تحدي التئام الجروح.. هل تنهيه تقنية الجلد الاصطناعي؟
تعد الحروق من أشد أنواع الإصابات التي تصيب الجلد، والتي تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج، وربما الجراحات المتعددة، لذا عكف فريق عمل من مختبر "أورغو" الفرنسية على عمل مشروع (جينيسيس) الذي يهدف إلى إنتاج الجلد الاصطناعي، ما يتيح معالجة إصابات الحروق الشديدة دون الحاجة إلى جراحات زراعة الجلد المؤلمة، وما فيها من مخاطر كرفض الجسم للجلد المنزرع.
هل تخيلت جلدًا صناعيًّا بديلاً للاصقات الطبية؟
عندما يصاب الجلد بالجروح فإننا نلجأ إلى اللاصقة الطبية لتضميده، ولكن هل تخيلت لو كانت هذه اللاصقة هي جلد اصطناعي يعالج الحروق والإصابات الشديدة بالجلد؟ هذا ما يعكف باحثو مشروع (جينيسيس)، ما يقرب من عامين على العمل عليه لإنتاج جلد اصطناعي، يكون بمنزلة أمل لمصابي الحروق الشديدة التي تحتاج إلى عمليات جراحية معقدة وطويلة لزراعة الجلد.
مشروع جنوني!
وصف غيريك لو لو، رئيس الفرع الطبي لشركة "أورغو"، وهي شركة عائلية تأسست عام 1880، وذات خبرة طويلة في مجال علاج الجروح المزمنة مثل تقرحات الساق والقدم السكري المشروع بـ(المشروع الجنوني)، وذلك نظرًا لأن الجلد الاصطناعي يجب أن يتوفر لجميع المرضى بسعر معقول وفي متناول الجميع.
اقرأ أيضًا: هلام مشحون كهربائيًّا يساعد على علاج الجروح الخطيرة.. كيف ذلك؟
هذا المشروع يُعد من المشروعات التكنولوجية التي تحتاج إلى قدرات وإمكانات فائقة تتمثل في إنشاء جميع وظائف الجلد الطبيعي في الجلد الاصطناعي، وكذلك حمايته من المخاطر الخارجية مثل درجات حرارة الجو المتغيرة، علاوة على تكلفته الباهظة التي تصل إلى 100 مليون يورو حيث تشارك فيه جهات صحية عديدة من القطاع العام والخاص على حد سواء، وتستهدف التجارب الوصول إلى نتائج حقيقية بحلول عام 2030.
هذا وقد أوضح لوران أبير مدير أبحاث شركة "أورغو" أنه منذ العقد الأول من القرن الـ21، استطعنا تحقيق طفرة كبيرة في مجال التئام الجروح وجعل ضمادة الجلد أكثر فاعلية في هذا الأمر، ما يعد طفرة حقيقية في هذا المجال.
التئام الجروح هو التحدي الحقيقي
أوضح مؤسس شركة فرانسو دوفاي، التي تتولي مختبراتها عمل تجارب حقيقية حول كيفية التئام الجروح دون ضمادات، أن عملية التئام الجرح تمر بمراحل متعددة، تتدخل فيها العديد من العوامل كالرطوبة والحرارة.
وأضاف أن الضمادة لم تعد توفر له المجال المناسب، ليلتئم بشكل تام.
اقرأ أيضًا: أمل جديد للشفاء من الحروق.. والسر في هذا الفيتامين
وقد قامت عدد من الشركات البحثية في فرنسا عام 2015 بابتكار جهاز يشبه الصندوق الصغير يوضع حول الجرح دون أن يلامسه ويوفر له البيئة المناسبة للالتئام، وقد أصبح الاهتمام بمجال التئام الجروح يأخذ حيزًا كبيرًا في الأوساط الطبية، حيث أصبح نحو 20 مستشفى تستخدم هذه التقنية اليوم، كما يعتزم عدد من رجال الأعمال التقدم بطلب ترخيص في الولايات المتحدة سنة 2023 لجهاز مشابه للاستخدام المنزلي.
هذا وقد عملت إيزابيل فرومانتان المسؤولة عن وحدة أبحاث الجروح والالتئام في معهد "كوري" بباريس مع فريقها على صنع ضمادة مضادة لرائحة الجروح النخرية في بعض أنواع السرطان، أما جامعة ساوث أستراليا، فقد عملت على ابتكار ضمادة لعلاج حروق الأطفال باستخدام تقنية جزيئات الفضة النانونية التي تتفاعل مع تغيرات الحرارة ما يحد من التهاب الجروح.
ولكن في النهاية الضمادات وحدها ليست الضمان الوحيد لالتئام الجروح، فهناك عدة عوامل تتدخل في الأمر مثل عمر المريض وحالته الصحية العامة.