«شفروليه سيلفرادو زد أر 2».. البطلة التي لا تُقهر (تجربة قيادة)
كونها تنافس ضمن فئة الشاحنات كاملة الحجم التي تُعد جزءًا من الثقافة الأمريكية التي تُفيد بأنّ مالك هذا النوع من وسائل النقل، وبغض النظر عن طبيعة عمله، لا تكتمل شخصيته الرجولية إلا إذا كان يملك في مرآبه شاحنة كاملة الحجم، كان لا بد لـ «سيلفرادو زد أر 2» أن تتمتع بتصميم مصقول يُظهر حضورًا قويًا على الطريق، وهذا تحديدًا يمكن ملاحظته عند النظر للشاحنة.
إلا أننا سنأتي على ذكر الشكل بعد قليل، فقبل ذلك يجب علينا توضيح أمر بسيط وهو أنه رغم افتقار «زد أر 2» للمواصفات الرنانة التي يوفرها طرازي «إف 150 رابتور أر» من «فورد» و«تي أر إكس» من «رام»، إلا أنها وبفضل تركيبتها المتوازنة من جهة وشخصيتها العصرية وخطوطها الرياضية مفتولة العضلات من جهة أخرى، أضف إليها سعرها الأكثر اعتدالاً، أصبحت منافسًا شرسًا على صعيد الخيارات المتاحة في الأسواق، إن لم تكن منافسة مُباشرة لقمة الأداء لدى «رام» و«فورد».
وكي نكون على الوعد، لا بد من التوقف عند تصميم السيارة الخارجي، فالأخير يجعلها تبدو رياضيةً أقوى حضورًا مما يتوفر لـ«رابتور» و«تي أر إكس» - رغم أنّ قدراتها الميكانيكية لا تسمح لها بذلك أبدًا - إذ تشمل سمات التصميم على غطاء محرك يتخذ شكل مجموعة من القبب رياضية الطابع، شبكة تهوية واسعة تحتوي على شعار شفروليه مفرغ في وسطه لتعزيز الطابع الرياضي والصادم الأمامي الذي لا يُغطي القسم الأمامي من الإطارات لتعزيز قدرات الشاحنة على الاقتراب والابتعاد خلال القيادة في المناطق الوعرة.
هذا دون أن نغفل ذكر أنّ تصميم «سلفرادو» بشكلٍ عام ينبض بروح الحداثة والشخصية الشبابية البعيدة كل البعد عن الظهور بمظهر الشاحنة المُخصّصة للأعمال أو وسيلة النقل التي لا تناسب من تسيطر عليه روح الشباب.
رغم ذلك، إلا أنّ هناك برأيي مشكلة صغيرة في تصميم الخطوط الخارجية للسيارة، إذ إنه ومن مقصورة القيادة يمكن للسائق والراكب إلى جانبه ملاحظة أنّ القبة الرئيسة الموجودة على الغطاء الأمامي مُغلقة، أي أنها لا تلعب أي دور في تبريد المحرك ولا تحتوي على عدادات كتلك التي كانت تتوفر لدى الأسطورية «بونتياك ترانس إم» في الماضي.
اقرأ أيضًا:«شفروليه» تقدم مفهومًا جديدًا للتخييم والمغامرة بطراز «سيلفرادو ZR2»
وهنا، ورغم أنّ وجود عدادات إضافية في عصر الرقمنة بات أمرًا غير طبيعي، إلا أننا كنا نتمنى لو جُهز جانب القبة المواجه للمقصورة بشبكة تهوية، ولو كانت هذه الشبكة ستكون غير فعّالة على الصعيد العملي، إلا أنّ شكلها كان ليكون أفضل.
ميكانيكيًا، يتم توفير قوة 420 حصانًا من خلال محرك يتألف من ثماني أسطوانات تبلغ سعته 6.2 ليترات ويتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية من عشر نسب.
على صعيد الأداء، يمكن لـ«سلفرادو زد أر 2» التي يبلغ وزنها 2625 كلغ أن تنطلق إلى سرعة 100 كلم/س بزمن لا يتجاوز الـ 6.1 ثوان قبل أن تصل إلى سرعة قصوى محدّدة إلكترونيًا عند 158 كلم/س، أي أنها تتخلف بمقدار 0.5 ثوان عما تتمكن «فورد إف 150 رابتور» من تحقيقه على صعيد التسارع وتتفوق بمقدار 0.3 ثوان عن رام 1500 ريبل.
