رجل الأعمال حمزة ناصر: نهضت بعد خسارة بالملايين.. وأمي مهّدت لنجاحي
- تخليت عن حلم الابتعاث الخارجي ودراسة الطب تكرمة لوالدي.
- الهندسة الصناعية دراسة إدارية وهو ما أنا عليه حاليًّا.
- أدمنت العمل تحت الضغط وتسليمه في الوقت المحدد.
- حصلت على وظيفة رسمية في الشركة مع بداية المرحلة الجامعية.
- أطلقنا ملتقى السياحة السعودي ووجدنا كل الاهتمام والدعم.
- حجم خسارتنا في كورونا 7 ملايين ريال ونهضنا من جديد.
- كسرت حاجز الخوف وعوضت الخسائر بحفل ناجح وباهر.
- لا مجال للتخاذل أو الانتظار خصوصًا مع الدعم الذي تقدمه الدولة.
البطاقة التعريفية:
الاسم: حمزة محمد حمزة ناصر
مكان وتاريخ الميلاد: المملكة العربية السعودية محافظة ( جدة ) – 10 ديسمبر 1993م
الدراسة: هندسة صناعية – جامعة العلوم والتكنولوجيا
المسمى الوظيفي: الرئيس التنفيذي لشركة "فور أم" لتنظيم الفعاليات
الاهتمامات: الموسيقى بشكل عام، تنظيم الفعاليات، المعارض التجارية، الفعاليات الترفيهية.
بدأ العمل في سن الخامسة عشرة عندما قررت والدته مؤسسة شركة "فور أم" أن تضمه للفريق، وعلى الرغم من أن حلمه كان في احتضان اسمه بين أسماء البعثات الخارجية لدراسة الطب، لكنّه تخلى عن حلمه أمام رغبة والده كونه الابن الوحيد، وانتسب لواحدة من الجامعات السعودية لدراسة الهندسة الصناعية.
حمزة محمد ناصر الرئيس التنفيذي لشركة "فور إم" وصاحب فكرة وتنفيذ فعاليات "فورها" تحدث لمجلة "الرجل" عن نشأته وأهم التحديات التي واجهته في بداية عمله، ومشاريعه وطموحاته التي يخطط لها مستقبلاً.
نشأ في كنف والدته سيدة الأعمال مايا حلفاوي، التي استطاعت أن تؤسس كيانًا تجاريًّا في وقت لم تكن للمرأة السعودية أي مساحة تذكر في ريادة الأعمال.
أخذ عنها بحسب قوله طموحًا ورؤية حالية ومستقبلية وأضاف: "والدتي صاحبة خبرة كبيرة أسست لنفسها عملها الخاص من عدة سنوات في وقت لم يكن للسيدة السعودية تلك المساحة الواسعة في مجال المال والأعمال خصوصًا في مجالي السياحة والسفر، وتنظيم الفعاليات، ولعلني محظوظ بهذه الأم التي مهدت لي الطريق من جانب، ومن جانب آخر أعد نفسي محظوظًا جدًّا حيث إن رؤية ولي العهد 2030 أتاحت فرصة كبيرة لدخول السوق بطريقة سلسة، وفتحت لي مئة باب".
وعن عدم توجهه للعمل في مجال الهندسة الصناعية وهو تخصصه الدراسي قال: "تخصصي يميل لإدارة الأعمال، وهو المكان الذي أنا فيه حاليًّا بحكم كوني الرئيس التنفيذي للشركة، فدراستي ساعدتني جدًّا على تذليل الصعوبات، إضافة إلى تطوير العمل. أيضًا أنا أدمنت العمل ضمن فريق "فور أم" تحت الضغط، والتسليم في الوقت المحدد. أدمنت الاستماع إلى آراء الجمهور ما جعلنا نتفوق على أنفسنا، فقد استطعنا توسيع رقعة العمل، وزيادة عدد الفريق".
