هل ستطغى الرياضات الإلكترونية على التقليدية؟ رئيس شركة كويست يُجيب
نمو متسارع الإيقاع بدأ يشهده مؤخرًا سوق الرياضات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل توجه كبرى شركات الاتصالات للاستفادة من تزايد الشعبية التي باتت تحظى بها تلك الرياضات والرغبة في تعظيم العائدات والأرباح من ورائها.
وبحسب تقرير صدر مؤخرًا عن شركة "نيوزوو"، المتخصصة في بيانات سوق الألعاب، فقد بلغت قيمة سوق الشرق الأوسط خلال العام الماضي حوالي 6.3 مليار دولار أمريكي، من ضمنها مبلغ يقدر بحوالي 820 مليون دولار في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها، ما يعكس حجم الآفاق التي تنتظر تلك الألعاب في المنطقة.
ومن الجدير ذكره بهذا الإطار أن السعودية من أبرز الدول التي صارت تضخ استثمارات في سوق الألعاب الإلكترونية، ليس فقط محليًّا، بل من خلال شراكات عدة مع شركات عالمية، إذ بلغ عدد ممارسي الألعاب الإلكترونية في المملكة خلال 2021 حوالي 3 ملايين لاعب.
وفي هذا الإطار، كشف إيلي حُنين، الرئيس التنفيذي لشركة كويست للرياضات الإلكترونية، عن رؤيته لمستقبل الرياضات الرقمية في المنطقة، معربًا عن تفاؤله إزاء الآفاق التي تنتظر هذا القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة.
اقرأ أيضًا: «منتدى العالم القادم» يُدخل السعودية حقبة جديدة في الرياضات والألعاب الإلكترونية
وتابع حُنين بحثه أيضًا عن الرابط الذي يجمع بين تلك النوعية من الألعاب وتقنيات الميتافيرس، موضحًا أنها أضحت بمنزلة البنية التحتية للألعاب والرياضات الرقمية الحديثة، ومن أبرزها لعبة GTA 5.
وتطرق حنين في سياق مقابلة أجراها مع مجلة "الرجل" إلى محاور أخرى تخص دور تلك الألعاب على صعيد تطوير الشخصية، وزيادة مستوى الإبداع والقدرة على إنجاز أكثر من مهمة في وقت واحد.
وإليكم متابعينا فيما يلي المقابلة كاملة:
هّلا أعطيتنا رأيك بمشهد الرياضات الرقمية الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
يتّسم قطاع الرياضات الإلكترونية بحداثته نسبيًّا في المنطقة، كما يتميز باعتماده في الأساس على جيل الشباب، الذي يشكّل الشريحة العمرية الأكبر. ويتوقع أن يواصل القطاع نموه في دول مجلس التعاون الخليجي ليصل إجمالي قيمته إلى 5 مليارات دولار في 2025.
ويعد ذلك مؤشرًا مهمًّا على الإمكانيات المميزة في المنطقة، لاسيما بعد توقيع اتفاقية شراكة حصرية لمدة 5 سنوات بين الاتحاد القطري للرياضات الإلكترونية وشركة كويست للرياضات الإلكترونية، خلال شهر سبتمبر الماضي.
وعلى صعيد آخر، يمتلك الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية مجموعة أهداف كبرى، مدفوعة بإمكانياته الفريدة، بما فيها ميزانية بقيمة 37 مليار دولار للاستثمار في هذا القطاع الواعد.
لِمَ تعتقد أن المستقبل هو للرياضات الرقمية؟
تزامنًا مع انطلاق بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، نثق بأن الرياضات الإلكترونية ستطغى على المشهد بعد نهاية هذا الحدث الرياضي، إذ يحمل المستقبل آفاقًا إيجابية للقطاع خلال السنوات الخمس المقبلة.
وذلك في ظل الاهتمام المتزايد من قبل الشباب بهذا النوع من الرياضات وتطور إمكانياتهم ومهاراتهم، ما كان له دوره في دفع مزيد من الشركات للإقبال على الاستثمار من أجل تحقيق إيرادات مضمونة مستقبلاً.
هلاّ أوضحت لنا الرابط الذي يجمع الرياضات الإلكترونية بعالم الميتافيرس؟
تقوم على سبيل المثال لعبة GTA 5، وهي واحدة من أشهر الألعاب الإلكترونية، على تقنيات الميتافيرس، التي أضحت بمنزلة بنية تحتية للرياضات الإلكترونية، مع وصول استخداماتها لقطاعات أخرى.