مع عدم وجود محرك بقوة 700 حصان يمكنها من خلاله أن تنال اهتمام المراقبين، فإنّ عامل الجذب الرئيس لـ«سلفرادو زد أر 2» هو، بالإضافة إلى خطوطها الخارجية الرياضية الشبابية، نظام تعليقها القائم على مجموعة من أربعة مخمدات تمّ ضبطها بتوازن ذكي، فبالمقارنة مع المخمدات التقليدية، توفّر المخمدات الجديدة للمهندسين تحكمًا أفضل في سمات التخميد وأداء أكثر اعتمادية واستدامة على مدار عمر الشاحنة.
يدفع كل مخمد من مخمدات «زد أر 2» السائل عبر أحد أجسام الصمامات الثلاثة حسب وضعية العجلة.
وعندما يكون التعليق بالقرب من حدود حركته القصوى، أي 9.6 بوصات في الأمام و10.6 بوصات في الخلف، فإنّ المخمدات تعتمد على الصمامات التي تمّ ضبطها للتعامل مع الصدمات القوية.
وتتخذ «شفروليه سلفرادو زد أر 2» نهجًا منحازًا للقيادة على الطرقات الوعرة، إذ تنال قوة السحب التي تحتاجها من خلال ترس تفاضلي على العجلات الأمامية والخلفية، وعلبة نقل توفر أربع أنماط قيادة هي دفع بالعجلات الخلفية بدوران سريع، دفع أوتوماتيكي، دفع بالعجلات الأربع مع دوران سريع ودفع بالعجلات الأربع بدوران بطيء متماسك.
وخلال تجربة القيادة التي اتخذت من مسارات «أكس كواري» الوعرة في الشارقة مسرحًا لها في القسم الأول ثم الطرقات والكثبان الرملية المحيطة بمنتجع البداير في القسم الثاني، تبيّن لنا أنّ «سلفرادو زد أر» توفر قدرًا كبيرًا من المتعة خلال قيادتها، متعة تأتي من خلال مقود خفيف ولكن دقيق في توجيهه، ومن جهاز تعليق يجمع بين التماسك الذي يساعد السائق بالحفاظ على سيطرته على مجريات الأمور وبين الراحة التي توفرها في العادة مركبات الاستخدام المتعدد الفاخرة وكبيرة الحجم.
ولعل أكثر ما يثير الدهشة من قدرة «زد أر 2» على الطرق الوعرة هي قدرتها على الطرقات المعبّدة، فهناك توفر المخمدات تحكمًا أفضل في الجسم بالمقارنة مع الفئات التقليدية من «سلفرادو»، فالانقيادية هنا حازمة دون أن تكون قاسية أو مُتعبة، أما عند الانعطاف فتوفر عجلات «سلفرادو» تماسكًا بشكلٍ ملحوظ لشاحنة تزن ثلاثة أطنان، ويعود الفضل في ذلك على الأرجح للصلابة الهيكلية التي يمكنك الشعور بها، أو ربما يكون من الأدق القول إنه لا يمكنك الشعور بنفس أوجه القصور الهيكلي الذي تلاحظه في الشاحنات الأخرى.
من الداخل، تتمتع «زد أر 2» بمقصورة فاخرة تسيطر عليها روح الحداثة، إذ تتميز لوحة القيادة بتصميم أنيق ومتطوّر، بالإضافة إلى ذلك لا يُنظر إلى جودة البناء فقط على أنها جيّدة جدًا، بل أيضًا لائحة المواصفات القياسية ليست أقل من كونها شاملة.
المقاعد الجلدية المعدّلة كهربائيًا مدعمة جيدًا وتوفر احتضان واثق لأجسام الركاب وتوفر مستويات عالية من الراحة.
المقود المتعدد الوظائف ذو الحواف السميكة والمغلّفة بالجلد، مثير للإعجاب أيضًا.
وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أنّ «شفروليه سيلفرادو» بجيلها الحالي، والتي تتمتع بمواصفاتٍ عالية وتصميم عصري، تُشكّل منافسة صعبة المراس للخيارات المتوفرة في الأسواق.