مازيراتي جريكالي.. فصل جديد من رواية السحر الإيطالي العائلي
القصة بدأت مع بورشه عندما اتخذت القرار الصعب وأنتجت طراز كايين لا ليكون أول مركبة استخدام متعدّد تُنتجها فحسب، بل ليكون أول سيارة تحمل شعار بورشه تأتي بأربعة أبواب ومقصورة عائلية، بكل ما لكلمة عائلية من معنى، ومن ثم التحوّل من شركة تُنتج سيارات لا تليق سوى بمن تُسيطر الروح الرياضية على مظهرها مع ما يترافق هذا الأمر من نمط حياة مفعم بالإثارة، إلى صانع يوفّر وسيلة نقل يمكن لرب عائلة أن يستخدمها مع عائلته ضمن نمط قيادة يناسب العائلات ويناسب سلامتها، التي تفرض عليه أن يعتمد أسلوب قيادة يصعب وصفه بالمثير.
عزيزي القارئ، نعم بورشه خطت هذه الخطوة قبل حوالي عقدين من اليوم، وعندها ظن الكثيرون أنّ بورشه ستذرف دموع الندم على فعلتها، لكنّ عيون القيمين على بورشه لم تتلألأ سوى بدموع الفرح وهي تتصفح كشوف الحسابات المصرفية للشركة وأرقامها المرتفعة، فكايان ومن بعده ماكان كانا هما الطرازين اللذين جعلا بورشه الشركة الأكثر قيمة ماليًّا في أوروبا، كما ورد في آخر التقارير المالية الصادرة عنها.
الحال مع مازيراتي -التي نتحدث هنا عن جريكالي أحدث مركبات الاستخدام لديها- مختلف بعض الشيء، على صعيد اتخاذ القرار الصعب بإنتاج سيارة عائلية قد تؤثر على صورتها كصانع سيارات ولد من رحم الحلبات، فهي اتخذته قبل حوالي 60 عامًا تقريبًا عندما أبصر الجيل الأول من طراز كواتروبورتيه، الذي ابتكر معه الصانع الايطالي فئة سيارات السيدان الرياضية العالية الأداء، لذا فإنّ التوسع في مجال الخيارات العائلية مع طراز جريكالي نحو فئة جديدة على صعيدي السعر والحجم، فئة لم توفّر فيها مازيراتي أي طراز في السابق، هي خطوة أكثر من مرحب بها، خاصةً أنّ الأخيرة تحمل جينات مازيراتي قلبًا وقالبًا.
اقرأ أيضًا:مازيراتي MC20 تشيلو بنقاء السماء الصافية
العاملون لدى قسم التسويق في مازيراتي قد لا يبوحون بذلك صراحة، لكنه من الواضح أنّ جريكالي تستهدف بورشه ماكان.
ورغم أنها أكبر قليلاً بشكلٍ عام، فإنّها تتمتع بشخصية رياضية مماثلة، وفي أسواقنا سيجري تسعيرها وتجهيزها لإغراء المتسوقين على الخروج من صالات عرض بورشه والاتجاه إلى صالات عرض الصانع الإيطالي، ولكن هذا لا يعني أنّ جريكالي هي مجرد استنساخ إيطالي لـ"ماكان"، بل على العكس فهي تنبض بشخصية خاصة بها، شخصية قوية معزّزة بالروح الإيطالية المحبّبة في عالم السيارات تمامًا كما كانت سيارات مازيراتي دومًا.
وتقوم جريكالي على فئة معدّلة من قاعدة عجلات جيورجيو التي تعتمدها ألفاروميو ستلفيو، مع نظام دفع رباعي دائم وعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب، ويبلغ حجم الفئة التي تعتمدها جريكالي من قاعدة عجلات جيرجيو 114.2 بوصة، أي إنها أطول بـ 3.3 بوصة ممّا يتوفر لـ"ستلفيو"، و 3.7 بوصة أطول من ماكان.
ورغم أنها أصغر حجمًا بشكلٍ ملحوظ من شقيقتها الأكبر ليفانتي متوسطة الحجم، فإنّ جريكالي تبدو أكبر مما هي عليه في الواقع، أقله من الخارج.
