الاستثمار في العُملات الرقمية.. مميزات وعيوب وتحذيرات من أمور عديدة
يبحث كثيرون في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة عن طرق للتوفير أو الادخار من ناحية وربح المال من ناحية أخرى. وواحدة من أشهر الطرق التي تُتيح ربح المال هي من خلال الاستثمارات، وأحد أنواع الاستثمار الشائعة في الوقت الحالي هو الاستثمار في العُملات الرقمية.
العُملات الرقمية تُشبه العُملات التقليدية، لكنها ليست عُملات معدنية أو بنكوت يتم تداوله فعليًا، بل إنها في الواقع بمثابة أشكال رقمية للعُملة التي يمكن تداولها على شبكة نظير إلى نظير.
هناك عدد من الأسباب التي قد تجعل الناس يرغبون في الاستثمار في العُملات الرقمية. فعلى سبيل المثال، قد يعتقد بعض الناس أنهم سيصبحون أكثر أهمية في المستقبل بسبب الطبيعة اللامركزية لتلك العُملات. ويتصور آخرون كذلك أن العُملات الرقمية لديها القدرة على أن تصبح أكثر استقرارًا وموثوقية من أنظمة العُملات التقليدية.
وبسبب هذه العوامل، صار الاهتمام يتزايد يومًا بعد الآخر في الاستثمار في العُملات الرقمية. لكن في ظل وجود محاذير تطالب بألا يكون ذلك على حساب نسيان نوعية المخاطر التي ترتبط في الواقع بهذا النوع من الاستثمار.
ويمكن للمهتمين بعملية الاستثمار في العُملات الرقمية في السعودية، على سبيل المثال، أن يعرفوا أن تلك العُملات تشهد في الواقع إقبالاً متزايدًا هناك من قبل كثيرين مقارنة بأي وقت مضى.
ولمن لا يعرف العُملات الرقمية أو طبيعتها، فهي في الحقيقة عبارة عن عُملات افتراضية من الممكن أن تُستخدم كبديل للعُملات الحقيقية في نشاطات مختلفة من ضمنها عمليات الدفع الإلكتروني، الاستثمار بشكل مباشر، المداولة، أو التعامل معها على أنها بيانات «غير ملموسة».
ما هو مستقبل العُملة الرقمية؟
العُملات الرقمية هي وحدات تبادل رقمية تستخدم التشفير لتأمين معاملاتها والتحكم في إنشاء وحدات جديدة. وقد تم إنشاء Bitcoin، وهي العُملة الرقمية الأولى والأكثر شهرة، في العام 2009.
ومن بعدها، تم إنشاء عدد من العُملات الرقمية الأخرى، بعضها أكثر شهرة من Bitcoin. وربما قليلون هم من يعرفون أن العُملات الرقمية غير مدعومة من قبل أي مؤسسة حكومية أو مركزية، ويتم تحديد قيمتها من خلال الطلب عليها من جانب المستخدمين.
وسبق أن صرح الملياردير ورائد الأعمال الأمريكي الشهير، «إيلون ماسك»، أن سوق العُملات المُشفرة مشروع جيد وله مستقبل واعد، غير أنه كان حريصًا على التنبيه من ألا يكون ذلك على حساب الجوانب البيئية.
وبنفس الوقت، تحدث خبراء متخصصون بالمجال عن وجود مطالب بتشريعات قوية للعُملات المُشفرة، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن وجود نية لسن تشريعات خاصة بمجال العُملات المُشفرة لضمان تنظيمها بشكل أكبر، وأنها ستكون سارية بدءًا من العام 2024.
كيفية الاستثمار في العُملات الرقمية
بالنسبة لمن يود التعرف على طريقة الاستثمار في العُملات الرقمية، فما من شك أن العُملات الرقمية تزداد بشكل كبير في الشعبية، ومع ذلك، لا يزال الكثير من الناس لا يفهمون كيفية الاستثمار فيها.
ونوضح فيما يلي خطوات تعلم الاستثمار في العُملات الرقمية بشكل صحيح:
1. البدء بعمل تحليل أساسي لفهم التكنولوجيا، القيمة السوقية والمخاطر المحتملة.
