لماذا يزيد الشعور بمرور الوقت أسرع مع التقدم في العمر؟
مع التطور التكنولوجي ونمط الحياة السريعة التي نعيشها، أصبح الوقت يمر سريعًا علينا وتنتهي سنوات العمر دون أن نشعر، ويزيد الأمر سوءًا عند التقدم في العمر.
واتفق نسبة 77% من من 918 مشاركًا في دراسة حديثة في المملكة المتحدة، أن سنوات العمر تمر بشأن أكبر مع التقدم في العمر.
وكشف المشاركون أن الوقت أصبح يمر بوتيرة أسرع عكس أيام الطفولة، ورجعوا ذلك إلى الطريقة التي نختبر بها تغير مرور الوقت مع تقدم العمر، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بتسارع الوقت، وفق ما نشرت مؤسسة "the conversation" غير الربحية.
تجربة الطفولة
وتشير الدراسة إلى أن 12 شهرًا لطفل يبلغ 7 سنوات تمثل نسبة كبيرة من حياته، في حين تعد بالنسبة لشخص تجاوز 45 من عمره مجرد فترة صغيرة من تجربته الحياتية.
ويعتمد الأشخاص على الذاكرة والأحداث لتحديد وتقدير المدة، وبالنسبة للطفل جميع الأحداث تكون جديدة لديه، وتترك ذكرى على عكس الكبار الذين قد يكونون مرّوا بالتجربة من قبل، ما يضغط الوقت النسبي بين الأعوام المختلفة لديهم.
اقرأ أيضًا: دراسة تؤكد: التمارين البسيطة تقلل من مشكلات الذاكرة لدى كبار السن
وعند حكم الأشخاص على المدة أو الوقت يسير الأمر نحو الحكم على الذكريات التي صنعت في تلك الفترة أو الاهتمام لأمر ما خلالها، سواء كانت علاقة أو مغامرة أو رحلة سفر شائقة، وكلما زادت الذكريات يزيد معها بشكل مماثل الشعور بمرور الوقت.
تأثير الأحداث على مرور الوقت
ويفسر المخ الفترات الزمنية وفق عدد الذكريات والمهام، ففي التقدم بالعمر تقل الأنشطة والذكريات الجديدة وتصبح الحياة روتينية بشكل أكبر، ما يقلل من عدد الذكريات الجديدة، ومن ثم يكون مرور الوقت أسرع.
وكلما تقدم الشخص في العمر يتذكر أقل في الحياة اليومية، وتخطئ الذاكرة بشكل أكبر، وتقل التجارب الجديدة عن تجارب الشخص عندما كان أصغر عمرًا.
اقرأ أيضاً: ما متوسط الوقت الذي يقضيه الفرد يوميًّا على مواقع التواصل؟
ويزيد إحساس الشخص بمرور الوقت بشكل أسرع في كل عام نظرًا لعدم وجود توقعات وأحداث جديدة في حياته، ويوضح ذلك مدى تأثير الأحداث والتجارب في شعورنا بالوقت، ما يدل على أن الروتين يشوه الوقت.
ودللت الدراسة على نتائجها بشعور العالم بمدى طول مدة مرور جائحة كورونا، حيث تغير الروتين اليومي لجميع البشر حول العالم، ما أدى للشعور بأن فترة الجائحة كانت طويلة.