إلى أين تتجه صناعة الساعات الفارهة في 2023؟
شهد العام 2022 العديد من التحولات والتغيرات الاقتصادية، جراء الأحداث التي شهدها العالم في كثير من القطاعات، لاسيما في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وما ترتب على هذا كله من تبعات وتداعيات كان لها بالغ الأثر على النمط السلوكي للمُستهلكين.
وبطبيعة الحال، لم تكن صناعة الساعات الفاخرة في منأى عن كل هذه الظروف الراهنة، إذ تأثرت هي الأخرى، نتيجة تفاوت القدرات المالية على الصعيد الشرائي بالنسبة للأفراد، وهو ما جعل البعض يتكهن بحدوث تغييرات عديدة بتلك الصناعة في 2023.
قبل البدء في الحديث عن أبرز الاتجاهات التي يتوقع أن تسود سوق الساعات خلال العام 2023، نود الإشارة لما هي عليه الصناعة الآن في ظل تزايد الاهتمام بعالم الساعات بصورة متنامية خلال الأعوام العشرة الأخيرة، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على كثير من الأجيال فيما يخص الساعات على صعيد المظهر العام والأناقة.
بالإضافة لتعامل آخرين مع الساعات من منظور استثماري، انطلاقًا من إدراكهم الفرص المُتاحة والمُحتملة للكسب من هذا المجال من خلال الاستثمار في أسهم بعض علامات تصنيع الساعات سواء المُدرجة في البورصة السويسرية أو غيرها من البورصات.
ولعل هذا الاهتمام الذي بات يحظى به قطاع تصنيع الساعات في وقتنا هذا هو ما يوضح إلى أي مدى وصل هذا المجال من تطور، وإلى أي مدى يتوقع أن يصل إليه خلال الأعوام المُقبلة.
ونستعرض فيما يلي قائمة تبرز أهم التنبؤات الخاصة بالاتجاهات التي يُرجح أن يشهدها سوق صناعة الساعات خلال عام 2023 والأعوام التي ستعقبه، في ظل كل هذه المتغيرات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، والتي ستنعكس بلا شك على كل المجالات.
عودة الساعات الكلاسيكية
لا شك أن الساعات الرياضية ظلت أكثر موديلات الساعات رواجًا لفترة من الوقت، والأسباب وراء ذلك مفهومة، فهي ساعات متنوعة وشاملة الإمكانيات.
لكن بدأ يتراجع الطلب عليها نوعًا ما مع ارتفاع أسعارها، حتى مع هدوء حركة البيع والشراء في 2022، لأن أسعارها كانت لا تزال مُرتفعة.
والآن مع استقبال العالم عام جديد، يبدو أنه سيكون أكثر صعوبة على الصعيد الاقتصادي من سابقه، يتوقع أن يكون أول الاتجاهات السائدة في مجال تصنيع الساعات عام 2023 هو عودة الساعات الكلاسيكية البسيطة، التي تتسم بكونها أقل في السعر، بما يعني أنها ستكون أكثر اقتصادية بالنسبة للمستهلك.
أقراص الساعات الملونة «بما في ذلك الأقراص البيضاء»
الاتجاه الثاني المُتوقع أن يكون حاضرًا في صناعة الساعات خلال العام 2023 هو المُتعلق بتصنيع أقراص ساعات مُلونة، إذ يتوقع أن تصير هناك مجموعات أكبر من الألوان التي تُستخدم في مختلف أنواع الساعات بمختلف فئاتها السعرية.
وبالنسبة للعلامات المُتوقع أن تتبنى هذا الاتجاه بشكل كبير خلال 2023، فتأتي في مقدمتها علامات روليكس، أوميغا وتاغ هوير.
ومن الألوان التي يتوقع بروزها واعتمادها لأقراص الساعات في 2023 الأخضر، العنابي، الأصفر، البرتقالي، الأزرق الفاتح وكذلك الأبيض.
اقرأ أيضًا:هل عالم صناعة الساعات الفاخرة مستعد لتبني البلوك تشين؟
عودة الساعات ثنائية اللون
أما الاتجاه الثالث المُتوقع بروزه في 2023 فهو المُتعلق بإعادة طرح الساعات ثنائية اللون لإضفاء بعضا من التجديد.
ورغم سابق محاولة بعض العلامات مثل روليكس القيام بذلك، لكن المحاولة كانت على نطاق محدود، لذا يتوقع أن يشهد 2023 عودة هذا الاتجاه على نطاق أكبر.
تصغير حجم العلبة
رغم بدء التحول مؤخرًا لهذا الاتجاه، لم تفصح العلامات التجارية بعد عن حجم علبة الساعة المتوقع بعد التصغير.
ومع هذا، فإن المؤكد هو أن ذلك سيكون أحد الاتجاهات البارزة في مجال تصنيع الساعات خلال عام 2023، والتوقعات هو أن تحل المقاسات التي تتراوح من 35-37 وكذلك من 38-40 بدلاً من المقاسات التي تتراوح من 41-43 ومقاسات الـ 44-46 ملم، إذ يبدو من الواضح أن الاتجاه القادم سيركز على تصنيع ساعات أصغر في الحجم في ظل غلاء الأسعار وتراجع القوة الشرائية.