مرض «هاشيموتو».. تعرف على أسبابه وفرص الشفاء الممكنة
تُفرِز الغُدة الدرقية هرمون الثيروكسين المُحفِّز للتمثيل الغذائي، وإنتاج الطاقة داخل الجسم، بالإضافة إلى تأثيره على كل أعضاء الجسم تقريبًا؛ لذا فإنَّ إصابة الغدة الدرقية بمرضٍ، أو اختلال مستويات هرموناتها في الدم مُؤثِّر على معظم الوظائف، ويُعدُّ مرض هاشيموتو أحد هذه الأمراض التي قد تُؤدِّي في النهاية إلى قصور الغدة الدرقية.
ما هو مرض هاشيموتو؟
أحد أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجِم فيها الجهاز المناعي الغدة الدرقية عبر إنتاج أجسام مضادة لها، إذ يتوقَّف عن التعامل معها على كونها جزءًا من الجسم، ومِنْ ثَمَّ يبدأ مُهاجمتها.
يُؤدِّي ذلك الاضطراب المناعي إلى التهاب الغدة الدرقية، وذلك وفقًا لما ذكره موقع «إندوكرين ويب».
يُطلَق على هذا المرض اسم «هاشيموتو» نسبةً إلى الجرَّاح الياباني الذي اكتشف المرض عام 1912.
لا تتمكَّن الغدة الدرقية من إنتاج الكميات التي يحتاج إليها الجسم من هرمون الثيروكسين الذي يُنظِّم معظم عمليات الجسم الحيوية.
لا يُوجَد سببٌ معروفٌ للمرض حتى الآن؛ ولا لاستجابة جهاز المناعة الغريبة التي سبَّبت المرض، لكن يسهل علاج الأعراض بالأدوية بسهولة.
كيف يُؤثِّر مرض هاشيموتو على الجسم؟
ذكر موقع «كليفلاند كلينيك» الآثار النفسية والجسدية الناجمة عن الإصابة بهذا المرض، والتي تتضمَّن ما يلي:
- يقل مُعدَّل حرق الدهون في الجسم؛ نتيجة نقص مستويات هرمونات الغدة الدرقية، ما يُؤدِّي إلى اكتساب الوزن على غير رغبة الإنسان.
- زيادة نوبات الإمساك عمَّا كانت عليه، بالإضافة إلى حرقة المعدة، وغيرها من اضطرابات الجهاز الهضمي، وذلك ناتج عن ضعف حركة عضلات المعدة والأمعاء.
أعراض مرض هاشيموتو
قد لا يُعانِي البعض أية أعراضٍ في بداية المرض، لكن يتقدَّم المرض ببطءٍ بمرور الوقت، ومِنْ ثَمَّ تبدأ الغدة الدرقية في التضخُّم، إذ تُعدُّ هذه أول علامة تدل على الإصابة، بالإضافة إلى الأعراض الآتية:
- التعب والإجهاد.
- عدم تحمُّل البرودة.
- اكتساب الوزن.
- تيبُّس المفاصل.
- آلام العضلات.
- الإمساك.
- تساقط الشعر.
- صعوبة التركيز والتفكير.
- بطء مُعدَّل دقات القلب.
- جفاف البشرة.
- تورُّم العينين، أو الوجه.
لا يُسبِّب تضخم الغدة الدرقية أي ألمٍ، وإنَّما يُؤثِّر فقط على المظهر الخارجي للرقبة.
ما هو سبب مرض هاشيموتو؟
الطبيعي ألَّا يُهاجِم الجهاز المناعي أنسجة الجسم، إذ هو مُتعرِّف عليها، لكن في بعض الأحيان قد يُهاجِم الغدة الدرقية عبر إنتاج أجسامٍ مضادة لها، ومِنْ ثَمَّ تلتهب، ولا تُنتج ما يكفي الجسم من الهرمونات.
لم يتوصَّل العلماء بعد إلى سبب قيام جهاز المناعة بهذا الأمر، لكن يُعتقَد أنَّ هناك بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة بهذا المرض، مثل:
- النساء هُنَّ الأكثر عُرضةً لمرض هاشيموتو، لكن ذلك لا يمنع احتمال إصابة الرجال به أيضًا.
- يظهر ذلك المرض في الفئة العمرية التي يتراوح عُمرها بين 30 - 50 عامًا.
- إصابة أحد أفراد العائلة باضطرابات الغدة الدرقية، أو أمراض المناعة الذاتية.
- المعاناة من بعض الأمراض، مثل مرض أديسون، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة الحمراء، أو مرض السكري من النوع الأول.
اقرأ أيضًا: أسباب وأعراض خمول الغدة الدرقية وطرق العلاج
تحليل هاشيموتو
تكشف نتائج بعض التحاليل عن الإصابة بمرض هاشيموتو، إذ تُطلَب التحاليل الآتية:
1- اختبار الهرمون المُنبِّه للدرق
- يقيس هذا الاختبار مستويات الهرمون المُنبِّه للدرق الذي يُفرَز بواسطة الغدة النخامية؛ لتنشيط الغدة الدرقية لإفراز هرموناتها.
- قد تكون زيادة مستويات الهرمون المُنبِّه للدرق دليلًا على الإصابة بمرض هاشيموتو، إذ تتلقَّى الغدة النخامية إشاراتٍ تدل على هبوط مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم، ومِنْ ثَمَّ تُفرِز كميةً كبيرةً من الهرمون المُنبِّه للدرق.