منوّهًا بأن الشركة حاليًّا وصلت إلى ما يقارب 16 موظفًا وموظفة معظمهم من شباب وشابات السعودية.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال فهد بن محمد الحمادي: بدأت من تحت الصفر.. أدعو الشباب للاستثمار في الصناعة
تفويض بعمر الـ 15 سنة
بدأ حمزة العمل جنبًا إلى جنب مع والدته منذ المرحلة الابتدائية حيث كان مرافقًا لها في كثير من اجتماعاتها اليومية، واتفاقيتها إلى أن أصبح في سن الخامسة عشرة حين قررت تفويض كثير من المهام له وتدريبه بشكل شبه رسمي.
إلى أن جرى عدُّه رسميًّا موظفًا يحمل كثيرًا من الصلاحيات خلال المرحلة الجامعية، مضيفًا "أتذكر تمامًا ذلك اليوم حين أرسلت السيارة مع السائق وطلب مني مغادرة المدرسة لمرافقتها لأحد المشاريع وكان ذلك في عام 2008، وفوجئت بوجودها داخل السيارة وهنا كانت نقطة التحول حيث أدركت أنه حان الوقت للاطلاع على كثير من تفاصيل العمل. وبالفعل كنت يوميًّا أتوجه إلى مكتب العائلة بعد المدرسة، ويوميًّا كان لدي مهمة لتنفيذها، منها استقبال العملاء، تقسيم المهام، وغيرها. وبقي الحال على ما هو عليه حتى دخولي المرحلة الجامعية، وترسيمي في الشركة موظفًا".
ونوه بأنّه كان يحلم بالانتساب إلى البعثات الخارجية لاستكمال دراسته الجامعية في مجال الطب، لكنّ والده طلب منه البقاء في جدة كونه ولده الوحيد واستكمال دراسته داخل الجامعات السعودية واختيار تخصص يشبهه في شخصيته وتكوينه الفكري، وقد امتثل لطلب والده.
تنظيم حفلات ضخمة
أُنشئت هيئة الترفيه في عام 2016 متزامنة مع توظيف حمزة في شركة "فور أم"، وهنا قرر التحول وتوسيع العمل قائلاً: "بدأت هيئة الترفيه نشاطها وهنا اجتمعت مع والدتي وقررنا توسيع صلاحياتي العملية والإدارية حيث إنّي على اطلاع موسيقي كبير، وأمتلك معلومات جيدة في هذا الجانب، إضافة إلى أن لدي القدرة على تقييم الفنان وأستطيع تمييز الشخصية الموسيقية الناجحة".
في هذه المرحلة قرر أن اللحظة قد حانت للخوض في صلب العمل مضيفًا "وهنا بدأ دوري، وكانت نقطة البداية الفعلية عندما أنشأنا قسم الفعاليات، وبدأت حفلات (فورها) التي أخذت صدى واسعًا، إذ تُعدّ من أهم وأضخم الحفلات الموسيقية السنوية، وتعاملنا مع كثير من الأسماء الفنية المحلية، والعربية، والعالمية".
ونوه بأن هذا التوجه يشبهه ويشبه جيل هذه المرحلة، محاولاً من خلال الفعالية تلبية جميع متطلبات الشباب، بميزانية ضخمة جدًّا، ولكن بأسعار مناسبة.
لم تكن "فورها" هي الفعالية الوحيدة تحت إدارة حمزة وتخطيطه وتنظيمه، بل هناك أكثر من قسم مضيفًا: "لدينا المعرض الدولي للسياحة والسفر ( jttx ) في نسخته الحادية عشرة، الذي انطلق من تاريخ 19 فبراير حتى 21، وفعالية فورها، ولأول مرة إطلاق ملتقى السياحة السعودي في العاصمة الرياض بالشراكة مع الهيئة السعودية للسياحة، وهو عبارة عن فكرة مشتركة فيما بيننا وبين الجهات المعنية، وقد حظيت باهتمام ودعم واسع جدًّا".
مضيفًا: "تعد شركة (فور أم) من الرواد في مجال السياحة، وأطلقنا نسختنا الحادية عشرة لهذا العام بمشاركة 200 جهة محلية ودولية، ما بين شركات طيران، ومنتجعات سياحية، وفنادق، وعدد من الشركات المتخصصة بالمجال السياحي".
