فندقان في إيطاليا يجسدان حكايات التاريخ ورفاهية العصر
لطالما كانت إيطاليا برمتها مسرحًا للعديد من الأحداث التاريخية في عصور مختلفة، واكبتها علامات تاريخية على مستوى الإنشاء، وعلى المستوى الفندقي الذي نعني به في ترشيحاتنا السياحية، هناك العديد من الفنادق التاريخية التي تملك قصصًا تاريخية من تراث هذه المنطقة.
في السطور التالية نستعرض فندقين من هذه الفنادق، يبقيان إلى الآن شاهدين على العديد من جوانب التاريخ التي شهدتها إيطاليا، وسنتناول بعضًا من تلك القصص المختلفة.
وأيضًا تثبت تلك الفنادق إلى الآن أنها تستطيع توفير أعلى مستويات الفخامة والرفاهية بين جدرانها، لنزلاء سيدركون جيدًا قيمتها التاريخية ولن يكونوا مستعدين لأي تقصير على مستوى الفخامة كي تبقى صورتها الذهنية في أنظارهم ناصعة براقة دائمًا.
كاستيلو دي جواريني
موقع قلعة جواريني أو قصر جواريني الذي سيطر لمدة طويلة على مقاليد الأمور في تلك المنطقة زهاء 7 قرون!
ففي القرون الوسطى، كان هناك حصن قائم في هذا الموقع، وفي القرن الثامن عشر تم تصميم وبناء مسكن صيفي داخل الموقع من قبل الكونت كارلو جياسينتو، العضو الأكثر شهرة في سلالته الأرستقراطية، ويعد شخصية مهمة من الطبقة البيدمونتية في القرن الثامن عشر، ومن هذا الموقع بدأ كل شيء!
القصر الذي ألحق بالحصن بات من علامات الترف والسحر في ذلك الموقع، وهو عبارة عن صرح باهر من 3 طوابق يصل ارتفاعه إلى 25 مترًا وتحيط به حدائق واسعة وأنيقة ذات مناظر طبيعية وبني على الطراز الإيطالي الذي كان سائدًا في النصف الأول من القرن الثامن عشر.
يحظى القصر حتى وقتنا الراهن بإطلالة بانورامية لا مثيل لها لسلسلة تلال لانغي بأكملها من مونفيراتو إلى فردونو، إن هذه المناظر الطبيعية المدرجة من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي والمغطاة بكروم العنب الشهيرة التي تنتشر فيها القلاع والأبراج والقرى، تطل من جانبها الآخر على مرتفعات رويرو وامتداد جبال الألب، جامعة بين سحر الطبيعة وعظمة الموقع الاستراتيجي.
اقرأ أيضًا:6 فنادق تاريخية استضافت مشاهير العالم
وعبر الأجيال، كان القصر موطنًا للعديد من العائلات الأرستقراطية في بيدمونت، وفي عام 1889 ورثته عائلة بروفانا من كوليجنو.
جرى توثيق تاريخ القصر الطويل في أرشيف شامل معروض في متحف العمارة والرسم والفنون الزخرفية بالمنطقة، وفي عام 2011 حظي القصر بملكية جديدة وبات مطروحًا أكثر للحجوزات الفندقية، ليؤدي دورًا جديدًا يجمع بين الضيافة عالية المستوى والاحترام المستمر لقيمته كقطعة تراثية فريدة من نوعها.
استلزم الأمر ثلاث سنوات من الترميم والتحويل تضمنت رفع مستوى الفخامة لأعلى درجة، مع الإبقاء على المعالم التراثية الباهرة في القصر.
بينديني
هذا الفندق أيضًا يملك قصة تاريخية، حيث إن موقعه الموجود في فلورنسا قبل ألفي عام، كان معسكرًا عسكريًّا رومانيًّا جرى إنشاؤه للسيطرة على "فيزول" المجاورة، وكانت تلك اللبنة الأولى في بناء "فلورنسا" العظيمة.
عندما جرى تسمية فلورنسا عاصمة لإيطاليا في عام 1865، خضعت الساحة المحيطة بالفندق لتغييرات كبيرة، في محاولة لتجميل المركز التاريخي ونسخ تجربة باريس الجمالية، فقد كانت العاصمة الفرنسية آنذاك عاصمة أوروبا الأكثر أناقة وسحرًا، وحينها جرى هدم منازل العصور الوسطى القديمة لإفساح المجال لمبانٍ حديثة جديدة من أجل تطوير المنطقة برمتها.
وفي عام 1879 جرى الانتهاء من تدشين قصر ملحق بالموقع وهو مكان الفندق الفخم الحالي، وأتى بقرار من فلورنسية ثرية من عائلة بنديني أرادت أن تؤسس مسكنًا للمسافرين، ولا يزال يحمل اسمها بكل فخر.
منذ ذلك الحين، كان الفندق يُدار دائمًا بأسلوب عائلي محبب، وطيلة هذا التاريخ مر الفندق بالعديد من عمليات التطوير والتوسعة التي اكتملت أخيرًا في الفندق الذي بات تحفة حقيقية دون المساس بالجو التقليدي الساحر لفلورنسا.
غرف الفندق التي تتسع لـ 4 أفراد يحظون بخدمة رائعة تطل مباشرة على ساحة "بلازا دي ريبوبليكا" قلب الحياة النابض في المدينة.
اقرأ أيضًا: فنادق الكاريبي تنتظر عشاقها.. مع سحر الطبيعة وجمال العمارة وشمس كبيرة