث أضحت حواسيب قوية، قادرة على المنافسة في الكثير من المجالات، وحتى الحلول مكان أجهزة الحاسوب المنزلي المعتادة.
كما تتمتع بمزايا لم تكن موجودة للحواسيب المحمولة المعتادة، التي يتجه إليها الكثير من المستخدمين، ولكن هل يكفي هذا لكي تصبح اختيارًا جيدًا للاقتناء في عام 2023؟
ماهي حواسيب كروم بوك؟
قبل البدء في الحديث عن حواسيب كروم بوك ومزاياها المتعددة، يجب الحديث عن هذه الحواسيب، وما الذي يفرق بينها وبين الحواسيب المعتادة.
للإجابة على هذا السؤال، لن نحتاج للنظر أبعد من اسمها، إذ إن حواسيب «كروم بوك»، تعتمد بالكامل على نظام تشغيل منفصل خاص بها يدعى ChromeOS، مبني على متصفح جوجل كروم.
ورغم أن هذا النظام يستطيع أداء الكثير من الوظائف التي تؤديها الحواسيب المحمولة المعتادة، وتعتمد على أنظمة التشغيل المختلفة مثل ويندوز أو لينكس أو حتى ماك، فإنّه يختلف عنها في الجوهر.
نظام تشغيل كروم لا يتيح لك تثبيت التطبيقات المعتادة، ويعني ذلك أنك لن تستطيع تحميل ملف من على الإنترنت، من أجل تثبيت التطبيق بشكله المعتاد.
لكن بدلاً من ذلك، تستطيع تثبيت نسخة الويب من هذا التطبيق، ونسخة الويب هي نسخة من التطبيق طورت خصيصًا لتعمل عبر موقع على الإنترنت، أو واجهة يمكنك الوصول إليها من أي حاسوب، مهما كانت مواصفاته وتشغيل التطبيق عبره.
ويمكنك اعتبار حزمة Google Drive أو حتى تطبيق Canva تطبيقات ويب، بدلاً من كونها تطبيقات معتادة، لأنك تستطيع الوصول إليها بسهولة ومباشرةً عبر أي جهاز إلكتروني تمتلكه.
بالطبع، توجد بعض التطبيقات القليلة التي يمكن تثبيتها مباشرةً على حاسوب كروم بوك، لكنها في العادة تكون جزءًا من واجهة الويب الخاصة بالتطبيق، مثل تطبيق Steam لتشغيل الألعاب مثلًا.
يعد استخدام تطبيقات الويب هو الفارق الأكبر والأهم بين حواسيب كروم بوك وبقيّة الحواسيب المحمولة وأنظمة التشغيل، لأنك لا تحتاج إلى مواصفات قوية لتشغيل تطبيقات الويب، ومن ثم يمكنك تثبيت النظام على أي حاسوب مهما كانت مواصفاته.
اقرأ أيضًا: مواصفات وأسعار لابتوب سامسونغ Galaxy Book3 Ultra
تطبيقات الويب أصبحت جزءًا كبيرًا من استخدامنا للإنترنت، وهي تطبيقات يعتمد عليها الملايين يوميًّا في عملهم وحياتهم اليومية، لذلك يمكنك استبدالها ووضعها بدلًا من التطبيقات المعتادة، دون أن تخسر الكثير من المزايا والوظائف التي تحتاج إليها.
أهم مزايا حواسيب كروم بوك
الميزة الرئيسة التي تحاول الشركات تسويق حواسيب كروم بوك عبرها، أنها تأتي بسعر مخفض مقارنةً مع منافسيها، لذلك تعد حواسيب اقتصادية مناسبة للجامعة والتلاميذ بشكل عام.
لكن الحقيقة أبعد من ذلك، إذ أن حواسيب كروم بوك الأغلى ثمنًا تأتي في تصميم أنيق مع مزايا متنوعة، تجعلها أفضل كثيرًا من حواسيب كروم بوك المعتادة، التي يمكنك اقتناؤها بشكل اقتصادي.
إحدى أهم مزايا حواسيب كروم بوك، التصميم الأنيق الذي يضمن لك امتلاك حاسوب عصري بسعر مناسب، كما أن الغالبية العظمى منها تأتي مع شاشة لمس مباشرة.
يمكنك، بالطبع استخدام شاشة اللمس في أي وقت ترغب فيه وبالشكل الذي تحتاج إليه، إذ تدعم بعض هذه الحواسيب أقلام اللمس أيضًا.