يكشف فتح أبواب جديدة الصانع الإيطالي عن مساحة داخلية رحبة بشكلٍ ملحوظ.
إذن، واستنادًا لدراسة أعدتها مازيراتي، فإنّ أي مقعد من المقاعد الأمامية أو الخلفية يمكن له أن يستوعب بشكلٍ مريح 99 بالمئة من البالغين.
وفي الحقيقة، لا يسعني هنا أن أشكك بهذه الدراسة والسبب هو أنني ضبطت مقعد السائق بالطريقة التي تناسبني، ثم جلست في المقعد الخلفي بكل راحة.
وجريكالي ليست فقط أكثر رحابة من الداخل، لا سيما من حيث المقعد الخلفي، بالمقارنة مع منافستها، بل هي تتمتع أيضًا بأجواء داخلية أكثر رقيًّا مع لمسة من الذوق الإيطالي، حتى في الفئات القياسية منها، كما أنها تحتوي على مجموعة رائعة من أربع شاشات: واحدة تلعب دور لوحة العدادات، وثانية تعمل باللمس مقاس 12.3 بوصة مثبّتة فوق الكونسول الوسطي يمكن من خلالها التحكم بإعدادات نظام المعلومات والترفيه، شاشة ثالثة تعمل باللمس أيضًا مقاس 8.8 بوصة تتحكم في وظائف الراحة مثل التحكم في المناخ وتدفئة المقاعد والتبريد.
اقرأ أيضًا:MC20 Cielo سيارة جديدة من طراز سبايدر تنضم لأسطول فخامة مازيراتي
أما الشاشة الرابعة فهي الساعة الموجودة في وسط لوحة القيادة العلوية، التي يمكن تهيئتها بين شاشات عرض الوقت التناظرية والرقمية الكلاسيكية، ولإظهار بيانات الأداء مثل نسبة الضغط على دواسة الوقود، المكابح أو نسبة مقاومة الجاذبية.
ميكانيكيًّا، تتوفر جريكالي بثلاث فئات جريكالي جي تي مع محرك من أربع أسطوانات سعة 2.0 لتر مع منظومة هجينة جزئيًا بقوة 48 فولت، يولد قوة 296 حصانًا عند 5750 دورة في الدقيقة. الخيار الميكانيكي الثاني هو ما يتوفر ضمن الفئة جريكالي مودينا، وهو المحرك نفسه ولكن بعد أن جرى تعزيزه عبر إعادة ضبط عياراته ليصبح قادرًا على توليد قوة 325 حصانًا عند 5750 دورة في الدقيقة.
أما الخيار الثالث فهو ضمن الفئة جريكالي تروفيو، التي تتمتع بمحرك هو نفسه الذي يجهز طراز أم سي 20 ذا الاحتراق المزدوج المبتكر، وهو من ست أسطوانات سعة 3.0 لتر مع شاحن هواء توربو بقوة 630 حصانًا عند 7500 دورة في الدقيقة.
ديناميكيًّا، تأتي جريكالي تروفيو قياسيًا مع تعليق هوائي قابل لضبط الارتفاع، ترس تفاضلي خلفي إلكتروني، ومكابح أكبر من تلك التي تتوفر للفئات الأخرى التي تتمتع بنوابض فولاذية، فيما يكون التعليق الهوائي اختياريًّا عليها، علمًا بأنّ الأخير يسمح بإضافة وضعية قيادة على مرحلتين على الطرق الوعرة يرفع ارتفاع الخلوص 0.6 بوصة أو 1.2 بوصة.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنّ مازيراتي تتوقع أن تُشكّل مبيعات جريكالي 40 بالمئة من إجمالي مبيعات الشركة، فهذه السيارة هي طبعًا أكثر فخامة من الفاروميو ستلفيو، وأكثر جاذبية من جاكوار أف بايس، وأكثر إثارة من بورشه ماكان، ومن ثم هي يمكن أن تكون السيارة التي ستعزّز موقع علامتها التجارية في صناعة السيارات.