2. استخدام طريقة تبادل العُملات المُشفرة لكونها سهلة وبلا تعقيدات.
3. الاستثمار في العُملات الصادرة عن الشركات ذات السمعة الطيبة.
4. شراء العُملات المُشفرة في بورصة تدعم عُملة مستقرة.
5. إنشاء حساب في منصة التشفير التي تريد استخدامها.
6. شحن الحساب بالأموال لتتمكن من البدء في عمليات التداول.
5. التزام الهدوء وتجنب التصرف على أساس الغريزة.
6. تجنب الوقوع في حب عُملة رقمية معينة مع الاهتمام بجعل الربح أولى أولوياتك.
7. الشراء حين يكون السوق في أسوأ حالاته.
8. تجنب العُملات الرقمية المشبوهة.
كم أرباح العملات الرقمية؟
العُملات المُشفرة هي نوع من العُملات الرقمية التي تستخدم التشفير لتأمين معاملاتها والتحكم في إنشاء وحدات جديدة. العُملات المُشفرة لا مركزية، ما يعني أنها لا تخضع لسيطرة الحكومة أو المؤسسات المالية.
ولعل السؤال البديهي الذي يتبادر لأذهان كثيرين حين يتعلق الأمر بفكرة الاستثمار في العُملات الرقمية هو مقدار الربح المتوقع، والحقيقة أن هناك عوامل عديدة تتحكم في مسألة الأرباح التي يمكن كسبها من هذا الاستثمار.
بينما يُعد الاستثمار في العُملات الرقمية من أفضل النشاطات الاستثمارية المربحة خلال الأعوام القليلة الماضية، نتيجة لزيادة الطلب وحدوث ارتفاعات لأسعار بعض العُملات الرقمية، لكن تبقى قيمة الأرباح متفاوتة ومتغيرة، بحسب تقلبات السوق وحجم الخبرة في مجال التداول عمومًا.
وهو ما يعني أنه لا يمكن للمبتدئين أن يتوقعوا تحقيق مكاسب كبيرة خلال مدة زمنية قصيرة، وذلك لأن الاستثمار في العُملات الرقمية يتطلب دراسة واكتساب خبرات تراكمية لضمان الوصول للهدف المنشود على أسس وخطوات صحيحة.
مميزات وعيوب الاستثمار في العُملات الرقمية
أولا المميزات وهي كما يلي:
- التداول على العُملات المُشفرة يتم بشكل سريع.
- التداول يتم من خلال قائمة عامة تسمى «blockchain» تُسهل تتبع تاريخ العُملات والاستغناء عن الوسطاء.
- عدم وجود رسوم لمعالجة عمليات الدفع.
- انتشار نطاق المدفوعات بالعُملات الرقمية في كثير من المجالات والصناعات.
أما بالنسبة للسلبيات فهي كما يلي:
- احتمالية فقدان المحفظة الافتراضية، حذف العُملة أو التعرض للسرقة عبر الإنترنت.
- احتمالية تغير قيمة العُملة الرقمية، مثل «البيتكوين».
- احتمالية فقدان العُملات الرقمية الحالية قيمتها حال التوقف عن استخدامها.
- احتمالية تعرض العُملات الرقمية لهجمات القرصنة الإلكترونية الخطيرة.
- انتشار عمليات النصب والاحتيال بهذا المجال.
- غياب القواعد التي تنظم سوق العُملات الرقمية المشفرة.
ما هي أهم العوامل التي تسبب تقلبات أسعار «البيتكوين»؟
عُملة «بيتكوين» هي أصل رقمي ونظام دفع اخترعه «ساتوشي ناكاموتو». وتُعد عُملة «البيتكوين» فريدة من نوعها، وعادة ما يتم إنشاء كل «بيتكوين» كنتيجة لعمليات حسابية معقدة.
تقلبات أسعار «البيتكوين» ناتجة عن عدة عوامل من ضمنها:
- الظروف الاقتصادية العالمية.
- الأحداث والمخاطر السياسية.
