تعد الطائرات الخاصة حلاًّ مثاليًّا لجميع رجال الأعمال من حول العالم، إذ تضمن لهم التنقل جوًّا دون أن يواجهوا أي تأخير أو أمر طارئ قد يجبرهم على تغيير مسار رحلتهم المعد لها مسبقًا، كما يحدث غالبًا لرحلات الطيران العامة.
ورغم سرعة الطائرات الخاصة وسهولة تنقلها بين المدن، فإن Bombardier كان لها رأي آخر، إذ رأت الشركة أن هناك مجالاً لجعل الطائرات أكثر سرعة، حتى تتمكن من الوصول إلى سرعة الصوت، وربما تتجاوزه.
وهذا ما تمكنت الشركة من الوصول إليه مع طائرة Global 8000، التي استطاعت الوصول إلى سرعة 0.94 ماخ، لتكون إحدى أسرع الطائرات التجاريّة الخاصة في العالم.
تنتمي Global 8000 إلى فئة الطائرات ذات المدى الطويل للغاية، لذلك تستطيع التحليق لمسافة تزيد على ثمانية آلاف ميل بحري، في الرحلة الواحدة، ويعني هذا أنها قادرة على التحليق من سيدني في أستراليا، إلى شيكاغو مباشرةً، في رحلة واحدة، بسرعة تقترب من سرعة الصوت.
محركات خارقة
تعتمد الطائرة على محركات GE Passport الأحدث من الشركة، وتستطيع هذه المحركات التحليق بسرعة 1.015 ماخ أو 1250 كيلومترًا/ الساعة أي أسرع من سرعة الصوت، فيما أغلب الطائرات التجاريّة الحاليّة لا تتجاوز سرعتها 925 كيلومترا/ الساعة.
ولا يتوقف تفوق هذه المحركات فقط عند سرعتها، إذ تعتمد بشكل رئيس على وقود (SAF) المستدام، لذلك لن يكون لها أي تأثير سلبي على البيئة، عندما تحلق وتبدأ في رحلاتها، ورغم أن سرعة التحليق الثابتة لن تصل إلى سرعتها القصوى، فإن المحركات قادرة على تحقيق تلك السرعة بسهولة وهو ما يجعلها أسرع طائرة تجاريّة مدنية منذ طائرة كونكورد التي توقفت عن العمل في 2003.
وبفضل تصميم الأجنحة المميز، فإن الطائرة تستطيع التحليق من أي ممر طيران، مهما كان قصيرًا أو صغيرًا وذلك تحت أي ظروف جويّة، بفضل اعتمادها أيضًا على تقنية Fly-Wire في الأنظمة الجويّة لها، ما يتيح للربان التحكم في الرحلة بشكل أفضل وقراءة المنطقة المحيطة بالطائرة.
يصل طول Global 8000 إلى 33.8 متر وهو ما يجعلها تتفوق في الطول والمساحة الداخليّة على منافستها الأولى G800 من Gulfstream، إذ يصل طول الأخيرة إلى 30.4 متر.
اقرأ أيضًا:أسرع 10 طائرات خاصة في العالم
مقصورة فاخرة
تجسد Global 8000 أحدث ما وصلت إليه Bombardier في الفخامة والراحة، وتعتمد على مقصورة جديدة تستخدم تقنية الارتفاع المنخفض التي تُقلل الشعور بالعلو الحقيقي داخل المقصورة، لذلك ستشعر بأنك تحلق على ارتفاع لا يتجاوز 900 متر، بينما الارتفاع الحقيقي الذي تحلق به الطائرة يتجاوز اثني عشر كيلومترًا.
تضمن هذه التقنية راحة أكبر داخل المقصورة، عبر تزويدها بالمزيد من الأكسجين وذلك إلى جانب إمكانيّة تحكم المقصورة في جودة الهواء داخلها، إذ تضم المقصورة منقحات HEPA للهواء وتقنية Pũr Air الخاصة بالشركة.
وتتكون المقصورة من أربع مساحات داخليّة واسعة تشمل جناحًا رئيسًا للنوم مع حمام فندقي فاخر، وتشمل المرافق الأخرى في الطائرة نظام إضاءة متوافقًا مع الساعة البيولوجية، لتقليل تأثير اختلاف التوقيت وتعب السفر، وتضم أيضًا مسرحًا كاملاً يستخدم تقنيّة الصوت المحيطي مع شاشات بدقة 4K لعرض المحتوى بأفضل جودة ممكنة.
وضعيّة انعدام الجاذبية
وتتسع المقصورة الداخليّة فيها لما مجموعه 19 راكبًا، ورغم أنها تأتي مجهزة بتقسيم الكبائن الأربع، لكنّ الشركة تتيح تخصيص الكبائن، وتعتمد المقصورة على مقاعد Nuage الفاخرة مع وضعيّة انعدام الجاذبية من أجل الوصول إلى راحة أكبر وتقليل الضغط على ظهر الركاب.
ونظرًا لضيق الوقت عند رجال الأعمال، فقد تكون هذه الرحلة هي المساحة الوحيدة لتناول الوجبة المفضلة لديهم، لذا قامت الشركة المصنعة بتزويد مقصورة الطائرة بمطبخ مجهز بكل المعدات اللازمة، لتجعل من هذه الرحلة أكثر متعة.
أن تكون في السماء لا يعني أن تنقطع عن العالم، خاصة إذا كنت من فئة رجال الأعمال، لذا قامت الشركة المصنعة بتزويد الطائرة بالإنترنت مباشرةً عبر تقنيّة Ka-Band بالإضافة إلى أنظمة اتصال متعددة، للتحكم بلوحات اللمس المنتشرة في المقصورة، وأزرار التحكم في المقاعد.
لطاقم طائرة Global 8000 نصيب من الفخامة على متنها أيضًا، فهي توفر لهم قسمًا خاصًّا مزودًا بمقاعد فاخرة ومنافذ للطاقة ومساحات للتخزين.
ويمتد تفوق الطائرة إلى قمرة القيادة، إذ جمعت Bombardier عدة تقنيات مختلفة، لتسهيل تجربة قيادة الطائرة والتحكم فيها، وهي تشمل: نظام الرؤية المحسنة باستخدام المستشعرات، والكاميرات خارج الطائرة مع تقنية الرؤية الصناعية، حتى يستطيع الربان التحليق وسط الغيوم والضباب.
وتخطط الشركة لإطلاق الطائرة رسميًّا عام 2025 لتبدأ أولى رحلاتها بسعر يبدأ من 78 مليون دولار، وذلك حتى تحل مكان طائرة Global 7500 التي تعد الأطول بين طائرات الشركة الحاليّة.