كابوس الصلع لدى الرجال.. هل ينتهي بعد زراعة الشعر؟
لطالما كان الصلع كابوسًا يؤرق معظم الرجال في الماضي، فمع تقدم العمر يبدأ الشعر بالانحسار تدريجيًّا، لتتسع رقعة الصلع، وتتسع معها المخاوف من فقدان ذلك المظهر الجميل، الدال على الشباب.
لذا يهرع الرجال إلى إيجاد حلول مناسبة، تقيهم ذلك الكابوس، وتبعد عنهم شبح التقدم في العمر.
زراعة الشعر للرجال ما زالت من الإجراءات التجميلية الأكثر إقبالاً على مستوى العالم، فهي آمنة ولا يوجد لها آثار سلبية على صحة المريض، وتُعدُّ الحلَّ النهائي للكثير من الأشخاص، ممّن يعانون تساقط الشعر، والصلع الوراثي.
عند التفكير في عمليات زراعة الشعر، يبقى السؤال الأول الذي يجول بخاطر الرجال: "هل نتائجها دائمة أم مؤقتة"؟
هناك دائمًا وعود بالحصول على نتائج باهرة تدوم مدى الحياة، لكن هل هذه الوعود حقيقية؟
بعد زرع بصيلات الشعر في المناطق المرغوبة من الرأس، يستغرق الأمر بعض الوقت لإتمام التعافي ونمو البصيلات المزروعة بشكل جيد، لكن فور تخطي تلك المرحلة، يبدأ الشعر في النمو من جديد، وملء المناطق الممنوحة، وهو الشعر الذي سيستمر في النمو بشكل طبيعي، حتى مع التقدم في العمر.
متى تظهر نتيجة زراعة الشعر؟
قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للحصول على النتائج الأوليّة للجراحة، ويتضمن ذلك عملية التعافي التي تستغرق ما بين 6 إلى 12 شهرًا.
وربما تمتد الفترة من عام إلى عام ونصف عام، للحصول على نتائج واضحة بعد عملية زراعة الشعر.
ينمو الشعر المزروع في تلك المدة بطول 2.5 سم، ليتمكن الشخص من حلاقته للمرة الأولى، حينها فقط يمكنه أن يرى تغطية أفضل لفروة الرأس، والنتائج المرغوبة الأخرى.
اقرا أيضًا:دليلك الشامل لأنواع زراعة الشعر وأضرارها
هل يحتاج المريض إلى تكرار عملية زرع الشعر؟
على الرغم من نتائجها الدائمة والمستمرة مدى الحياة، فإنَّ هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على نجاح العملية بالشكل المطلوب.
إن كان لدى المريض شَعر صحّي كافٍ في المنطقة المانحة، فإن البصيلات تُزرع بنجاح في المنطقة المتلقية التي تقبلها دون أي مضاعفات.
هناك بضع احتمالات أن تكون عملية زراعة الشعر الأولى غير كافية، وهنا يبرز دور الطبيب المختص بإخضاع المريض لعدة جلسات، لتحقيق النتائج المطلوبة.
يرتبط عدد الجلسات في عملية زرع الشعر بخصائص الشعر، فإن كان قويًّا وصحيًّا وكثيفًا نسبيًّا في المنطقة المانحة، فقد لا يحتاج المريض إلى أكثر من جلسة واحدة، أما إن كان خفيفًا وأقل كثافة، فيمكن زيادة عدد الجلسات بعد استشارة الطبيب.
في بعض الحالات، قد تموت بصيلات الشعر المزروعة، ما يعني الحاجة إلى إعادة إجراء العملية، فيما يحتاج بعض الأشخاص إلى عدة جلسات جراحية لتحقيق النتائج التي يسعون إليها، وعادةً ما ينصح الطبيب بفترة لا تقل عن 7 أشهر بين كل جلسة وأخرى، لزراعة الشعر.
هل يتساقط الشعر بعد الزراعة؟
بعد إتمام عملية زرع البصيلات، يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تلتئم فروة الرأس.
من الطبيعي أن يتساقط بعض الشعر خلال الأشهر الثلاثة الأولى، بعد العملية، وهو أمر طبيعي في مرحلة التعافي، بسبب الإجراء الجراحي في فروة الرأس، لتبدأ الشعيرات الجديدة من البصيلات المزروعة في النمو بشكل ملحوظ.
هناك بعض الحالات التي لا تعاني تساقط الشعر المزروع، بعد الجراحة، بل يستمر في النمو بالمعدل المتوقع.
اقرأ أيضًا:كيف يتم زراعة الشعر؟
هل تختلف نتائج عملية زراعة الشعر باختلاف التقنية المستخدمة؟
هناك نوعان من إجراءات زراعة الشعر "الحديثة":
عملية زرع وحدة البصيلات (FUT): وهي عملية زرع شريحة من بصيلات الشعر الخاصة بك، مأخوذة من فروة رأسك في الجزء الخلفي، إلى مناطق الشعر الضعيفة، أو الصلعاء.
عملية استخراج البصيلات (FEU): وهذه التقنية تعتمد على إحداث ثقوب صغيرة لزرع البصيلات، من جميع أنحاء الرأس، إلى المناطق التي يكون فيها الشعر خفيفًا، أو أصلعَ تمامًا.
النوعان من عمليات زراعة الشعر نتائجهما دائمة.
هل من آثار جانبية لعمليات زراعة الشعر؟
عمليات زراعة الشعر آمنة تمامًا، لكن في بعض الحالات النادرة أي أقل من 5% من عدد المرضى، قد يؤدي استخراج بصيلات الشعر إلى فقدان الشعر الطبيعي، بعد أيام فقط من إجراء الجراحة، لا يُعد ذلك أمرًا خطيرًا، يُسمى ذلك بتساقط الصدمة، وهو تأثير مؤقت فقط، فلا تتساقط الجذور المزروعة، ثم تبدأ الشعيرات في النمو خلال بضعة أشهر.
بشكل عام، تعاني النساء تساقط الصدمة، بنسبة أكبر من الرجال، لكن سرعان ما يستمر نمو الشعر بمعدله الطبيعي خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد تساقطه، وبعد أن تلتئم فروة الرأس يبدأ الشعر في النمو، ليصبح أكثر كثافة.
بعض الآثار الجانبية الأخرى، التي قد يعانيها المريض بعد عملية زراعة الشعر:
الشعور بالألم: يشعر المريض ببعض الوخز خلال الجراحة، أما بعد الجراحة فيتناول المريض مسكنات للألم لبضعة أيام.
النزف: يمكن أن يحدث نزف خارجي من المنطقة المانحة، بشكل بسيط خلال النوم، أو الاستلقاء، لكنه يزول سريعًا.
الحكة: نادرًا ما يشعر المريض بالحكة خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، ويصف الطبيب نوعًا مناسبًا من غسول الرأس للتخلص من تلك المشكلة.
التورم والانتفاخات: وهي من الأعراض الشائعة لزراعة الشعر، خاصةً في منطقة الجبهة، والعينين، وتستمر لبضعة أيام، ويمكن تفادي ذلك بالاسترخاء، والراحة، وتجنب أي مجهود شاق.
الخدر: يشعر بعض المرضى بالخدر، وفقدان الشعور بفروة الرأس بعد الجراحة، وقد يستمر ذلك لبضعة أسابيع، حتى يزول تلقائيًّا.