السياحة في الجزائر.. مشاهد تحكي عبق التاريخ وروعة الطبيعة
تتميز الجزائر بتاريخ حافل منذ العصر الحجري إلى الاستعمار الفرنسي والاستقلال، ما أسهم في تكوينها العريق والأثري، إذ تزخر الجزائر بعديد من المدن الساحرة ذات الشوارع المتعرجة والهندسة المعمارية المذهلة، إضافة لتميزها بمناظر طبيعية متنوعة، والآثار الرومانية العريقة التي تجعلها منافسًا قويًّا لدول العالم في السياحة.
فبعد انقسام السودان في عام 2011، أصبحت الجزائر أكبر دولة في قارة إفريقيا، ومع ذلك فإن أكثر ما تميزها المنطقة الصحراوية، حيث الرمال التي لا تنتهي والمدن الغامضة التي تجذب السياح.
أفضل المدن السياحية في الجزائر
تضم الجزائر عديدًا من المدن السياحية التي تحوي الآثار التي تعبر عن عراقة الدولة، وتاريخها العظيم ومن أفضل المدن السياحية في الجزائر:
الجزائر العاصمة
تأسست الجزائر العاصمة من قبل العثمانيين، وتأتي في مقدمة المدن السياحية في الجزائر، لضمها أهم وأجمل التحف المعمارية في العالم، إضافة للقصبة القديمة تحفة العمارة الجزائرية، ودار حسن باشا، التي كانت من أكثر قصور المدينة فخامة.
تقدم مدينة الجزائر للزوار من الغرب، تباينًا جميلاً ونظرة تجمع بين ماضي الجزائر وحاضرها ومستقبلها.
اقرأ أيضًا: حديقة الحامة الجزائرية المتحف الفعلي للطبيعة
وهران
تقع وهران المدينة الساحلية النابضة بالحياة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب الجزائر، وتُعد من أجمل المناطق السياحية في الجزائر، بُنيت أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، ويظهر ذلك جليًّا في مبانيها المستوحاة من مدينة "نيس" الفرنسية.
تتميز وهران بضمها العديد من المباني التاريخية من المساجد الجميلة والقصبة والمسرح، وهي أيضًا مكان رائع للغوص وتذوق المأكولات الجزائرية.
عُرفت وهران قديمًا، بأنها عاصمة الجزائر في الحفلات والموسيقى، خصوصًا موسيقى الراي النابضة بالحياة، التي تعود أصولها إلى المدينة.
رغم عديد من الأسباب الإيجابية لزيارة المدينة التي تحتل مكانة بارزة في عالم السياحة في الجزائر، فإنها شهدت أيضًا عديدًا من الاضطرابات السياسية في التسعينيات، فكانت مصدر إلهام للروائي "ألبير كامو" في هذه الفترة، إذ ملأت قلبه بالرعب ما دفعه لكتابة روايته "الطاعون على أرض وهران".
عنابة
كانت هناك عديد من الأسباب الجغرافية التي دفعت الفينيقيين لتأسيس مدينة "عنابة"، ما تزال ظاهرة حتى اليوم، وهي سبب الازدهار النسبي للمدينة.
ترجع تسمية المدينة بهذا الاسم نظرًا لإنتاجها الوفير من فاكهة العنب، وتتميز المدينة بشواطئها الجميلة التي تجذب السائحين من مختلف دول العالم، وخاصة في فصل الصيف.
أماكن سياحية في الجزائر
تزخر الجزائر بمعالمها السياحية التي ميزتها على مر التاريخ، ومن أهمها:
حديقة التجارب
تُعد حديقة التجارب من أهم المعالم التاريخية في الجزائر، بُنيت عام 1832 من قبل الفرنسيين على مساحة 140 فدانًا، وتعكس الحديقة جمال الطبيعة وسحر الإبداع.
سُميت بهذا الاسم نظرًا لاستخدامها من قبل الفرنسيين في إجراء التجارب، وتُعد الحديقة متحفًا طبيعيًّا؛ إذ تحتوي على أشجار يصل عمرها إلى مئات السنين، و2500 نوع من النباتات، إضافة إلى أكثر من 25 نوعًا من أشجار النخيل.
اقرأ أيضًا: السياحة في المغرب.. بين التاريخ والحضارة وسحر الطبيعة الخلابة
قلعة سانت كروز
يُعد حصن وقلعة سانت كروز من أجمل المعالم السياحية في الجزائر، وتقع القلعة على ارتفاع 429 مترًا فوق سطح البحر، ما يمنحها إطلالة بانورامية ساحرة.
