جائزة الحذاء الذهبي.. تاريخ طويل وصراع شرس للفوز بالفخر
العديد من الجوائز الكروية حول العالم تُجبرنا على التساؤل هل هي مصنوعة من الذهب الخالص حقًا كما يوحي اسمها؟ أم أن اسمها لا علاقة له بذلك.
صراع شرس خاضه كل من كيليان مبابي وليونيل ميسي على لقب الحذاء الذهبي لأفضل هداف في كأس العالم بعد شهر من الأداء الاستثنائي في قطر 2022، ولكن ما هي هذه الجائزة، وهل هي مصنوعة من الذهب حقًّا؟ هذا ما نتعرف عليه في السطور الآتية.
التعريف بالجائزة
جائزة الحذاء الذهبي المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هي جائزة تمنح للاعب الذي يحرز أكبر عدد من الأهداف خلال نسخة واحدة من كأس العالم، وتنتقل إلى هَداف آخر في النسخة التالية وهكذا.
منذ بدء كأس العالم في 1930، كان يحدث تصنيف اللاعبين الذين أحرزوا أكبر عدد من الأهداف، ولكن دون منحهم جائزة الحذاء الذهبي التي بدأت بشكل رسمي في 1982، وبالتحديد كان الإيطالي باولو روسي أول من تسلمها.
لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد ذلك، قام بمنح هذه الجائزة للهدافين الأحياء بأثر رجعي، ونتذكر كيف أن جيرد مولر هداف ألمانيا في مونديال 1974 قد حصل على الجائزة فيما بعد.
ولكن ماذا يحدث في حال تساوي أكثر من لاعب برصيد الأهداف؟ هنا اختلفت المعايير وفق سنوات منح الجائزة.
في البداية، كان يجري ترتيب ثلاثي يحصل فيه صاحب المركز الأول على الحذاء الذهبي، ويحصل الباقون على جوائز أخرى، وفي حال التساوي يتقلد اللاعبون المتساوون في الأهداف الجائزة نفسها، ونظرًا لأن هذه الحالة لم تحدث في مونديالات 1982 الذي حصل على لقب الهداف فيه الإيطالي باولو روسي و1986 الذي حصل فيه الإنجليزي جاري لينيكر على الجائزة و1990 مع الإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي، فإنه لا توجد حالات تاريخية واضحة لتناصف الجائزة أو التشارك بها بين أي من اللاعبين.
اقرأ أيضًا: زوجة محمد صلاح تفاجئ الجمهور في احتفاله بالحذاء الذهبي
ومع مونديال 1994 الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، أضيفت لوائح جديدة تنص على فض الشراكة في الحصول على لقب الحذاء الذهبي، من خلال احتساب التمريرات الحاسمة والمساهمات التهديفية.
وفي 2006، باتت الجائزة تمنح حال التساوي في الرصيد التهديفي لنسبة التهديف قياسًا إلى عدد دقائق المشاركة.
في 2010، جرى عمل تصميم مختلف أشرفت عليه شركة "أديداس" للجائزة، وتغير اسمها من "Golden shoe" إلى "Golden Boot".
هل هو مصنوع من الذهب الخالص؟
سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين بكل تأكيد، هل الحذاء الذهبي مصنوع من الذهب الخالص؟ والإجابة قطعًا هي لا.
الحذاء الذهبي عبارة عن سبيكة نحاسية عريضة مطلية بالذهب، وهذا شأن الأحذية الذهبية حتى في الدوريات الأوروبية الكبرى، لأن تكلفة صناعة مجسم ذهبي غير مفرغ (مصمت) يكون ضخمًا للغاية.
الحذاء الذهبي في صيغته الحالية يزن حدود الكيلوغرام الواحد، واللون الذهبي البراق ناتج عن طلاء حقيقي، ومسماه "الحذاء الذهبي" يوحي بأنه ذهبي اللون، ولكن إذا كان مصنوعًا من الذهب الخالص، فكان من الأجدر أن يطلق عليه "حذاء الذهب".
أيًّا يكن، فإن قيمة هذه الجائزة بالنسبة للحاصل عليها لا تقتصر أبدًا على الجانب المادي، أهم جزء في قيمتها هو توثيق هذا الإنجاز في كتب التاريخ باسم اللاعب الذي أحرز أكبر عدد من الأهداف في أهم بطولة كروية.