- لا يُشترَط أن تكون مستويات الهرمون المُنبِّه للدرق مرتفعة، بل قد تكون طبيعية، ويكون الرجل مُصابًا بمرض هاشيموتو.
2- اختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية
- يكشف هذا الاختبار عن وجود، أو غياب الأجسام المضادة للغدة الدرقية، وقياس مستوياتها إِنْ كانت موجودة.
- يدل وجود هذه الأجسام المضادة على الإصابة بمرض المناعة الذاتية «هاشيموتو» غالبًا.
3- اختبار T4
- الثيروكسين T4 هو الهرمون الذي تُفرِزه الغدة الدرقية، الذي تنخفض مستوياته في حالة قصور الغدة الدرقية؛ نتيجة مرض هاشيموتو؛ لذا يُشِير انخفاض مستواه بالإضافة إلى التحليلين السابقَين إلى الإصابة بهذا المرض.
4- اختبارات أخرى
قد يُسبِّب المرض كذلك اختلالًا في نتائج التحاليل الآتية:
- صورة الدم الكاملة.
- البرولاكتين.
- الصوديوم.
- الكوليسترول.
هل يمكن الشفاء من مرض هاشيموتو؟
لا يُوجَد علاج جذري لمرض هاشيموتو حتى الآن، لكن تتوافر العديد من الطرق العلاجية؛ للتغلُّب على الأعراض المُصاحبة للمرض.
اقرأ أيضًا: كيفية الشفاء التام من خمول الغدة الدرقية
أضرار مرض هاشيموتو
قد يُسبِّب هذا المرض بعض المضاعفات الخطيرة، خاصةً إذا أُهمِل علاج الأعراض، فمن هذه المضاعفات على سبيل المثال:
- اضطرابات القلب، مثل: تضخُّم القلب، أو قصور القلب.
- الاكتئاب، وضعف القدرات الذهنية.
- ضعف الرغبة الجنسية.
- غيبوبة الوذمة المخاطية «Myxedema coma»، وهي مشكلة خطيرة تُهدِّد بالوفاة، كما تستدعي التدخُّل الطبي العاجل.
يزيد مرض هاشيموتو أيضًا من فرص الإصابة ببعض الأمراض، وفقًا لما ذكره موقع «إيندوكراين ويب»، وذلك مثل:
- مرض أديسون.
- مرض السكري من النوع الأول.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- سرطان الغدة الدرقية في حالاتٍ نادرةٍ جدًا.
علاج هاشيموتو
يستهدف علاج هاشيموتو تعويض النقص في مستويات هرمون الغدة الدرقية - السبب الرئيس وراء ظهور الأعراض - ومِنْ ثَمَّ فالعلاج الطبيعي المُستخدَم هو هرمون الثيروكسين الصناعي، أو حبوب ليفوثيروكسين.
يُعوِّض الدواء وظيفة هرمون الثيروكسين في الجسم، لكن يحتاج المُصاب إلى تناول هذا الدواء لبقية حياته؛ منعًا لظهور الأعراض، ولتفادي خطر مرض هاشيموتو.
هل يحتاج هاشيموتو دائمًا إلى علاج؟
لا يتطوَّر المرض دومًا إلى قصور الغدة الدرقية، لكن بقاء الأجسام المضادة في الدم يزيد خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية، ومِنْ ثَمَّ تكون المتابعة بواسطة الطبيب؛ للحصول على العلاج في الوقت المُناسِب.
هل الجراحة علاج نهائي لمرض هاشيموتو؟
ليس هناك حاجةٌ إلى تدخُّلٍ جراحي لمرض هاشيموتو، إذ المشكلة منبعها دوران الأجسام المضادة في الدم، وتدميرها لنسيج الغدة الدرقية، كما يُمكِن تقليل الأعراض عبر تناول الأدوية فحسب.
الحمية الغذائية لمرضى هاشيموتو
ذكر موقع «كليفلاند كلينيك» أنَّه لا تُوجَد أطعمة مُحدَّدة بعينها لمرضى هاشيموتو، لكن قد تتعارض بعض أنواع الطعام، أو المُكمِّلات الغذائية مع امتصاص دواء ليفوثيروكسين الذي يُخفِّف أعراض المرض.
اقرأ أيضًا: أسباب الغدة الدرقية النشطة والخاملة وأعراضها
لا تتناول هذه الأدوية مع دواء هاشيموتو
تُؤثِّر القائمة التالية من الأدوية على امتصاص دواء ليفوثيروكسين:
- مكملات الحديد.
- مكملات الكالسيوم.
- كوليستيرامين.
- مضادات الحموضة التي تحتوي على الألومنيوم.
يُفضَّل تناول مثل هذه الأدوية قبل دواء ليفوثيروكسين، أو بعده بأربع ساعات، أو استشارة الطبيب؛ للحصول على أفضل تأثيرٍ مُمكِنٍ للأدوية.
هل يمكن الوقاية من مرض هاشيموتو؟
لا تُوجَد طريقة مُثبَتة علميًّا للوقاية من هذا المرض المناعي، وتخفيف الالتهاب الناجم عنه، لكن يسهل الحصول على علاجٍ فعَّالٍ؛ للوقاية من مضاعفاته، وأعراضه؛ لذا يُفضَّل الحصول على العلاج في أقرب وقتٍ مُمكِنٍ بعد التشخيص الصحيح.
نصائح لمرضى هاشيموتو
قد تُساعِد النصائح التالية على تحسين رد فعل مناعة الجسم لمرضى هاشيموتو:
- تناول طعامٍ صحي، وتجنُّب الطعام الضار.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- الحد من التوتر والقلق.