بُنيت القلعة في النصف الثاني من القرن السادس عشر على يد الإسبان، وقام الاستعمار الفرنسي ببناء كنيسة سانتا كروز أسفل القلعة عام 1850م.
تُعد القلعة واحدة من ثلاثين قلعة متصلة ببعضها من خلال أنفاق، كما تضم خزانًا ضخمًا لحفظ مياه الأمطار، تقدر سعته بـ300 ألف لتر.
النصب التذكاري في قسنطينة
أُقيم النصب التذكاري تخليدًا لذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى، ويأتي على شكل قوس النصر ويقف على ارتفاع 21 مترًا، ويعلوه تمثال النصر الذي يبدو كطائر خرافي يستعد للتحليق، ويحمل أسماءً منقوشة لحوالي 800 جندي.
ما أهم الأماكن الدينية في الجزائر؟
تشتهر الجزائر بمعالمها الدينية؛ إذ تضم العديد من المساجد والكنائس التي ترجع للعصور القديمة والحديثة، ومن أهم المعالم الدينية في الجزائر:
مسجد حسن باشا
شُيد مسجد حسن باشا أو مسجد الباشا أو المسجد الكبير كما يُطلق عليه في وهران عام 1970 بأمر من القائد العثماني حسن باشا، احتفالاً بطرد الإسبان من الجزائر.
نُهب المسجد أثناء الاحتلال الفرنسي، لكن نجح المسلمون في استرداده عقب طرد الفرنسيين، وعادوا لممارسة شعائرهم الدينية مرة أخرى، وكان هذا المسجد هو المسجد الرئيس لمسلمي وهران ومقر عمل المُفتي.
جامع تلمسان الكبير
جامع تلمسان الكبير هو مثال حي على روعة التصميم والزخرفة، ويُعد من أهم المعالم التي تساعد على تنشيط السياحة في الجزائر.
بُنِي الجامع عام 1082م بأمر من السلطان يوسف بن تاشفين، ثم خلفه ابنه على بن يوسف بن تاشفين، الذي أضاف إلى المسجد العديد من الزخارف التي ميزته وجعلته فريدًا.
ويُعد مسجد تلمسان الوحيد الذي يحتوي على محراب من حقبة المرابطين، إذ صُمم جوفه بشكل متعدد الأضلاع، وهو شكل اشتهر في الهندسة المعمارية الإسلامية من قبل المرابطين.
مسجد الأمير عبد القادر
يُعد مسجد الأمير عبد القادر من أكبر مساجد شمال إفريقيا؛ إذ يسع لـ15 ألف مصل في آن واحد، وهو إحدى التحف المعمارية التي تعبر عن عظمة الجزائر وتاريخها الديني العريق.
بُنِي المسجد في القرن الـ20، ويتميز بواجهته البيضاء مع وجود مئذنتين يبلغ ارتفاعهما 107 أمتار وقبة كبيرة في الوسط يبلغ ارتفاعها 64 مترًا، ويمكن رؤية الرسوم الرائعة المنقوشة يدويًا باللونين الأخضر والأحمر داخل القبة عند الوقوف أسفلها.
اقرأ أيضًا: السياحة في تونس .. احرص على زيارة هذه الأماكن الجذابة
أجمل ولاية سياحية في الجزائر
تُعد تلمسان من أجمل ولايات الجزائر السياحية، وتلقب بـ"لؤلؤة المغرب العربي الكبير"، إذ تضم العديد من الآثار الأندلسية التي تجعل من السياحة في الجزائر مميزة للغاية.
شهدت "تلمسان" مراحل تاريخية متنوعة، ويظهر ذلك جليًا في مبانيها وآثارها الرائعة، بالإضافة إلى الطبيعة الساحرة وحقول العنب والمزارع التي تزخر بها.
كانت المدينة مهمة بالنسبة للرومان وتشمل المعالم السياحية المسجد الكبير وجسر إيفل والشلالات في منتزه تلمسان الوطني القريب، وتشهد تطورًا هائلًا في الفترة الحالية إذ يتم بناء أكبر حرم جامعي في البلاد.
تكلفة السياحة في الجزائر
يصل متوسط تكلفة السياحة في الجزائر للسعوديين في اليوم الواحد للزوجين لحوالي 1176 ريالا سعوديا.
أما بالنسبة للسياحة في الجزائر للمسافرين العرب تصل تكلفة اليوم الواحد 313 دولارًا.