«أفاتار: طريق الماء» هل يثبت قدرته على النجاح مجددًا في 2023؟
منذ ظهور التجربة الرائدة لفيلم «أفاتار» عام 2009 وتحقيقه نجاحًا مُنقطع النظير بسبب الإبهار والمؤثرات البصرية التي اعتمد عليها الفيلم وكانت من الأمور غير المُعتادة في ذلك الوقت على شاشة السينما، ظل محبوه ينتظرون بشوق إصدار جزء جديد لفيلمهم المفضل، وطال هذا الانتظار حتى نهايات العام الماضي 2022 بظهور الجزء الثاني بعنوان «أفاتار طريق الماء - (Avatar: The Way of Water)».
ولكن هل سيحقق هذا الجزء ما حققه نظيره منذ أربعة عشر عامًا؟ أم أنه كان تجربة فريدة في وقتها فقط وسيخبو نجمه وسط عشرات التجارب الحديثة للأفلام ثلاثية الأبعاد؟ هذا ما سنعرفه في التقرير التالي.
إيرادات خيالية
بما أن النجاح الحقيقي للأفلام يُقاس بحجم الإيرادات، فيمكننا القول إن «أفاتار: طريق الماء» حقق نجاحًا مُنقطع النظير منذ بداية عرضه في ديسمبر الماضي، حيث تربع على عرش الإيرادات في شباك تذاكر السينما الأمريكية مُحققًا إيرادات تقارب 90 مليون دولار خلال فترة أعياد الميلاد فقط – بالرغم من العواصف الثلجية التي تتعرض لها البلاد في ذلك الوقت – بينما وصل حجم إجمالي الإيرادات إلى 287.7 مليون دولار على المستوى المحلي، مليار وثلاثمائة وسبع وتسعون مليون دولار عالميًا ليحتل بذلك المركز الثاني بعد فيلم «مافريك» في قائمة أعلى الأفلام إيرادات لعام 2022 .
إقرأ أيضاً: مليار دولار في 14 يومًا.. «2 Avatar» أسرع فيلم يحقق إيرادات بعام 2022
بالرغم من نجاحه الساحق.. هل يُعد «أفاتار» فيلماً عنصرياً ؟
على الرغم من النجاح مُنقطع النظير لفيلم «أفاتار» بجزئيه الأول والثاني، إلا إنه يواجه العديد من الاتهامات بالعنصرية والتحيز للجنس الأبيض، فبعيدًا عن المؤثرات والخدع البصرية، فإن قصة الفيلم تدور حول رجل أبيض يحاول استعمار بلد غني بالثروات، مع محاولة السكان الأصليين لـ«باندورا» المقاومة والدفاع عن أرضهم، فالكثيرون يرون أن الفيلم ما هو إلا انعكاس للواقع من محاولات المُستعمر الأبيض النيل من خيرات وثروات الشعوب السمراء.
فسكان «باندورا» ما هم إلا إسقاط على المواطن الإفريقي أو اللاتيني وغيرهم ممن نهب ذوي البشرة البيضاء ثرواتهم، خاصة وأن الفيلم يُظهر كيف لم يستطع السكان الأصليون الانتصار وحدهم إلا بتعاطف أحد أفراد المعسكر الأبيض معهم – وهو بطل الفيلم «جاك سالي» – ضابط البحرية الذي يتمرد على قائده ويُقرر الانضمام لسكان «باندورا» وتوحيد صفوفهم والاستعانة بخبرته العسكرية لطرد المستعمرين، فيصبح الانتصار على المُغتصب الأبيض بفضل رجل من ذوي البشرة البيضاء أيضًا، كما يظهر «جاك» في الجزء الثاني «أفاتار: طريق الماء» وقد أصبح قائدًا لسكان الكوكب وتزوج وأنجب البنات والبنين وحقق حياة هادئة ومستقرة على «باندورا».
إقرأ أيضاً: بعدما حقق الجزء الأول 3 مليارات دولار.. بدء عرض فيلم «2 Avatar»
«أفاتار» وإبهار بصري بلا حدود
كان لعنصر الإبهار البصري دور كبير في النجاح الساحق للجزء الأول من فيلم «أفاتار» حين عُرض للمرة الأولى 2009، فقد كان يُشكل تجربة فريدة من نوعها كأول فيلم يُعرض بالتقنية ثلاثية الأبعاد، ولكن بالتأكيد هذا العامل تقلص إلى حد ما في وقتنا الحالي، ومع عرض الجزء الثاني «أفاتار: طريق الماء» حيث تطورت الأمور بشكل كبير، وأصبح الأفلام ذات التقنية ثلاثية الأبعاد أمر مُعتاد بالنسبة للجمهور خاصة بعد ظهور أفلام قوية كسلسلة «مارفل» وما رافقها من إبهار بصري وخيال رائع، ما شقّ على جيمس كاميرون في خلق المزيد من الإبداع في جزئه الجديد من «أفاتار» وقد نجح في ذلك بشكل كبير من خلال المشاهد أسفل المياه.
ومن جانب آخر يوجه بعض النقاد اللوم لمثل هذه النوعية من الأفلام التي تعتمد على خلق صورة غير حقيقية بأنها تُقدم سينما مزيفة، فعند مشاهدة كواليس تصوير «أفاتار» نجد كيف يؤدي الممثلون المشاهد بكاميرات مُثبتة فوق رؤوسهم ما يخلق حالة من عدم الاندماج مع الأداء، وفقًا لما يراه العديد من النقاد. ولكن في نهاية الأمر تبقى هذه النوعية من الأفلام محط جذب واهتمام للعديد من الجمهور .