توقعات حول مستقبل الشبكة العنكبوتية
الرجل: دبي
قبل عشرين عاما من اليوم، تحديداً في أبريل 1995 نفذت آخر دُفعة من التمويل المقرر لبناء شبكة الإنترنت، وتحوّل تمويلها وتطويرها إلى سياسة التمويل مفتوح المصدر من الشركات والمستفيدين منها، في نفس العام تحققت مجموعة من الإنجازات الكبيرة على الويب، حيث تم إطلاق مواقع Amazon و eBay و Craigslist و Match.com.
بل وأطلقت مايكروسوفت أول متصفح للويب “إنترنت إكسبلورر”، وأصبح حوالي 16 مليون شخص قادرين على الدخول إلى الشبكة، أي أقل من نصف بالمئة من الجنس البشري وقتها.
بعدها بـ 5 سنوات فقط، أصبح 5 بالمئة من العالم يستطيع الدخول إلى الشبكة. الآن وبعد مرور 20 عاما، هناك 3 مليارات شخص متواجدون على نفس الشبكة، أي 40% من قاطني كوكب الأرض يتواصلون معاً وكأنهم في بلد واحد.
ووفقا لحديث أربعة من أعضاء مؤسسة “الإنترنت والمجتمع Internet & Society” التي تهتم باستفادة المجتمعات من شبكة الإنترنت في مجالات التنمية، يُجمِعون على “أننا لم نر أي شيء بعد حتى الآن”.
وبحسب “نيي كواينور” أحد مؤسسي مجموعة مشغلي الشبكة الإفريقية African Network Operators Group، “أن الحياة الشبكية بالكاد تكون قد بدأت”. موضحًا: “عندما زرت قرية كواينار في أكرا، بغانا قبل 14 عاما، كانت الأقمار الصناعية بطيئة الوصول إلى الإنترنت”.
أما اليوم هناك خمسة كابلات ألياف تربط غانا بأوروبا وآسيا. حوالي 4 ملايين من المواطنين من بين 20 مليون مواطن حصلوا على خدمات نقل البيانات للجيل الثالث 3G. كما أن الحكومة الغانيّة تعتزم إدخال خدمات الجيل الرابع والخامس في المستقبل القريب، وسيكون البلد بأكمله مرتبطا بحلول الجيل الرابع والخامس في نقل البيانات.”
نفس الشيء يحدث في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بحسب “أرقام”، الآن هناك أيضاً أكثر من مشروع يعمل على توفير الدخول إلى الإنترنت إلى الـ 60 بالمئة من أفراد الكوكب، حتى من دون توصيل ألياف ضوئية، ولكن عن طريق الأقمار الصناعية، كمشروع Google Moon و Internet.org التابع لفيسبوك، و SpaceX وغيرها، وخلال سنوات قليلة جداً سيكون بإمكان الجميع الدخول إلى الإنترنت حتى المجتمعات الفقيرة وسنكون جميعنا متصلين عبر شبكة واحدة.
“روبرت ميتكالف” المخترع الشريك لشبكات Ethernet data networking standard يستعد لـ “إنترنت الأشياء” كذلك، والتي ستتيح التحكم في المليارات من الأشياء من حولنا عن طريق برتوكول الإنترنت.
الآن يتم تجربة إنترنت الأشياء على أفكار بسيطة مثل التحكم بأبواب الثلاجة والتكييف والتلفاز، لكن القادم سيكون متعلقا بالتحكم في السيارات والمنازل وكل شيء آخر تقريباً.
“ميتكالف” كان قد بدأ التحذير من أمن الإنترنت في عام 1973، وهو الآن يتوقع تكرار نفس الأمر مع “إنترنت الأشياء”. يقول: “تخيّل لو أنّ أحداً اخترق شبكة منزلك الكهربائية وأغلقها بنفسه”.
“ديفيد فاربر” الذي عمل مع مؤسسة العلوم الوطنية National Science Foundation لبناء شبكة الإنترنت في وقت مبكر، غير متفائل بمستقبل الشبكة مثلما أكد من قبل، وخصوصاً “إنترنت الأشياء Internet of Things”.
ويتوقّف “ديفيد” أيضاً عند نقطة الأمان وأنها ليست موثوقة بها إلى الآن، ويفضِّل فصل الوظائف الحيوية مثل إدارة شبكات المياه والغاز والأنظمة الكهربائية عن شبكة الإنترنت تماماً. كما أن إنترنت الأشياء من الممكن أن تقلل سير عمليات التشغيل كما يتوقّع هو.
مخترع نظام التشغيل لينكس “ريتشارد ستالمان” يخفف من هذا التشاؤم نحو الأمر، حيث يعتبر أن جزئية الأمان هي مهمة الحكومات والرقابة، باعتبار أن الحكومات حول العالم تشدد قبضتها على جميع شبكات الاتصال إما بفرض الرقابة على المعلومات التخريبية أو التجسس على المجموعات الإجرامية.