ماكلارين أرتورا Vs فيراري 296 جي تي بي.. صراع الحلبات ينتقل للطريق
بعيدًا عن الصراع الذي شهدته حلبات "فورمولا واحد" غير مرة، لم تكن منافسة فيراري مع ماكلارين في صالات العرض متكافئة يومًا، فإذا كانت معدات قياس الوقت على الحلبة لا تقرأ سوى لغة الأداء العالي الذي برعت فيه ماكلارين في أكثر من محطة من محطات مشاركاتها في سباقات الفئة الأولى، فإنّ أذواق المستهلكين لها مفاهيم مختلفة.
فعلى صعيد التسمية، قد تكون كلمة "فيراري" هي الأقوى تأثيرًا على السمع.
وعلى صعيد الخطوط الجذابة، فحدِّث ولا حرج، إذ إنّه يستحيل علينا ذكر جميع الطرازات الفاتنة التي حملت على جسمها شعار الحصان الجامح.
أما على صعيد الشعور خلال القيادة، فإنّ ما تولده سيارات العم أنزو في نفس السائق يتجاوز حدود الانتقال من نقطة جغرافية إلى أخرى ليصل إلى حدود الانتقال من الرتابة إلى عالم من الإثارة الخالصة.
ماكلارين التي تدرك ذلك تمامًا، لعبت على وتر مختلف، كي تحجز لنفسها مكانًا تحت شمس ساحة السيارات المميزة، من خلال طرازات تحمل تصميمات مثيرة، ومواصفات مستمدة بشكلٍ مباشر من عالم السباقات، أبرزها الهيكل المصنوع من ألياف الطربون، الذي يأتي بشكلٍ قياسي على مختلف طرازاتها، بما فيها طراز أرتورا الذي سنتحدث عنه اليوم، والذي يُعتبر الطراز المُدخل إلى ماكلارين تمامًا، كما هي فيراري 296 جي تي بي، التي تُعتبر الخيار السوبر رياضي الأقل كلفة ضمن إسطبل فيراري.
اقرأ أيضًا:مواصفات ومميزات Ferrari 296 GTB.. بداية عهد جديد لفيراري
في الشكل.. هل هناك مِن منتصر؟
على صعيد التصميم الخارجي، وعلى الرغم من أنّ فيراري كما ذكرنا هي العلامة التجارية التي اشتهرت دومًا بطرازات الساحرة تصميميًّا. وعلى الرغم من أنها لم تشذ عن هذه القاعدة قطّ مع 296 جي تي بي الأنيقة بشكلٍ كبير، والتي تتمتع بصلة واضحة مع إرث الحصان الجامح، فإنّه من الصعب علينا أن نحسم معركة الشكل الخارجي لصالحها على حساب أرتورا، خاصةً أنّ الأخيرة قد تكون واحدة من أجمل سيارات ماكلارين، فهي تتمتع بجاذبية عالية وخطوط مثيرة من دون أن تقع في فخ الابتذال.
مع أرتورا اعتمدت ماكلارين قاعدة عجلات جديدة خفيفة الوزن ومحركًا من ست أسطوانات، إلا أنّ هذه الأسطوانات الست لا تجعل أرتورا أقل أهمية من شقيقاتها المزوّدة بالمحرك ذي الأسطوانات الثماني على صعيد القدرات.
فمن خلال تعزيزها بمجموعة دفع كهربائية تعمل بالبطارية، فإنّ جديدة الصانع البريطاني قادرة على توليد قوة مجتمعة تبلغ 671 حصانًا.
من جهتها، اكتفت فيراري 296 جي تي بي بمحرك من ست أسطوانات (لأول مرة على متن سيارة تحمل شعار فيراري) ومنظومة هجينة ضمن تركيبة ميكانيكية تعتمد على محرك من ست أسطوانات مثبّتة بزاوية انفراج تبلغ 120 درجة بسعة 2.9 لتر، يتصل بنظام شاحن هواء توربو ومحرك كهربائي ليكون مجموع ما تولده هذه المجموعة المحركة قوة 818 حصانًا.