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال مشرف الغامدي لـ«الرجل»: عملت بائع "بليلة وآيس كريم" في صغري
خسارة بالملايين
وعن أكبر تحدٍّ أو عائق واجه حمزة ناصر خلال مسيرته العملية يوضح: "كورونا كانت الأصعب علينا وعلى الجميع بكل تأكيد، ففي عام 2020 كانت أول فعالية جرى إيقافها من تنظيم شركة "فور أم"، حقيقة خسرنا كل شيء وقدر حجم خسارتنا المادية بما يقارب 7 ملايين ريال".
قبل الخسارة كان يخطط ناصر أن هذا الرقم يعود أضعافًا مضاعفة، وأن الأرباح ستكون عالية جدًّا، فضلاً عن حجم التعب في التخطيط، والتنظيم، والعمل، وتوظيف كل الإمكانات وتسخيرها لإنجاحها، ويضيف "كنا منطلقين مثل الصاروخ قبل الجائحة، لتتجسد أمامك معنى الخسارة بكل ما تحمله الكلمة، فقد نظمنا قبل الجائحة حفلاً للفنان تامر حسني، والنسخة الثانية للفنان محمد حماقي، والفنان العالمي تايغر، أما النسخة الثالثة فأُلغيت خوفًا على سلامة الزوار، وامتثالاً للأوامر الحكومية والرسمية".
وأكد أنه سلم أمره حينها لله ولم يفكر بحجم الخسارة المادية والتنظيمية مقابل الحفاظ على أرواح الناس، إضافة إلى وجوب الامتثال للأوامر...
سنة ونصف سنة توقف وشلل تام وخسارة بالملايين، ومع ذلك تعهد بدفع كل المصاريف لكل من شارك في العمل، إضافة إلى العملاء، وغيرهم.
النهوض من جديد
أكثر من خطة بديلة لمعاودة النشاط التجاري، وتعويض ما يمكن تعويضه والانطلاق مرة أخرى بثبات عالٍ، بحسب ما ذكر حمزة لمجلة الرجل: "دخلنا أكثر من مشروع حتى المشاريع البسيطة، واستطعنا تجميع رأس المال، والوقوف مرة أخرى وبقوة، وقررت تنفيذ الفعالية التي توقفت بسبب الجائحة ولكن بمبلغ 9 ملايين ريال أي بزيادة (مليوني ريال) حيث قمت بتنفيذها بشكل أضخم، أكبر، وكان الهدف الانطلاق وكسر حاجز الخوف وتعويض ما فات وكان لي ذلك حيث كان للحفل صدى ونجاح باهر، وعوضنا خسارتنا".
موضحًا أنه لا مجال للتخاذل، أو الانتظار خصوصًا مع الدعم الذي تقدمه الدولة، للمشاريع التجارية، والترفيهية، والاقتصادية ماديًّا ومعنويًّا.
الريادة هدفي
وعن حلمه الكبير وما يخطط له في السنوات القادمة قال: "بكل أمانة حلمي الكبير أن أكون أحد أهم الرواد في المجال، لا أعلم ماذا يحمل لي المستقبل، ولكن أثق تمامًا أني أريد أن أكون رجل أعمال أكبر، والأهم في مجالي، وبحجم موظفين أكثر حيث يبلغ عدد العاملين معنا حاليًّا 16 موظفًا وموظفة".
وتوقع أن الفترة القادمة مخصصة للمشاريع التطويرية سواء داخل محافظة جدة أو خارجها وجميعها مهتم بالتوجه السياحي السعودي الجديد، مبينًا أن التحديات ستكون أصعب مستقبلاً بسبب انفتاح الاستثمارات داخل السعودية أمام الشركات العربية والعالمية، ما يجعلهم أمام واقع (إما أن نكون أو لا نكون) ما يفرض عليهم مواكبة المتطلبات الجديدة بمواصفات عالمية، ومقاييس استثمارية جديدة، وشركات واعدة منافسة مؤكدًا أن البقاء للأفضل.