ما أن هدأت عاصفة مركبات الاستخدام المتعدد «وهنا نقول هدأت أي أنها لم تتوقف بعد» حتى اقتنع عدد كبير من المستهلكين بأنّ هذا الخيار من وسائل النقل هو خيار مُرحب به من قبل مختلف العلامات التجارية، بما فيها تلك التي لم تكن شخصيتها تسمح بضمها إلى تشكيلة عروضها في الأسواق، حتى هبت عاصفة السيارات الكهربائية التي تسعى حكومات العالم الصناعي لفرضها خيار وحيدًا يسمح له أن يتواجد في صالات العرض مع حلول العقد الرابع من القرن الحالي.
وبما أنّ «بنتلي» وفي إطار التفاعل مع العاصفة الأولى تمكّنت مع طراز بانتايغا من فرض نفسها لاعبًا رئيسًا على ساحة الفئة الذهبية لعالم السيارات من خلال ما تتمتع به من مواصفات عالية، ها هي تواجه العاصفة الثانية من خلال طراز باتور الذي رغم أنه يستضيف تحت غطاء صندوقه الأمامي محرك احتراق داخلي يتألف من 12 أسطوانة بقوة 729 حصانًا، إلا أنه يستعرض لغة التصميم الذي تخطط العلامة التجارية البريطانية لاتخاذها في العصر الكهربائي الذي تقترب منه، والذي من المقرّر أن تُطل أول بوادره مع سيارة كهربائية بالكامل في العام 2025.
و«بنتلي» التي تسعى لحصر إنتاجها بالسيارات الكهربائية بدءًا من عام 2030، عمدت مع «باتور» لإعادة رسم توجهها التصميمي مع التركيز على تراثها العريق الذي على ما يبدو سيكون هو المنطلق نحو المستقبل، فتحت جسمها الجديد كليًا، وتعتمد «باتور» التي سيتم بناء 18 نسخة منها فقط على نفس قاعدة عجلات ومكونات كونتيننتال جي تي الميكانيكية، وكما كان اسم شقيقتها باكلار تسمية مستمد من عالم المسطحات المائية، تعتمد جديدة بنتلي علي تسمية تعود لبحيرة باتور في جزيرة بالي الإندونيسية.
اقرأ أيضًا:بنتلي بانتايجا أس.. أرستقراطية بريطانية بروح رياضية
أما الجمالية العضلية البارزة على خطوط جسم السيارة فهي نتيجة عمل فريق صغير بقيادة أندرياس ميندت، مدير التصميم الذي وصل حديثًا إلى بنتلي، والذي اعتمد لغة نمطية أعيد تصورها كي تجمع بين الأناقة والقوة.
التجربة الكاملة لتخصيص «باتور» من قبل العميل هي رحلة فريدة يأخذه فيها فرع مولينير إلى عالم حصري، بحيث لا يكتفي هذا العميل بتخصيص سيارته كما يرغب بل أيضًا ليسمح لنفسه بأن يكون من المشاركين في عملية تصميم ينتج عنها سيارة بمواصفات لا مثيل لها تمامًا كما هي شخصيته.
ودائمًا في سياق الحديث عن التصميم، ورغم أنّ شبكة التهوية الأمامية للسيارة تأتي كبيرة، أي أنها منسجمة مع التفاصيل المألوفة في سيارات بنتلي الحالية، إلا أنّ المصابيح الأمامية التي تتخذ شكل الدمعة تمثل خروجًا جذريًا عن ما هو مألوف لدى العلامة التجارية البريطانية الفاخرة المرتبطة بنمط المصابيح الدائرية الكبيرة.
خلف المقدمة مباشرةً، يوفّر غطاء المحرك الطويل لـ باتور دليلاً واضحًا على أنّ سيارات بنتلي الكهربائية بالكامل ستحافظ على المظهر المميز للعلامة التجارية، كما يذكرنا المظهر الجانبي للسيارة القوية بتاريخ بنتلي بشكلٍ مبهج ، كما أنّ أكتاف باتور المستديرة أكثر نعومةً ونقاءً من أكتاف شقيقتها كونتيننتال جي تي.
الأجزاء الوحيدة المشتركة مع سيارات بنتلي التقليدية دون أي تعديل يذكر هي المرايا الجانبية المثبّتة على الأبواب، فبما أنها تحتوي على عدد كبير جدًا من أجهزة الاستشعار التي يصعب تطويرها، قررت بنتلي المحافظة عليها كونه من غير المجدي تطوير مرايا جديدة كليًا كي يتم استخدامها فقط في سيارة محدودة الإنتاج كـ باتور.
من الداخل، تحافظ المقصورة على التصميم الأساسي للوحة القيادة الخاصة بطراز سيارة كونتيننتال، نظرًا لأن بنتلي لم تكن قادرة على تغيير أنظمة السلامة الأساسية بشكلٍ جذري كموقع الوسادة الهوائية على سبيل المثال، ولكن بالطبع تمّ تشطيب المقصورة بمواد أكثر ندرة وأكثر فخامة، مع قدرة العملاء على الاختيار من نطاق غير محدود عمليًا من الألوان وخيارات القطع، بما في ذلك مركبات طبيعية تُعتبر بديل أكثر استدامة لألياف الكربون.
اقرا أيضًا:بنتلي كونتيننتال جي تي سبيد كونفرتيبل 2022: عندما يصل الحماس لأقصى حدود الرفاهية
وكما ذكرنا في البداية، وفي حين أنّ تصميم باتور الطليعي يُعطي فكرة أكثر من واضحة عن توجه بنتلي المستقبلي في مجال الأناقة والسحر على الطريق، فإنّ محرك الأسطوانات الـ 12 المثبّتة على شكل الحرف دبليو اللاتيني W سعة 6.0 ليتر هو بالتأكيد جزء من ماضي بنتلي، التي وبحسب ما كشفت عنه يُعتبر الجيل الأخير من محركات الإحتراق الداخلي لديها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ «بنتلي» أخضعت المحرك لجملة من التعديلات طالت كل من نظام السحب وشواحن الهواء التوربينية، الأمر الذي أدى إلى تعزيز القدرة الإنتاجية إلى 729 حصانًا، بزيادة قدرة 79 حصانًا عن محرك كونتيننتال جي تي سبيد.
ومن جهته نال نظام التعليق جملة من التعديلات التي طالت المخدات الهوائية، والمخدات القابلة للتعديل بهدف تعزيز إنقيادية السيارة أكثر والتعامل مع الزيادة في قوة المحرك، علمًا أنّ هذه القوة أصبحت تستفيد من ترس تفاضلي خلفي يوزّعها بين عجلات المحور الخلفي، ليكتمل المشهد مع مكابح مصنوعة السيراميك والكربون وعجلات خاصة قياس 22 بوصة تأتي كتجهيز قياسي.