هل يمكن أن تكون ممارسة الرياضة الإلكترونية عامل قوة في السيرة الذاتية للموظفين والتنفيذيين مستقبلاً؟
يمكنني القول إن عددًا كبيرًا من المهتمين بالرياضات الإلكترونية يشغلون مناصب مرتبطة بهندسة وتكنولوجيا المعلومات، فهي ليست مجرّد هواية عادية، بل تستطيع صقل العديد من المهارات لدى اللاعبين؛ كتعزيز التركيز والجانب الإبداعي وزيادة القدرة على تنفيذ مهام متعددة.
لذا، يُمكن القول إنّ ممارسة الرياضات الإلكترونية تعني امتلاك العديد من السمات المرغوبة عند تقييم الموظف أو إجراء عمليات التعيين والتوظيف، أو حتى التحلّي بالروح القيادية. وتهتم الجامعات الأمريكية اليوم على سبيل المثال بالرياضات الإلكترونية، إذ تزيد ممارستها من معدل ذكاء الطلاب وتثري مخيلتهم وقدرتهم على التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلولٍ مبتكرة.
هل يمكن للرياضات الإلكترونية أن تطغى على الرياضات التقليدية؟ أم أن المجالين مختلفان؟
أستطيع القول إنّ الرياضات بنوعيها التقليدية والرقمية هما وجهان لعملة واحدة من حيث القيم السامية، التي يدعو النوعان إليها، إذ تقوم جميع الرياضات على التدريب، والمنافسة، والحماس والرغبة بالفوز، وتتطلّب دومًا التحلّي بروحٍ رياضية عالية والتعاون مع أفراد الفريق.
وإلى جانب ذلك، لا يُمكن أن تحلّ الرياضات الإلكترونية محل الرياضات التقليدية، فهي بمثابةٍ نوعٍ جديد ورافد لها؛ وعلى سبيل المثال، فقد اعتمد فريق برشلونة والعديد من فرق الرابطة الوطنية لكرة السلة تلك الرياضات الإلكترونية، ما يؤكد على وجود رابط مشترك بين النوعين.
حدثنا عن شركتك التي تديرها وتتخصص في هذا الجانب.
كويست للرياضات الإلكترونية من الشركات الرائدة في تنظيم فعاليات الرياضات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتختصّ بتنظيم الفعاليات وإدارتها على أرض الواقع وبشكل افتراضي.
ونظمت الشركة خلال عام 2022 سبع بطولات، كانت خمس منها عبر الإنترنت، واثنتان على أرض الواقع. وتميزت كل واحدة منها بلعبة مختلفة غطت اهتمامات جميع شرائح عشاق الرياضات الإلكترونية.
وتُعد بطولة EA Sports FIFA 22 Champions Cup المقدمة من Ooredoo نيشن من أبرز هذه الفعاليات على الإطلاق، إذ كانت أولى البطولات التي تستضيفها منطقة الخليج بشكل مباشر بعد الأزمة، وأولى بطولات الرياضات الإلكترونية التي يتم بثّها عبر تقنية الميتافيرس.
كما نظمت الشركة العديد من البطولات الرائدة عبر الإنترنت، بما فيها PUBG Mobile وFortnite وDota 2 وCS: GO.
اقرأ أيضًا: بجوائز 15 مليون دولار.. السعودية تطلق أضخم حدث للرياضات والألعاب الإلكترونية في العالم
من خلال نظرتكم للعالم في العشر سنوات المقبلة، ما هو تأثير الرياضات الرقمية بعد عقد من الزمن؟
من الصعب التنبؤ بما يحمله المستقبل للرياضات الإلكترونية بعد عشر سنوات، فهي مدة طويلة للغاية في مرحلة تشهد تغييراتٍ متسارعة بمرور عامٍ واحد فقط.
لكن القطاع يشهد تطورًا متسارعًا مع تزايد عدد الألعاب الإلكترونية واحتدام المنافسة فيما بينها، فضلاً على الإقبال المتزايد لدى الشركات لتمويل هذا المجال.
وأثق بأن المنطقة تحمل إمكانياتٍ رائعة تؤهلها لأن تكون من الأسواق الرائدة في القطاع لتنافس السوق الصينية والأوروبية، إذ تتمع بقدرات قوية وبنية تحتية راسخة مع كوادر شابة وموهوبة يمكنها دفع عجلة القطاع قُدمًا.