في «يوم العَلَم».. العَلَم السعودي راية خفاقة منذ ثلاثة قرون
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يوم الأربعاء الموافق الأول من مارس 2023، أمرًا ملكيًّا باعتماد يوم 11 مارس من كل عام يومًا خاصًّا بالعَلَم السعودي.
النص الكامل للأمر الملكي باعتماد يوم ( 11 مارس ) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم ( #يوم_العلم ).https://t.co/z4fGjI5w54#واس pic.twitter.com/75BiAC1KdE
— واس الأخبار الملكية (@spagov) March 1, 2023
قصة العَلَم السعودي
وجاء اختيار يوم 11 مارس لأنه اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز رحمه الله ـ عام 1937م، العلَم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة، التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.
ويشكّل العلم الوطني للمملكة عبر تاريخها الممتد منذ تأسيسها في عام 1727م، قيمة خالدة، فهو رمز قوتها وسيادتها ورمز للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، وعلى امتداد نحو ثلاثة قرون كان منارة تشع ضياء وراية خفاقة، وشاهدًا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية.
تاريخ العلَم السعودي
ويعود تاريخ العلم الوطني السعودي إلى الراية التي كان يحملها أئمة الدولة السعودية الأولى الذين أسسوا الدولة ووحدوا أراضيها؛ إذ كانت الراية -آنذاك- خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، ومكتوب عليها: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وكانت تعقد على سارية أو عمود من الخشب.
واستمر العلم بهذه المواصفات في عهد الدولة السعودية الأولى، وسارت على خطاها الدولة السعودية الثانية في اتخاذ الراية نفسها.
وأضيف في عهد الملك عبدالعزيز إلى العلم سيفان متقاطعان، في مرحلة مفصلية كانت فيها صهوات الجياد تعانق عزاوي الأبطال حتى توحد الوطن، واستقر الأمن وعم الرخاء أرجاء البلاد.
ثم استُبدل بالسيفين في مرحلة لاحقة سيفٌ مسلول في الأعلى، ثم وضع السيف تحت عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله، حيث استقر شكل العلم إلى ما هو عليه الآن، بحيث يحتوي على الشهادتين وتحتها سيف مسلول.
وكان نظام العلم وتنسيقه وتحديد مكوناته يتوارث بشكل عرفي جماعي حتى رفع مقترح مجلس الشورى للملك عبدالعزيز الذي أقره في 11 مارس 1937م.
كما نص نظام العلم الذي صدر عام 1393هـ / 1973م على أن يكون علم المملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتحتها سيف مسلول موازٍ لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم.
وتُرسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض، وبصورة واضحة من الجانبين، على أن تكتب الشهادتان بخط الثلث، وتكون قاعدته في منتصف مسافة عرض الشهادتين والسيف بطول يساوي ثلاثة أرباع رسم الشهادتين وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
دلالات العلَم السعودي
إن العلَم السعودي ظل ولا يزال خفاقًا عاليًا له دلالات خاصة عميقة وفردية تميزه عما سواه، إذ يمثل الأركان الأساسية للعقيدة والوطن، ويدل على البيئة والأرض، وعلى الوحدة التي تمثلها المملكة العربية السعودية للجزيرة العربية، وتعد مدلولات العلم السعودي عميقة كالتالي:
- اللون الأخضر يرمز إلى النماء والخصب.
- اللون الأبيض يرمز إلى السلام والنقاء.
- يرمز السيف إلى العدل والأمن، وهذه الرمزية للسيف لها جذور عربية؛ حيث يعد السيف صنوًا للنبل والمروءة عند العرب.
- أما كلمة التوحيد ففيها إثبات الوحدانية لله وتطبيق شرعه الحكيم، وعلى المنهج السليم الذي تأسست وسارت عليه بلادنا في أطوارها الثلاثة.
وينفرد العلم السعودي بين أعلام دول العالم بمميزات خاصة أسبغت عليه هالة من المهابة والإجلال والتعظيم، ومنها:
- أنه لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة.
- لا ينكس في المناسبات الحزينة
- لا يُحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف، وعند الاضطرار لذلك في حالات الحداد؛ فإن العلم يرفع منكسًا بوضعه في منتصف العمود، وهو خالٍ من كلمة التوحيد في المدة المحددة لهذا الغرض.
- يحظر استعماله كعلامة تجارية أو لأغراض دعائية تمس مهابته.
- يحظر استعماله وهو في حالة سيئة؛ فإذا ما بهت لونه يتم إتلافه من قبل الجهة التي تستعمله.
يرفع العلم الوطني داخل المملكة على جميع المباني الحكومية والمؤسسات العامة، وفي ممثلياتها خارج البلاد، حتى في أوقات العطل الرسمية، مع مراعاة ما تقتضيه المجاملة والعرف الدولي.