«العُلا» تحتفل باليوم العالمي للنمر العربي ضمن فعاليات باهرة
منذ 500 ألف سنة تقريبًا، استوطن النمر العربي الجزيرة العربية بحثًا عن فرائس تمكّنه من الحياة وتُبعد عنه خطر الانقراض، ومنذ ذلك الحين أصبح النمر العربي رمز القوة والجمال، وأخذت تُسرد عنه الحكايات الشعبية من أجداد الأجداد إلى الآن.
وتُعد «العلا» من المواطن الطبيعية التي يعيش فيها النمر العربي الأكثر نُدرة في العالم، إذ يوجد حاليًا أقل من 200 نمر عربي في المناطق البرية، وأكد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة «IUCN» أن النمر العربي أكثر أنواع النمور المعرضة للانقراض، وهو ما يدعو لزيادة الوعي للحفاظ عليه.
واليوم تحتفل محافظة العُلا الساعية دائمًا لحماية الحيوانات وتحقيق المجتمع الأخضر الذي يهدف لحماية جميع الكائنات الحياة، باليوم العالمي للنمر العربي، بهدف زيادة الوعي حول ضرورة حماية أصغر سُلالات النمور حجمًا من الانقراض. وفي هذا الإطار أطلقت «العُلا» فعاليتين احتفاليتين:
مسيرة الاحتفال بالنمر العربي
ستنطلق مسيرة الاحتفال بالنمر العربي في الحادي عشر والثاني عشر من فبراير الجاري، في محمية «شرعان» الطبيعية بـ«العُلا»، وهي إحدى الفاعليات المهمة للمهتمين بالنمر العربي والتي ستساهم بالفعل في الحفاظ عليه.
الاحتفالية عبارة عن جولة مشي لاستضافة إحدى مسيرات الـ«كات ووك» وهي مسيرات على مسار 7 كم بهدف التوعية منتشرة في العالم أجمع.
ستسلك المسيرة المسار بين التكوينات الصخرية العجيبة، والكثبان الرملية، والوديان الصحراوية في محمية «شرعان» الطبيعية، ما يُمكًن المشاركون من استكشاف هذا المكان الساحر الذي يأمل الجميع أن يعود موطنًا للنمر العربي.
اقرأ أيضًا:سر صورة النمر العربي التي انتشرت في السعودية (فيديو)
المعرض الرقمي
ستطلق «العُلا» المعرض الرقمي في يومي العاشر والحادي عشر من فبراير، في وادي «عشار».
ويعُد هذا المعرض إحدى التجارب الممتعة للتعرف عن قرب على النمر العربي النادر، من خلال تجربة فنية رائعة تعرض تاريخ هذا المخلوق المميز من خلال مجموعة من الأعمال الفنية.
وسيتضمن المعرض الكثير من الصور والمجسمات التي تُظهر النمر العربي بمدينة العُلا.
يُعد النمر العربي أحد الرموز المهمة في الجزيرة العربية، وهو ما أكده علماء الآثار من خلال استكشاف رسوم صخرية تحوي تجسيدات له ترجع لآلاف السنين، وهو ما دفع المملكة العربية السعودية بشكل عام ومحافظة العُلا بشكل خاص للمحافظة على النمر العربي لحمايته من الخطر الدائم الذي يهدده بالانقراض.
ما هو النمر العربي؟
النمر العربي هو نوع فرعي من النمور، وإحدى الثدييات آكلات اللحوم والتي تنتمي إلى عائلة القطط أو «السنوريات»، والذي أُدرج على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة «IUCN» في عام 1996 بسبب تعرضه للانقراض.
سُمي النمر العربي بهذا الاسم نتيجة تواجده في الدول العربية والتي تشمل المملكة العربية السعودية، جنوب سوريا، الإمارات، فلسطين، اليمن، العين، خاصة الجبال العالية في هذه المناطق.
رغم أنه يتميز بنشاطه إلا أنه من أكثر الحيوانات انعزالية ويرجع ذلك بسبب خوفه من البشر، وتتراوح أعمار النمور البرية من 5 إلى 15 عامًا، ما يساهم في انقراضها بصورة أسرع نظرًا لقلة عمرهم.
اقرأ أيضًا:ما يوم النمر العربي.. ولماذا يُحتفل به؟
أسباب تعرض النمر العربي للانقراض
يتعرض النمر العربي للانقراض بسبب تناقص أعداده بطريقة سريعة والذي يرجع إلى فقدان موارد الطعام، واستنفاد الفرائس ما يعرضهم للموت، والصراع مع البشر، وصيدهم كغنائم للاستفادة من جلودهم وبعض القطع والأعضاء من أجسادهم.
لم يقتصر اهتمام محافظة العُلا على النمر العربي فقط، بل أبدت اهتمامًا غير مسبوق بالحيوانات البرية.
توطين الحيوانات البرية
قامت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بإطلاق حملة لإعادة توطين الحيوانات البرية، وهي الحملة الأكبر من نوعها على الإطلاق، إذ تتضمن إعادة توطين أكثر من 1580 حيوانًا بريًا ضمن محميات طبيعية في العُلا وهم الظبي، غزال الريم، المها العربي والوعل الجبلي.
وتعتمد هذه الحملة على الدراسات العلمية واستخدام التقنيات الحديثة لاتباع إرشادات الاتحاد الدولي للطبيعة، والتي تنص على ضرورة مراقبة الحيوانات المُطلقة حديثًا وذلك من خلال استخدام برمجيات «SMART» التحليلية ومصيدة الكاميرا والأطواق المُتصلة بالأقمار الاصطناعية.