المواصفات التقنية
ويوفّر هيكل أرتورا الجديد المصنوع من ألياف الكربون مزيدًا من الخفض في الوزن، فمن خلال دمج شبكة إيثرنت تمّ تقليل الكتلة التي كانت تشغلها الكابلات التقليدية، لتأتي النتيجة من خلال هيكل أخف بنسبة 10 في المئة من هياكل ماكلارين السابقة، وهذا ما سمح بالتعويض عن الوزن المرتفع للمنظومة الهجينة. فعند ضبط نمط القيادة على الوضع الكهربائي حصرًا، يمكن للسيارة أن تنطلق بسرعة تصل إلى 130 كيلومترًا في الساعة، ولمدى يبلغ 17 كيلومترًا.
أما عند الرغبة بالوصول إلى الحدود القصوى فستتمكن السيارة من الانطلاق إلى سرعة 100 كلم/ س بزمن لا يتعدى الـ 3 ثوانٍ، قبل أن تتوقف عملية التسارع عند الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 330 كلم/س.
في المقابل ولدى الإيطالية الفاتنة فيراري، وللحد قدر الإمكان من الحجم والوزن، جرى دمج نظام التّبريد والبنية ونقاط التّثبيت في مكوّن واحد، كما تحتوي وحدة الخلايا على 80 خلية مترابطة بشكلٍ متسلسل.
ويتم تركيب كل جهاز تحكم إشرافي بالخلايا بشكلٍ مباشر ضمن الوحدات للحد من الوزن والحجم.
ويرتكز محوّل السيارة الجديدة على وحدتين من السيليكون موصولتين بالتوازي.
وقد خضع نمط توصيل الطاقة فيها لتحقيق الزيادة في العزم في المحرك الكهربائي البالغة 315 نيوتن متر.
ويحوّل هذا المكوّن الطاقة الكهربائية بكفاءة عالية للغاية (أكثر من 94 في المئة)، ويمكنه تأمين الطاقة اللازمة لتشغيل محرك ست أسطوانات، عندما يكون الطلب على الطاقة الكهربائية في أوجه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المجموعة المحركة في فيراري وبالتعاون مع جسمها الخارجي ذي التصميم الانسيابي عالي الفعالية، تمكّن السيارة من الانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 2.9 ثانية قبل أن تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 330 كلم/س.
داخل المقصورة
تُعتبر مقصورة 296 جي تي بي أنيقة ببساطتها، باستثناء المقود، فالأخير معقّد من خلال احتوائه على أدوات تحكم عديدة تعمل باللّمس، ومن ثَمَّ تُبقي السائق عرضةً للوقوع في خطأ لمسها خلال القيادة، الأمر الذي من شأنه إرباكه بعض الشيء.
بخلاف ذلك، تتميز لوحة القيادة بواجهة رقمية بالكامل مشتقة مما يتوفر في طراز إس إف 90.
اقرأ أيضًا: ماكلارين ELVA 2021 صاروخ بقمرة قيادة مفتوحة وأداء خارق
خلف أبوابها التي تُفتح للأعلى، توضح أرتورا إلى حدٍّ كبير نهج ماكلارين الذي ينحاز نحو العملية على حساب الأناقة. ولكن مع ذلك، فإنّ المقصورة مزيّنة بمواد فاخرة، على غرار الجلد والميكروسويد.
كما يُسجل لصالح أرتورا أنّ ألياف الكربون فيها أقل وضوحًا مما هو معتاد في طرازات ماكلارين الأخرى، أما المقود فهو شبه خالٍ من الأزرار فهو في النهاية موجود كي يقوم السائق من خلاله بتوجيه السيارة لا أكثر ولا أقل.
الحُكم
في الختام، وعلى الرغم من أنّ سعر ماكلارين أرتورا الذي يدور في فلك الـ 900 ألف ريال سعودي يبقى أقل من سعر فيراري الذي لا يقل عن 1.1 مليون ريال سعودي، فضلاً على الفارق في القوة والشخصية كما الإرث العريق، كلها أمور تجعل هذه المقارنة غير متكافئة، إلا أنّ أرتورا بسعرها الأقل وقوتها الأقل وشخصيتها الأقل حضورًا توفر لك جرعات جديرة بالاهتمام من الإثارة.