- العوامل النفسية التي يمر بها المستثمرون أنفسهم.
- الإجراءات واللوائح التنظيمية.
- المشكلات الفنية في شبكة «البيتكوين».
والحقيقة أن سعر عُملة «البيتكوين» يشهد تقلبات كبيرة منذ أن تم طرحها في أوائل عام 2009. في حين أن قيمة «البيتكوين» الواحد كانت أقل من بنس واحد، إلا أنه بحلول نهاية عام 2017، كانت قيمتها أكثر من 17000 دولار، ثم زادت ووصلت لمبالغ كبيرة، ثم تراجعت مجددًا، ولا يزال هذا التفاوت حاصلاً حتى الآن، ما بين صعود وهبوط.
مميزات الاستثمار في العُملات المُشفرة
العُملات المُشفرة هي نوع من الأصول الرقمية مُصممة للعمل كوسيلة للتبادل، تستخدم التشفير لتأمين معاملاتها والتحكم في إنشاء وحدات جديدة.
تُعد العُملات المُشفرة لا مركزية، بما يعني أنها لا تخضع لسيطرة الحكومة أو المؤسسات المالية، ويمكن استخدامها لشراء السلع والخدمات. لقد كانت موجودة منذ عدة سنوات، لكنها شهدت مؤخرًا زيادة في شعبيتها بسبب ارتفاع قيمة بعض العُملات المُشفرة.
هناك العديد من المزايا للاستثمار في العُملات المُشفرة، من ضمنها ما يلي:
1. تُعد العُملات المُشفرة لا مركزية، ما يعني أنها لا تخضع لسيطرة الحكومة أو المؤسسات المالية، وهو ما يمنحها ميزة الأمان والخصوصية التي لا تمتلكها أشكال العُملة الأخرى.
2. تستخدم العُملات المُشفرة التشفير لتأمين معاملاتها وإنشاء وحدات جديدة. هذا يجعل من الصعب نسخها أو تزويرها، وهي ميزة تتفوق بها على العُملات التقليدية التي يمكن تقليدها بسهولة.
3. لا تخضع العُملات المُشفرة لسيطرة الحكومات والمؤسسات المالية، لذا فهي أكثر مقاومة للأزمات الاقتصادية من الأشكال الأخرى للعُملة.
4. يمكن تحويل العُملات المُشفرة دون الاضطرار للمرور عبر طرف ثالث «مثل بنك أو مكتب حكومي».
5. المعروض من العُملات المُشفرة محدود، وبالتالي فإن قيمة كل وحدة تعتمد على الطلب.
6. من المستحيل تتبع ملكية العُملة المُشفرة، لذلك لا يمكن سرقتها من قبل المتسللين أو اختراقها من قبل الحكومة.
7. يمكنك استخدام العُملات المُشفرة للمدفوعات الدولية دون دفع أي رسوم تحويل ويمكنك حتى إرسال الأموال مباشرة من بلد إلى آخر.
مخاطر الاستثمار في العُملات المُشفرة
هناك عدد من المخاطر المرتبطة بعملية الاستثمار في العُملات الرقمية المُشفرة، بما في ذلك احتمال خسارة كل أموالك، إذ لا يتم دعمها من قبل أي حكومة أو مؤسسة مالية، وليس هناك ما يضمن أنها ستستمر في قيمتها مستقبلاً.
وبالإضافة إلى ذلك، من الوارد تعرض العُملات المُشفرة للاختراق، ما يعني إمكانية سرقة معلوماتك الشخصية. وأخيرًا، قد لا تتمكن من استخدامها في شراء سلع أو خدمات، إذا لم يكن لديك جواز سفر ساري المفعول أو أشكال أخرى لتحديد الهوية.
ولهذا فالحقيقة أن مخاطر العُملات الرقمية عديدة ومتنوعة، وإليك أكثر هذه المخاطر شيوعًا:
- مخاطر تقلبات الأسعار.
- مخاطر التعرض للاحتيال.
- مخاطر اختراق المحافظ الإلكترونية.
- مخاطر غسيل الأموال.