هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين في فصل الشتاء؟ إليك نصائح مهمة
هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين؟ ما جدوى تسخين السيارة؟ وهل من الجائز قيادة السيارة فور تشغيلها دون الحاجة إلى تسخينها؟ هذه الأسئلة، يحاول كثيرون إيجاد إجابات لها.
وربما تتزايد تلك الأسئلة بشكل أكبر خلال فصل الشتاء، حيث تكون درجات الحرارة منخفضة والأجواء باردة، وهو ما يدفع بكثيرين لمعرفة مدى إمكانية تسخين محرك السيارة قبل قيادتها، لا سيما لو كانت جديدة.
ولعل أكثر ما يُشعر البعض بالحيرة هو غياب الإجابة الواضحة والحاسمة بهذا الخصوص، إذ تتفاوت الآراء نوعًا ما، حتى بين الخبراء العاملين في مجال السيارات وصيانتها.
ولهذا نجد أن سؤال «هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين؟» يتكرر من حين لآخر، نظرًا لرغبة الكثيرين في معرفة إجابة محددة، لا سيما وأن هناك فريقين، أحدهما يؤيد فكرة تسخين السيارة قبل القيادة، والآخر لا يؤيد ذلك كون السيارات الحديثة تكون مؤهلة للقيادة دون تسخين حتى في فصل الشتاء.
وبينما تكون شهور الشتاء فترة صعبة على أصحاب المركبات بغض النظر عما إن كانت مركباتهم حديثة أو قديمة، فقد يتزايد قلقهم، ولهذا نلقي الضوء فيما يلي على أبرز الجوانب الفنية التي يجب معرفتها ردًا على التساؤل الأبرز بهذا الخصوص وهو هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين أم لا؟
في ظل انقسام الآراء واختلاف الخبراء أنفسهم فيما بينهم بشأن هذا الموضوع، نود الإشارة في البداية إلى تعريف مصطلح «تسخين السيارة»، إذ إن المقصود به هو تشغيل السيارة ومحركها بارد، ثم تركها على تلك الوضعية لبضع دقائق، قبل التحرك بها.
اقرأ أيضًا: إجراءات صيانة للسيارة يجب القيام بها قبل الصيف؟
والغرض من ذلك هو تسخين المحرك أو كما يقول البعض «الماكينة» ومن ثم اكتمال دورة الزيت بكامل أجزاء المحرك، وذلك لأن المحرك يكون باردًا في الفترة التي تسبق تشغيل السيارة.
هل تسخين السيارة ضروري؟
إن كنت تسأل هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين؟ فإن الحقيقة المثبتة بالنسبة للسيارات القديمة هي أن تسخينها قبل القيادة عملية مهمة في الصباح وقت الشتاء، لأن هذا التسخين يساعد على رفع كفاءة المحرك وكذلك الزيت مع تعرضه للحرارة، ما يفيد في أثناء القيادة.
أما بالنسبة للسيارات الحديثة، فإن الوضع يختلف بشكل كبير، إذ يمكن لصاحب المركبة أن ينتظر بضع ثوان فقط بعد التشغيل، ومن بعدها يمكنه الانطلاق بالسيارة بشكل تدريجي بلا مشكلات.
ونوه خبراء بهذا الخصوص إلى أن تسخين محرك السيارة، بدلاً من الإقدام على قيادتها والمحرك في حالته الباردة، يُتيح الفرصة للزيت كي يجري توزيعه بشكل متساو في كل أجزاء السيارة المتحركة، وهو ما يضمن بالتبعية فكرة احتراق الوقود بشكل كامل.
وللرد بوضوح على الاستفسار القائم، وهو «هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين؟»، فإن قيادة السيارة في الصباح دون تسخين يعرضها لخطر إتلاف مكابس المحرك أو خطر إتلاف الأسطوانات، إذ إنها تصير معرضة لمشكلات من أبرزها التآكل نتيجة القيادة والمحرك بارد.
اقرأ أيضًا: ما أسباب نقص زيت المحرك من دون ظهور الدخان؟
ما هي مدة تسخين السيارة؟
بخصوص مدة تسخين السيارة، فإن الخبراء يوصون بأن تتراوح تلك المدة ما بين دقيقة لثلاث دقائق حتى تسنح الفرصة أمام المحرك كي يصل لدرجة الحرارة الطبيعية قبل البدء في القيادة، وهو ما يعني ضمان وصول الزيت إلى مختلف أجزاء المحرك، ليعمل بسلاسة دون مشكلات.
ومع هذا، فإن بعض خبراء صيانة السيارات يرون أن الوضع يختلف إلى حد ما بالنسبة للسيارات الحديثة، إذ يكفي الانتظار 10 ثوان فقط بعد التشغيل لضمان إكمال دورة الزيت في المحرك، ومن ثم تصبح السيارة جاهزة للقيادة.
ولهذا فإن الرأي السائد لمن يسأل هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين؟ هو أنه لا مانع من التحرك بالسيارة بعد تشغيل محركها ببضع ثوان، لا سيما نوعية السيارات الديزل، لأن أمورها تكون أفضل من نظيراتها القديمة.
