باولو كويلو يكتب لـ«الرجل»: قصص الأجداد
الفلك
بعد أربعين يومًا من الطوفان، تمكن نوح من مغادرة الفلك، نزل مفعمًا بالأمل، لكن ما وجده في الخارج كان مجرد دمار وموت.
صرخ نوح: «يا الله الخالق العظيم، إذا عرفت المستقبل، فلماذا خلقت الإنسان؟ هل كان ذلك من أجل متعة معاقبتهم فقط؟».
عطر ثلاثي صعد إلى السماء: البخور، ورائحة دموع نوح، ورائحة أفعاله.
فأجاب الله: صلاة الرجل العادل تُسمع دائما.
دعني أخبرك لماذا فعلت هذا: «حتى تتمكن من فهم عملك، ستبني أنت وأحفادك دائمًا عالمًا جاء من لا شيء، وبهذه الطريقة سنشارك العمل وعواقبه، والآن نحن جميعًا مسؤولون».
الثروة
سأل زيلو: «متى سأتمكن من تطبيق الأشياء التي تعلمتها»؟
أجاب كونفوشيوس: «ما زلت أعلمك، لماذا نفاد الصبر؟ هذا لوضع كل شيء موضع التنفيذ، انتظر الوقت المناسب».
في اللحظة التالية، سأل كونغتشي: «متى سأتمكن من تطبيق الأشياء التي تعلمتها»؟
أجاب كونفوشيوس: «على الفور».
اشتكى زيلو: «سيدي، أنت لست عادلاً». «كونغتشي يعرف بقدر ما أعرف، وأنت لم تمنعه من التصرف».
قال كونفوشيوس: «الأب الصالح يعرف جوهر أطفاله»، «إنه يكبح أولئك الذين يتسمون بالجرأة المفرطة ويدفع أولئك الذين لا يستطيعون المشي بأرجلهم إلى الأمام».
اقرأ أيضًا:باولو كويلو يكتب لـ«الرجل»: أهمية الآخرين
القوة
أعلن الملك الذي يريد إرضاء رعاياه الأكثر ولاءً، أنه سيلبي رغبة كل فرد منهم، طلب البعض تكريمًا، وطالب آخرون السلطة أو الثروات، لكن أحكمهم قال: «أريد أن أتحدث إلى الملك ثلاث مرات في اليوم».
بهذه الطريقة، وبدلاً من التركيز على بعض النزوات اللحظية، تمكن بهذه الجملة من فتح طريق قوي حتى يمكن تلبية رغباته الحقيقية.
الحب
وصل أحد الحجاج إلى القرية التي يعيش فيها أبو يزيد البسطامي.
سأل «علمني أسرع طريقة للوصول إلى الله».
أجاب البسطامي: «أحبه بكل قوتك».
«هذا ما أفعله الآن».
«إذن، عليك أن تكون محبوبًا من قبل الآخرين».
«لكن لماذا»؟
«لأن الله ينظر إلى قلوب كل البشر، فعندما يزورك سيرى بالتأكيد حبك له وسيكون سعيدًا، ومع ذلك، إذا وجد أيضًا اسمك مكتوبًا بمحبة في قلوب الآخرين، فمن المؤكد أنه سيوليك مزيدًا من الاهتمام».
اقرأ أيضًا:باولو كويلو يكتب لـ«الرجل»: في الطريق إلى الكاتدرائية
المحادثة
قال تلميذ الحاخام ناخمان من براتسلافا: «لا أستطيع التحدث إلى الله».
قال ناخمان: «هذا يحدث كثيرًا»، «نشعر أن أفواهنا مغلقة أو أن الكلمات لا تخرج، ومع ذلك فإن الحقيقة البسيطة المتمثلة في بذل جهد للتغلب على هذا الموقف هي حقًا موقف إيجابي».
«لكن هذا لا يكفي»، أصر التلميذ.
«أنت على حق، في مثل هذه الأوقات ما يجب عليك فعله هو النظر إلى الأعلى، والقول: يا إلهي، أنا بعيد جدًّا عنك لدرجة أنني لا أومن حتى بصوتي».
«لأنه لأجل قول الحق، يستمع الله ويجيب دائمًا، نحن الذين لم نتمكن من التحدث خوفًا من أنه لا يعيرنا أي اهتمام».