كون النظام لا يحتاج إلى مواصفات قوية، جعل الشركات تبدع في تصميم حواسيب كروم بوك، لذلك قد تجد حاسوبًا بحجم الأجهزة اللوحية وسُمكها، كما أن هناك أنواعًا كثيرة من الحواسيب بتصميم قابل للطي أو الاستخدام المزدوج.
بطارية جيدة وابتعاد عن الفيروسات
أداء بطارية أجهزة «كروم بوك» أيضًا يتفوق كثيرًا عن المنافسين، لأنها لا تحتاج إلى مواصفات وعتاد كبير، لذلك فهي أجهزة مناسبة جدًّا لمن يحب العمل عن بُعد أو يتنقل كثيرًا ويحتاج إلى حاسوب جيد يدعم جميع التطبيقات.
ولأن هذه الحواسيب لا تمتلك نظام تشغيل بالشكل المعتاد، فهي ليست عُرضة للإصابة بالفيروسات أو حتى الاختراقات الأمنية المعتادة، وتعتمد أيضًا على الخدمات السحابية من «جوجل»، لذلك فهي مؤمنة بالكامل.
وتوجد بعض النماذج من حواسيب كروم بوك التي تدعم تثبيت تطبيقات الاندرويد مباشرةً فيها دون الحاجة إلى تثبيت محاكي أو أي شيء آخر، لذلك فالأمر يبدو وكأنك تمتلك لابتوب أندرويد.
اقرأ أيضًا: لماذا غير «غوغل كروم» شعاره لأول مرة منذ 8 سنوات؟
أهم عيوب حواسيب كروم بوك
العيوب التي تعانيها حواسيب كروم بوك هي عيوب في المواصفات في الأغلب، لأنها لا تتوفر في الكثير من الاختيارات من ناحية العتاد تحديدًا.
لذلك تعاني هذه الحواسيب في العادة من حجم مساحة التخزين الداخلية الصغيرة، التي تجبرك تلقائيًّا على التوجه إلى حلول التخزين السحابية، التي تكون عادةً خدمة Google Drive.
كما أن هذا العيب يظهر بوضوح أيضًا في تطبيقات تعديل الفيديو والمونتاج، ورغم أن هذه الحواسيب لن تواجه أي مشكلة في تعديل الصور بفضل بدائل فوتوشوب العديدة المتاحة، فإنّ الأمر يصبح أصعب في عالم المونتاج.
وذلك لأن تطبيقات المونتاج -حتى تلك المتاحة عبر مواقعها- تحتاج إلى مواصفات وعتاد قوي حتى تُخرج نتائج جيدة.
عيب آخر، هو أن هذه الحواسيب ليست مصممة للألعاب نهائيًّا، ولا يمكن الاعتماد عليها في عالم الألعاب، إذ لن تستطيع تشغيل الألعاب القوية، وستحتاج للاشتراك في خدمات الألعاب السحابية، لتتمكن من الاستمتاع بها.
ولأن نظام تشغيل هذه الحواسيب يعتمد بشكل كبير على خدمات جوجل السحابية ومواقع الإنترنت، فلن تستطيع تشغيلها دون استخدام إنترنت، لذلك إن لم تكن متصلاً بالإنترنت، فإن جزءًا كبيرًا من مزايا الحاسوب لن يعمل.
هل ما زال اقتناء حواسيب كروم بوك اختيارًا جيدًا في عام 2023؟
الإجابة على هذا السؤال ليست مباشرة، إذ إنها تحتاج إلى تحديد نوع الاستخدام.
فإذا كان استخدامك للحاسوب يعتمد كثيرًا على التطبيقات المكتبية المعتادة أو حتى الأعمال المكتبية المعتادة، فإن حاسوب كروم بوك سيكون مناسبًا للغاية لك.
وخصوصًا إن كنت ترغب في جهاز حاسوب ثانوي تستخدمه عندما تحتاج إلى تنفيذ أي أعمال خاصة، ولا ترغب في تنفيذها على حاسوبك الشخصي.
بالطبع تزداد فاعلية هذه الحواسيب عندما ترفقها مع هاتف محمول رائد، إذ تطورت الهواتف المحمولة لتصبح اختيارًا يُغني عن الحواسيب المحمولة في الكثير من الأوقات.
لذلك إن كنت ترغب في حاسوب قادر على أداء الوظائف المكتبية الرئيسة وليس للألعاب أو المونتاج، فإن حواسيب «كروم بوك» تعد الاختيار الأمثل أمامك.