وما تجب معرفته أيضًا هو أن عملية تسخين محرك السيارة تتم بشكل آلي، سواء في أثناء القيادة أو حتى في أثناء التوقف، ولهذا يُنصح بضرورة أن يقوم أصحاب السيارات الحديثة ببدء القيادة بعد تشغيل المحرك بمدة لا تزيد على دقيقة بأي حال من الأحوال، مع الحرص في الوقت نفسه على القيادة بشكل تدريجي وبصورة هادئة لمسافة قصيرة، ثم الانتقال للقيادة بشكل طبيعي بعدها.
تسخين السيارة الأوتوماتيك
ربما يولي أصحاب السيارات الأوتوماتيك اهتمامًا أكبر بفكرة التسخين قبل القيادة لحرصهم على المركبات ورغبتهم في صيانتها والعناية بها أطول فترة ممكنة نظرًا لحساسية مكوناتها.
والفكرة هي أن أصحاب تلك المركبات لا يهتمون بمظهرها الخارجي فحسب، بل يدققون أيضًا في الأمور الفنية، التي من ضمنها تسخين محرك السيارة لا سيما لو كانت جديدة، كي يتفادوا أي عواقب.
ولهذا فهم لا يختلفون أيضًا عن غيرهم من أصحاب المركبات المانيوال ممن يستفسرون «هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين؟»، خاصة في ظروف الطقس شديدة البرودة شتاءً، وهو ما نستعرضه بمزيد من التفاصيل والإيضاحات في سياق السطور التالية.
هل يجب تسخين ناقل الحركة الأوتوماتيكي في الشتاء؟
طبقًا لما يتناقله أصحاب السيارات الأوتوماتيكية أنفسهم بناء على تجارب شخصية، فإن الأصح من وجهة نظرهم هو تسخين المحرك، وكذلك صندوق التروس، إلى جانب تحويل ذراع نقل الحركة في كل المراحل في أثناء الضغط على دواسة الفرامل، لا سيما لو كانت الشركة المصنعة للسيارة توصي بذلك في كاتالوجاتها الفنية الخاصة بالمركبات التي تصنعها.
والحقيقة أن هناك بعض الشركات الكبرى التي توضح ذلك لعملائها في الكاتالوجات التي تُرفق بالمركبات لتغطية كل الجوانب التي قد يستفسر عنها الأشخاص عند شراء أو تشغيل أو صيانة السيارات، ومن أبرز الشركات التي تقدم تلك الخدمة «تويوتا» و«مرسيدس بينز».
اقرأ أيضا: لتفادي تكاليف الصيانة العالية.. خطوات بسيطة للحفاظ على تكييف سيارتك
وبعدما تطرقنا لأغلب النقاط التي تُجيب عن السؤال المهم وهو هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين أم لا؟ نود التأكيد على أن تسخين السيارة في الصباح شيء لا بأس منه، ولا يوجد أي ضرر من ورائه حال كانت السيارة قديمة أم حديثة، شريطة تقليل المدة لو كانت السيارة حديثة.
ويبقى أن نُشير في الأخير إلى الرأي الفني الذي يتمسك به بعض الخبراء والفنيين إلى الآن وهو أن السيارات الحديثة لا تحتاج لتسخين لأنها تعمل بنظام حقن الوقود، عكس السيارات القديمة التي تعمل بنظام الكاربيراتير، والذي يستوجب تسخين السيارة لضمان توزيع الوقود جيدًا قبل التحرك بها.
فضلاً على تأكيد هؤلاء الخبراء على أن السيارات الحديثة مزودة بعلبة صغيرة تُعرف باسم «مخزن الضغط» ومهمتها هي مساعدة محرك السيارة على الاشتعال بسرعة دون الحاجة لتسخينه، وهو ما يعني أنه حتى وإن ظلت السيارة الحديثة متوقفة لأيام، فسيسهل تشغيلها بأي وقت.
وأشار الخبراء إلى أن جاهزية السيارة للانطلاق والتحرك في الصباح تختلف من سيارة لأخرى، وإن كان العامل الفيصل في هذا الأمر هو مدى اكتمال دورة الزيت في المحرك، علمًا بأنه مدى متفاوت هو الآخر، لكنه لا يتجاوز الـ 10 ثوان في السيارات الحديثة.
والخلاصة لأي شخص يستفسر هل السيارات الجديدة تحتاج إلى تسخين أم لا؟ هي أن التسخين بشكل عام أمر إيجابي من كل الزوايا وليس له مردود ضار. غير أن فاعليته أو جدواه تكون أفضل بالنسبة للسيارات القديمة عن نظيرتها الحديثة، كما أنه ليس بالأمر الضروري خلال فترة الصيف أو في الأجواء المعتدلة مناخيًا، ويبقى الشيء الأخير وهو إمكانية الانتظار من نصف دقيقة إلى دقيقة لحين اكتمال دورة زيت المحرك في فصل الصيف قبل التحرك والانطلاق بالسيارة.